مدينة سلا تعيش تحت الظلام

إذا كانت مدينة الرباط تعيش تحت الأضواء والأنوار، فإن الكثير من أحياء وأزقة مدينة سلا تعيش تحت الظلام.
هذا الوضع يؤكد، بالملموس، بأن مدينة سلا المليونية لم تستفد من المشاريع الكبرى التي تعرفها مدينة الرباط باستثناء ماهو موجود على ضفة أبي رقراق من جهة مدينة سلا.
الغريب أن هناك» شركة التنمية المحلية سلا نور لتدبير خدمات الإنارة العمومية»، والتي تأسست في إطار شراكة بين القطاع العام والخاص. وتساهم جماعة سلا ب 51 في المائة من رأس مال هذه الشركة، وكان الهدف من خلق هذه الشركة هو إضفاء المهنية على تدبير الإنارة العمومية.
وعلى الواقع فإن الظلام المنتشر في كل أحياء مدينة سلا يكذب شعار «المهنية» في تدبير الإنارة العمومية، ويكفي القيام بجولة أثناء الليل لتكتشف أن جماعة سلا المستحوذة على الشركة لا تراقب بالصرامة المطلوبة أشغال هذه الشركة .
الشركة أهملت الإنارة إلى الحد الذي أصبحت فيه عاجزة عن إصلاح الأعطاب وتغيير المصابيح .
وكنموذج لعملية» الترقاع «قد يصطدم المرء بمصباح إنارته صفراء وبجانبه مصباح إنارته بيضاء وبينهما مصابيح معطلة تحتاج إلى تغيير.
المضحك أنه يمكن أن ترى شاحنة الشركة المخصصة لإصلاح الإنارة العمومية تتجول نهارا بين الأحياء عندما تكون الإنارة غير مشغلة في حين تغيب ليلا، حيث يكون بمقدور العمال الوقوف على الأعطاب.
غياب الإنارة في الكثير من الأحياء أثر سلبا على الوضع الأمني، وهكذا أصبحت هذه الأماكن مكانا يكمن فيه اللصوص لارتكاب جرائمهم.
وحسب أحد المواقع المتخصصة في الإنارة العمومية فإن الهدف من إضاءة الطرق ليلا هو تقوية عوامل الأمان، وذلك من خلال توفير الرؤية ليلا .
وأوضح الموقع من خلال مجموعة من الإحصائيات أن الطرق التي تتوفر على إضاءة جيدة تقل بها حوادث المرور والجريمة، وأضاف أن الإنارة الجيدة تنشط الرواج التجاري.


الكاتب : عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 25/01/2025