مخاوف من تحول سوقي الجملة للسمك والخضر بالدار البيضاء إلى بؤرتين للوباء

حذر عدد من التجار، سواء بسوق الجملة للسمك أو بسوق الجملة للخضر والفواكه بالعاصمة الاقتصادية، من تحول فضاءات السوقين إلى حقل ألغام لفيروس كورونا، وعمد بعض التجار إلى نشر فيديوهات وصور لبعث رسالة للمسؤولين قصد التدخل قبل أن يستفحل الوضع ويصل إلى ما لا تحمد عقباه، خاصة أنهما يشكلان المنبع الذي يمون أسواق المدينة ونواحيها، ويعجان بالزوار خاصة التجار المتبضعين، فسوق الجملة للخضر والفواكه عرف يوم السبت الأخير فلتة خطيرة تقبض الأنفاس، بعدما حج إلى السوق مئات الزوار ليسوا من المتبضعين الكبار، أي تجار الأسواق البلدية الذين يقتنون بشكل طبيعي سلعهم من هناك، بل ظهرت عائلات بعضها برفقة الأبناء، وعم الاكتظاظ بشكل ملفت وصرح تجار في السوق لجريدتنا أنهم أيضا فوجئوا بالعدد الهائل للزوار من العائلات ذلك اليوم، موضحين أن السبب هو اقتراب موعد رمضان المبارك مما دفع أولئك الزوار إلى تبضع كميات كبيرة من الفواكه والخضر، وكأنهم سيدخلون حجرا لن يخرجوا منه أو كأن الخضر والفواكه ستختفي بعد ذلك اليوم، دون استشعار لخطورة الوضع ودون اكتراث للتدابير الاحترازية المعمول بها حفاظا على السلامة الصحية لبعضهم البعض، إذ رغم ارتداء الكمامة إلا أن شرط المسافة الفاصلة بين الأبدان لم يكن له أدنى اعتبار، وبدوا وكأنهم في نزهة عائلية، الأمر الذي خلق جوا من الارتباك ودفع ببعض العاملين في السوق وأيضا بعض التجار إلى المغادرة خوفا من إصابة محتملة، وأضاف محدثونا أن الوضع الذي شهده السوق يوم السبت ذكرهم باليوم الذي أعلن فيه الدخول في الحجر الصحي بشكل رسمي، حيث شهد السوق إقبالا غير معهود وكأن العالم سيفنى، على حد تعبير بعضهم، وأكد التجار الذين تحدثنا إليهم، أن نوعا من التراخي كان وراء تلك الفلتة، إذ أن عملية الولوج شهدت بعض الإغفال مقارنة مع الأيام السابقة حيث كانت الإجراءات مشددة، خاصة وأن السوق شهد طيلة أيام الحجر نقصا في الرواج التجاري بسبب إغلاق المطاعم والمقاهي والفنادق وحذف الأسواق داخل التجمعات السكنية وأيضا إغلاق الأسواق الأسبوعية، لذلك ومع إعلان قرار تمديد الحجر فاجأت تلك الأفواج من العائلات الجميع لأنها نزلت على حين غرة، وكأنه اجتياح فجائي، إلا أن ما جرى نبه المسؤولين الذين أعادوا الحسابات وقاموا بتحيين الإجراءات التشددية المعمول بها، على رأسها منع ولوج السوق إلا للمتبضعين أو الزبناء الأساسيين المشكلين من فئة التجار ، ومع ذلك لاتزال مظاهر عدم الاحتراز بادية أحيانا داخل المرفق كون بعض العاملين والتجار وأصحاب الشاحنات ومساعديهم يسهون عن التدابير المعمول بها، خاصة في ساحات البيع التي تعرف اختلاطا، وقد قام المسؤولون مؤخرا بعمليات تحسيس كما قاموا بها في السابق عبر المكبرات لكنها تبقى غير كافية، إذ يجب تكثيفها بشكل دائم لأننا أمام مرفق كبير ومهم مفتوح على كل الاحتمالات، وإن كان أصحاب المحلات يضبطون المسافة المعمول بها وقائيا، إلى ذلك صرح التجار أن إجراءات التسويق خارج المدينة تشهد مراقبة صارمة إذ أصبح التنقل بين المدن يتطلب تصريحا مختوما من طرف الباشا أو رئيس الدائرة، وبأن جميع الحافلات العابرة تخضع لتفتيش دقيق سواء من طرف رجال الأمن أو رجال الدرك الملكي.

