إذا كانت مدينة سلا مدينة الأبراج والأسوار التاريخية التي تحكي عمق تجدرها في تاريخ المغرب ،فهي مدينة الفن و الفنانين والمثقفين ،وقد شكل بعضهم اللبنات الأولى لفن المسرح والتمثيل والطرب في المغرب ، بل كانوا رواده والمنهل الذي نهل منه الكثير من الفنانين المغاربة تجربتهم.
ومن هؤلاء الفنانين برز إسم الفنان أحمد الناجي.
الفنان أحمد الناجي إسم على مسمى.
يعد الفنان الممثل أحمد الناجي واحدا من اهرامات الفن المغربي الذبن إرتبط اسمهم بمدينة سلا هذه المدينة التي التي إشتهرت إلى جانب- عمقها في التاريخ المغربي- بإنتماء عشرات من الفنانين المغاربة الذين ابدعوا في مختلف الفنون من غناء، وطرب ،ورسم، وتمثيل على مستوى المسرح او التلفزيون والسينما.
ولد الفنان’ محمد الناجي بن بهاج’ سنة 1950 بمدينة سلا، ولقب ب ‘الناجي’ لكونه الإبن الوحيد الذي نجا من الموت الذي كان خطف كل إخوانه.
بداية إكتشاف الموهبة الفنية للفنان احمد الناجي ،كان سنة 1962 وذلك من خلال قدراته العالية على تقليد اعيان المدينة.
وداخل حجرات وقاعات ثانوية النهضة ،بدات تظهر ميول’ احمد الناجي’ للمسرح وتجلى ذلك خلال مشاركتنه في حفلات التي كانت تنظمها إدارة الثانوية في كل المناسبات.
وكانت سنة 1965 بداية المشوار الإحترافي لهذا الفنان، وانطلقت البداية مع فرقة» هواة المسرح» بمدينة سلا، وبعدها اصبح عضوا في فرقة» القناع الصغير» بالرباط.
وداخل هذه الجمعية ،جاور عمالقة رواد المسرح: نبيل لحلو، عباس إبراهيم،واحمد الطيب لعلج، وعبد اللطيف الدشراوي، ومحمد الرزين. وبصم الفنان أحمد الناجي- مع فرقة «هواة المسرح» وفرقة» القناع الصغير» – على إنتقاله من الهواية إلى الإحترافية.
وبعد ان فرض احمد الناجي نفسه كفنان متنوع المواهب، إنضم سنة 1970 إلى فرقة أحمد الطيب لعلج التي كانت عشا يضم أشهر الممثلين نزهة الركراكي، محمد الجم، فاطمة الركراكي ،عزيز موهوب، مليكة العمري، أحمد العماري.
واستمر عمل هذه المجموعة لسنوات، عرضت خلالها مجموعة من العروض المسرحية (النشبة، قاضي الحلقة،الحكيم فنقون، والرهوط).
وبالرغم من ذلك لم تدر كل هذه العروض على احمد الناجي دخلا ماديا محترما، فقرر البحث عن آفاق أخرى داخل المجال الفني لتأمين مستقبله.
ولتحقيق حلمه توجه نحو إدارة المسرح الوطني محمد الخامس بطلب إلتمس من خلاله الإدارة لتمكينه من شهادة إدارية تبرز مواهبه في مجال التمثيل.
وبعد ذلك إلتحق احمد الناجي بفرقة التمثيل بدار الإذاعة، حيث سجل مجموعة من المسلسلات والتمثيليات رفقة مجموعة من الفنانين أمثال رشيدة الحراق فاطمة بلمزيان، احمد محمد البصري،مولاي عبد الله العمراني الهاشمي بن عمر، ، حبيبة المذكوري،و المحجوب الراجي.
والتحق الفنان احمد الناجي في أواخر الثمانيينات بفرقة فنون المسرح و معها قدم العديد من المسرحيات : كلها يلغي بلغاه، الصراحة راحة، الدربوكة الضربوخي، لالة بنتي، سعدي براجلي والله يطعمنا حلال.
وللتذكير فإن احمد الناجي كان انتمى أيضا إلى فرقة فنون المسرح التي كان يرأسها محمد انور الجندي.