مدريد تعول على وزير خارجيتها الجديد لإحداث انفراج في العلاقات المغربية الإسبانية

 

 

أدخل رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، يوم السبت الماضي، تعديلات على حكومته، مؤكدا أن أولوية الفريق الجديد “توطيد التعافي الاقتصادي وتأمين وظائف” في أعقاب الأزمة الوبائية.
والملاحظ في هذه التعديلات، أنه لا تغيير في التحالف المكون للحكومة والقائم بين الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني وحزب بوديموس الأصغر حجما، إذ يحتفظ هذا الطرف اليساري المتشدد بخمس حقائب وزارية، مع العلم أن التغييرات شملت عددا من الحقائب من أصل 17 حقيبة يتولاها الحزب الاشتراكي أو شخصيات مقربة منه، ومن بين الوزراء الذين فقدوا مناصبهم وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليس لايا، بسبب تدبيرها السيء الأخير للعلاقات المغربية الإسبانية.
ويأتي تغيير وزيرة الخارجية، قبل أيام قليلة من استجوابها في البرلمان بشأن قضية استقبال زعيم ميلشيات البوليساريو، إبراهيم غالي، حيث غادرت الوزيرة منصبها في التعديل الحكومي الجزئي المذكور، وربط الإعلام الإسباني ومحللون رحيلها بما وصف بـ”سوء إدارة” الأزمة الدبلوماسية مع الرباط.
ومن جهته يرى خبير العلاقات الدولية، تاج الدين الحسيني، أن ربط مغادرة الوزيرة بالأزمة مع المغرب حتى وإن لم يكن قويا، يعتبر من
من بين الأسباب التي عجلت برحيلها.
وشدد تاج الدين الحسيني على أن الوزيرة الإسبانية لعبت دورا كبيرا في تدهور العلاقات وأصرت على استقبال غالي واعتبرته قرارا عاديا ورفضت تصنيفه على أنه خطأ.
ومن جهة أخرى وفي أول تصريح له وظهور رسمي بعد تعيينه، أكد وزير الخارجية الإسباني الجديد، خوسيه مانويل ألباريس، يوم الاثنين الماضي، أن أحد أهم مهامه في الفترة المقبلة ستكون إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع المغرب الذي وصفه بـ”الجار والصديق الكبير” في معرض حديثه عنه.
وستكون أمام وزير الخارجية الإسباني تحديات كبيرة خاصة في هذه الفترة الصعبة التي شهدت فيها العلاقات المغربية توترا متزايدا، مع العلم أن المغرب أوضح مواقفه السياسية بخصوص هذه العلاقات مع الجارة الشمالية.
وبإعلان إسبانيا تعيين سفيرها في فرنسا، خوسيه مانويل ألبارس، وزيرا لخارجيتها، وهو الرجل الذي يوصف في الأوساط الدبلوماسية لبلاده بأنه يعرف المغرب جيدا وله من التجربة ما يكفي ليحدث انفراجا في الأزمة الدائرة منذ أشهر وتهدد بقطيعة في العلاقات، فإنها تعول على خبرته لإعطاء نفس جديد للخارجية الإسبانية وتحقيق انفراج في الأزمة الدبلوماسية مع المغرب، فهل يتحقق ذلك ؟
وتوقع الدكتور تاج الدين الحسيني أن يحدث تعيين الوزير الجديد تغييرا إيجابيا بالنظر لخبرته كرئيس للديبلوماسية الإسبانية في فرنسا التي تربطها علاقة جيدة بالمغرب، مضيفا في هذا السياق أن الوزير الجديد يمكنه أن يعيد الدفء إلى العلاقات المغربية الإسبانية.
وبحسب الصحافة الإسبانية فإن الأزمة الديبلوماسية مع المغرب تشكل أهم التحديات العالقة والتي ستكون بانتظاره في مقر الوزارة، بالإضافة إلى حل مشاكل الهجرة والإرهاب وقضية “خنق” المغرب لاقتصاد سبتة ومليلية المحتلتين.
واستغربت صحيفة “اي بي سي” الإسبانية كون الوزير الجديد ألبايس كان مستشارا دبلوماسيا لرئيس الوزراء، ويعد مفاوض الظل بشأن السياسة الخارجية، فلماذا لم يعين في المنصب بدل الوزيرة السابقة في الحكومة الأولى؟!


الكاتب :  عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 14/07/2021