سوق الجملة للسمك يبقى حالة خاصة يستعصي وصفها، بحسب تجار من داخل السوق، إذ ليس هناك ما يوحي بتدابير صحية، اختلاط واكتظاظ وصياح غير متوقف وانعدام لكل المواصفات التدبيرية الاحترازية في جل مرافق السوق، خاصة أمام الأعداد الهائلة للتجار ومساعديهم وللزوار من المتبضعين، ما جعل تاجرا يصرح لنا بأن هذا السوق هو عبارة عن قنبلة موقوتة وجب الانتباه إليها بالجدية المطلوبة، لكم أن تتصوروا، يقول هذا التاجر، بأن احترام المسافة المطلوبة بين الأفراد حتى لا يصاب أحد بالعدوى غير متوفر بتاتا، والكل يصيح بالقرب من الآخر، خاصة أثناء عملية «الدلالة»، كما تغيب عمليات التعقيم وأيضا التحسيس، محملا المكتب الوطني للصيد البحري المسؤولية، مضيفا أن بعض التجار فضلوا البقاء في الحجر المنزلي بدل النزول إلى السوق خوفا على سلامتهم الصحية، وعرج محدثنا للحديث عن مدخل السوق، سواء الباب الرئيسي أو الباب الخلفي، حيث يشهدان تجمعات على أسماك لا تخضع لمواصفات الجودة الصحية المطلوبة ، إذ هي أسماك خضعت للتجميد وتعرض هناك في غياب محركات التبريد للحفاظ على جودتها، وإن كانت السلطات قد حررت مثل هذه الساحات خارج السوق إلا أن عملية الكر والفر ما زالت هي سيدة الموقف، إذ أن محيط السوق مازال يشهد تجمعات هنا وهناك، لكن الطامة الكبرى تبقى داخل أسواره، وعن الحركة التجارية لهذا المرفق الحيوي، رسم لنا تاجر آخر شريط التسويق منذ ظهور الوباء إلى الآن ، مبرزا بأن ارتباكا يشهده السوق منذ ظهور الجائحة، سواء من ناحية الأثمان أو من ناحية العرض والطلب وتوفر المنتوج، فعند الإعلان عن الحجر الصحي داخل البيوت غادر جل البحارة الذين يعملون في أساطيل الصيد بالموانئ المصدرة المتواجدة بالجنوب المغربي، كأكادير وطرفاية والداخلة وغيرها إلى منازلهم، وتوقفت عملية الصيد عن حركيتها المعهودة، لكن قبل ذلك وجد المصدرون أنفسهم أمام منتوج هائل يقابله إقفال للسوق، عندما أغلقت المطاعم والفنادق وأصحاب الأكلات الخفيفة وغيرها ممن يعدون الزبون الرئيسي للمصدرين، فاضطر هؤلاء إلى بيع المحصول بثمن أرخص، خاصة بعض أنواع السمك التي يقتنيها أصحاب الفنادق والمطاعم.
في تلك الفترة، أي الفترة الأولى من زمن الحجر، شهد السوق توافرا للأسماك بأثمان مقبولة بعضها مرتفع الثمن لكن غالبيتها بأثمان مستساغة، لكن بعد مدة من الحجر لم تعد متوفرة كما في السابق وأصبح معها الطلب متزايدا، حتى وأن المصدرين استعانوا بالبحارة المحليين بعد فترة من الإحجام عن الصيد، إلا أن العرض لم يصل إلى الوفرة المعتادة، خاصة في مناسبة مثل رمضان الأبرك لذلك عرفت بعض أنواع السمك ارتفاعا في السعر ، على رأسها «القيمرون» والقشريات من قبيل «القرب» و»الباجو الملكي» و»الدوراد» ٠ وبالعودة إلى موضوع الوقاية من الوباء ناشد التجار، الذين تحدثنا إليهم، بتشديد التدابير التي من شأنها أن تحمي السوق من أي تهديد لهذا الفيروس.


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 22/04/2020

أخبار مرتبطة

لقي شاب ينحدر من مدينة عين بني مطهر حتفه غرقا بمنتجع كفايت باقليم جرادة. وأكدت مصادر من عين المكان للجريدة

أطلقت بساحة الوحدة بكورنيش أكادير، يوم الجمعة 21 يونيو2024، حملة ترويجية مسماة «أزوول أكادير» من أجل تسويق المؤهلات السياحية التي

 سلا .. رصاص شرطي  يوقق  جانح له كلب من فصيلة شرسة  استعمل موظف شرطة يعمل بالأمن الإقليمي بمدينة سلا، الإثنين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *