يتسبب في حوالي 20 حالة وفاة كل سنة واستمراره يطرح أكثر من علامة استفهام
أكدت الجمعية المغربية لمحاربة داء الكلب أنه بالإمكان تفادي الإصابة بداء السعار وتبعاته الخطيرة بشكل كلّي بالرغم من خطورته؛ بالنظر إلى أن الأمر يتعلق بمرض قاتل 100 في المئة؛ وذلك من خلال اعتماد وقاية فعالة على رأسها تلقيح الأشخاص والحيوانات. وشدّدت الجمعية في اليوم العالمي ضد الداء الذي يتم تخليده في الثامن والعشرين من شهر شتنبر من كل سنة، وهو تاريخ وفاة العالم لويس باستور على أن داء الكلب يواصل حضوره في المغرب رغم كل المجهودات المبذولة لمحاربته، إذ يتم اعتماد برنامج وطني يعرف انخرط مجموعة من القطاعات، على رأسها الصحة والفلاحة والداخلية منذ سنة 1986، مشيرة إلى أن أولى خطوات تلقيح الأشخاص قد انطلقت في بلادنا في 1911 مع إحداث معهد باستور بطنجة، وتم الشروع في التلقيح ضد داء الكلب في 1925.
وأكد مصدر طبي لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أنه بالرغم من كون المغرب يتوفر على وحدة لتصنيع اللقاحات المضادة لداء الكلب منذ 1996 إلا أن هناك تحديات مختلفة لا تزال تعترض طريق تغطية تلقيحية واسعة للكلاب، مشددا على أن مجهودا أكبر يجب كذلك أن يبذل لتجويد عمليات المراقبة والتتبع، المتمثلة في تلقيح الأشخاص الذين يتعرضون لعضات حيوان مصاب بالسعار. وكانت الجمعية قد أشارت في بلاغ لها بالمناسبة، إلى أن المختصين عالميا يطرحون أكثر من سؤال حول سر عدم تغلب المغرب على داء الكلب، إسوة بالعديد من الدول، بالرغم من البرنامج الوطني المتكامل الذي يتوفر عليه، والذي يقدم خدمات مجانية؟ موجهة بالمناسبة نداء نداء من أجل انخراط واسع لمواجهة الداء والمساهمة في إعداد برنامج وطني للقضاء عليه في أفق سنة 2030 .
وتشير الأرقام إلى أن السعار تسبب في حوالي 20 وفاة كل سنة، وذلك خلال الفترة ما بين 2000 و 2020، إلى جانب تسجيل حوالي 300 حالة عند الحيوانات سنويا. وسبق لوزارة الصحة أن أعلنت في بلاغ سابق لها أن البرنامج الوطني لمحاربة الداء الذي انطلق سنة 1986، ساهم في تقليص عدد الوفيات من 34 حالة سنة 1985 إلى 18 حالة وفاة، داعية المواطنين إلى التقيد بمجموعة من النصائح أثناء تعاملهم مع الحيوانات، والعمل على تلقيح المملوكة منها خاصة الكلاب والقطط، بالإضافة إلى تجنب لمس التي تعتبر مجهولة المصدر، مشددة على ضرورة انتباه الآباء والأمهات لأطفالهم وعدم السماح لهم باللعب مع الحيوانات غير الملقّحة حتى ولو كانت لطيفة.
وفي سياق ذي صلة، أكد تقرير صادر عن وزارة الداخلية في وقت سابق، أن داء السعار يتسبب في وفاة ما بين 20 و 30 شخصا في المئة سنويا، في الوقت الذي يتم فيه تلقيح أكثر من 80 ألف شخص ضد الداء، علما بأن كلفة اللقاح تتراوح ما بين 600 و 800 درهم، الذي يتم توفيره مجانا في مراكز محاربة داء السعار «حفظ الصحة» التابعة للمقاطعات والجماعات الترابية، مشيرا في نفس الوقت إلى أنه يتم جمع سنويا أكثر من 140 ألفا من الكلاب الضالة.