قبل انطلاق كأس أمم إفريقيا 2025، المقررة بالمغرب، رفع مدرب منتخب مالي، البلجيكي توم سانتفيت، سقف طموحاته، مؤكدا عزمه منافسة المنتخب المغربي، أحد أبرز المرشحين للتتويج، على صدارة المجموعة، معولا على فريق منضبط وطموح قادر على الذهاب بعيدا في البطولة القارية.
ففي حوار مع وسيلة الإعلام البلجيكية الناطقة بالهولندية «سبورزا»، شدد سانتفيت على أن تصدر المجموعة يمثل «الطريق الأمثل لبلوغ أبعد نقطة ممكنة في المنافسة»، معربا عن ثقته في قدرة المنتخب المالي على التواجد ضمن نخبة المنتخبات الإفريقية.
وأشاد المدرب البلجيكي بقوة المنافسة داخل المجموعة، معتبرا أن المغرب «ينتج لاعبين ممتازين منذ سنوات»، كما صنف منتخبي زامبيا وجزر القمر ضمن الخصوم الأقوياء الذين يفرضون أقصى درجات التركيز والاستعداد.
ورغم صعوبة المجموعة، بدا سانتفيت واثقا ومتحمسا لتجربته السابعة على رأس منتخب إفريقي، قائلا: «في بعض الأحيان، يكون من الأفضل مواجهة خصوم أقوياء منذ البداية. ذلك يفرض عليك تقديم أقصى ما لديك بتركيز كامل».
ودون أن ينكر تصنيف مالي تقليديا خارج دائرة المرشحين للتتويج، شدد المدرب البلجيكي على أن منتخب النسور يخوض البطولة بطموح كبير، مضيفا: «نستعد لهذه المنافسة بعقلية إيجابية، وعلينا أن نكون في قمة الجاهزية منذ المباراة الأولى أمام زامبيا. لدي ثقة كبيرة في فريقي».
وأشار سانتفيت إلى أن المنافسة على المربع الذهبي تبدو مفتوحة نظريا أمام حوالي اثني عشر منتخبا، مبرزا أن مالي غالبا ما تستبعد من حسابات التتويج، «رغم امتلاكها فريقا جيدا جدا وقادرا على مجاراة الكبار».
وأكد المدرب المعروف بنهجه البراغماتي والمنضبط على أهمية التوازن التكتيكي، موضحا: «لا أؤمن باللعب الهجومي الساذج. يجب أن نمتلك خطة واضحة أيضا عند فقدان الكرة». وأضاف: «أحب التنظيم وبناء اللعب، وأنا مدرب يركز على النتائج. قد تعارض الجماهير هذا النهج في البداية، لكن النتائج كفيلة بتغيير النظرة، خاصة لدى اللاعبين».
ومن جهة أخرى، أبرز سانتفيت أن الأجواء المحيطة بالمنتخب المالي وحماس الجماهير كانا من بين العوامل التي شجعته على خوض هذه التجربة، قائلا: «المدرجات تكون دائما ممتلئة، والتجربة مميزة»، مع إقراره بوجود ضغط جماهيري كبير من أجل تحقيق إنجاز تاريخي.
ورغم ذلك، شدد المدرب البلجيكي على عزمه تحويل هذا الضغط إلى دافع إيجابي، قائلا: «الجماهير تحلم ببلوغ النهائي، رغم أن ذلك تحقق مرة واحدة فقط. الضغط كبير، لكنني أقدره، ونحن نعمل بكل جدية لكتابة التاريخ معا.»
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشاد سانتفيت بجودة البنيات التحتية والمنشآت الرياضية التي يضعها المغرب رهن إشارة المنتخبات المشاركة، مؤكدا أن المملكة توفر «الظروف المثالية لتقديم أفضل نسخة من كأس أمم إفريقيا».
وأوضح أن المغرب يتوفر على «فنادق ممتازة، وملاعب ذات جودة عالية، ومركبات رياضية حديثة»، معتبرا أن هذه الإمكانيات تشكل ميزة لجميع المنتخبات، مع إقراره بأفضلية المنتخب المغربي الذي سيستفيد من عاملي الأرض والجمهور.
وبخصوص مجموعة مالي، جدد سانتفيت التأكيد على أن المغرب يعد “«من بين أفضل المنتخبات في إفريقيا والعالم»، مشيرا إلى أن حظوظ التأهل تبقى قائمة أمام جميع المنتخبات الأربعة، ما يفرض احترام كل خصم.