محمد هاشم: لم أتوقع أن القصيدة المترجمة ستلاقي هذا الانتشار

ملحمة «نسيمي» المترجمة تحصد أكثر من نصف مليون
مشاهدة خلال ثلاثة أشهر

 

لم يكن يعرف عاشق جمال الشرق والمترجم العراقي محمد هاشم أن مشاهدات قصيدة « نسيمي» الصوفية، والتي ترجمها من الأذربيجانية إلى العربية للشاعر عماد الدين نسيمي، وقدمها كعمل ملحمي ولحنها وغناها المنشد والملحن والمنتج سامي يوسف، ستصل إلى أكثر من نصف مليون مشاهدة وأكثر من 7800 مشاركة خلال حوالي ثلاثة أشهر فقط.
حب الناس للقصيدة التي تحوي معاني عميقة تؤكد على أن الإنسانية هي ما تجمع البشر وتصف عظمة الإله الخالق، جعل الفيديو الذي نشره محمد هاشم على صفحته على فيسبوك ينتشر كمحتوى فايروسي Viral content عبر الإنترنت، ليحصد أكثر من ألفي تعليق، منها ما يقول «يا إلهي الجمال ربي المعشوق المعبود..شكرا لهذا العرض الرائع» و»مدمنة على سماع هالملحمة» و»عشقت هذه القصيدة والترجمة رائعة جدا»…. .
الدافع الرئيسي الذي دفع محمد هاشم، والذي لقبه متابعون على فيسبوك بـ «رسول سحر الشرق»، إلى ترجمة هذه القصيدة هو اهتمامه بالتراث الصوفي وخصوصاً التراث الشعري والفلسفي منذ أكثر من عقد، حيث كان من أبرز الأسماء التي قرأ لها وترجم لها الشاعر عماد الدين نسيمي، والذي يعتبر أحد الرموز الوطنية لأذربيجان.
سبب آخر هو الإنتاج الفني المميز واللحن الآخاذ الذي وضعه المنشد والمؤلف الموسيقي سامي يوسف الذي تتمحور أناشيده حول الروحانية الشاملة، ويمزج في أعماله عناصر من التراث الإسلامي والغربي والشرقي.
ويأتي لحن سامي يوسف مختلفا عن ألحان أخرى وضعت لنفس القصيدة، هذا فضلا عن أهمية العرض الموسيقي المتقن الذي قدمت من خلاله القصيدة، والأداء العالي للفرقة الموسيقية والذي كان في حفل «افتتاح لجنة التراث العالمي» بدورته الثالثة والأربعين، في باكو عاصمة أذربيجان في شهر تموز (يوليو) من العام 2019.
وحول انتشار الفيديو يقول محمد هاشم؛ الذي يتقن التركية والفارسية والجزء الأكبر من الأذربيجانية بالإضافة إلى لغته الأم العربية، «قمت بنشر القصيدة ولم أتوقع أنها ستلاقي هذا الانتشار». ويضيف «أسعدني جدا الانتشار الكبير للقصيدة التي ترجمتها، وأكد لي ذلك وجود متذوقين للجمال والتراث الصوفي في وطننا العربي الذي احتضن أبرز شعراء التصوف».
ويبين محمد هاشم «تنطلق قصيدة «لا يمكن احتوائي» من نظرية في الصوفية مفادها أن البشر والموجودات هي تجليات للخالق، وأن هنالك ترابطاً وثيقاً بين الخالق والإنسان، وبالتالي إذا أردت أن تعرف الخالق اعرف نفسك أولاً»، مشيرا إلى أن رسالته الأساسية من ترجمة هذه القصيدة هي «التأكيد على ضرورة عدم اختزال مفهوم الخالق بمفاهيم ضيقة نمطية، لطالما شوهت صورته في أذهان كثيرين».
ويضيف» في ظل الأوضاع التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط من ظروف سياسية واقتصادية، وبروز نعرات التطرف والتعصب المذهبي والقومي بشكل كبير، شعرت بأهمية ترجمة هذه نص يسلط الضوء على أننا بشر متساويين، نمتلك الكثير من الأمور المشتركة، وما يجمعنا حقا هي الإنسانية قبل كل شيء».
ولمحمد هاشم اهتمام خاص بالإرث الإنساني وموسيقى دول الشرق خاصة أذربيجان وإيران وتركيا. وتتميز صفحته على فيسبوك
https://www.facebook.com/muhammad.hashim86 بكونها متخصصة بمحتوى بصري وسمعي متنوع عن الإرث الإنساني وثقافات شعوب هذه الدول؛ فهو يترجم أغنيات منتقاة لمغنيين من هذه الدول، ويختار مقطوعات موسيقية لموسيقيين وينشرها، فضلا عن منشورات عن فنون الرسم والخزف والعمارة والأعمال اليدوية والأكل وغيرها.
أيضا ينشر محمد هاشم الأغنيات التي ينتقيها ويترجمها على قناته الخاصة على يوتيوب:
https://m.youtube.com/c/muhammadhashim
وعن اهتمامه بموسيقى والإرث الإنساني لهذه الدول يقول «أنا مهتم جدا بتاريخ وثقافة وعادات وموسيقى هذه البلدان منذ أكثر من 15 سنة، وعبر السفر المتكرر لهذه البلدان سجلت الكثير من ملاحظاتي وإعجابي بما شاهدته واختبرته»، ويضيف « كرجل شرقي أشعر بانتماء روحي كبير لهذه الأراضي فضلا عن انتمائي الوطني لبلدي العراق».
ومحمد هاشم هو مهندس له اهتمام خاص باللغات والبحث عن تاريخها وأصول الكلمات والتغييرات التي طرأت على اللغة عبر العصور المختلفة، بالإضافة إلى كونه قارىء شغوف وموسيقي.
ولد في بغداد في العام 1986، ويعمل في هندسة الكهرباء نهارا، ويقضي وقتا طويلا في القراءة والبحث والترجمة والاستماع للموسيقى.
تعلم الفارسية والتركية بمجهود شخصي وبشكل مركز في الفترة ما بين عامي 2009 و2012، وبدأ مشواره مع الترجمة كهاوي في العام 2013، من خلال ترجمة نصوص من اللغة الفارسية إلى العربية.
طور مهاراته في الترجمة عبر السنوات، ووصلت ترجماته لأكثر من 100 ترجمة ما بين قصائد وأغنيات، ولديه اهتمام خاص بإرث العالم والشاعر والمتصوف جلال الدين الرومي.
يتابع صفحته على فيسبوك جمهور عربي واسع، ومن دول مختلفة، وهو بصدد إصدار كتاب شعر صوفي مترجم إلى العربية.


الكاتب : مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 03/03/2021