إذا كانت مدينة سلا مدينة الأبراج والأسوار التاريخية التي تحكي عمق تجدرها في تاريخ المغرب ،فهي مدينة الفن و الفنانين والمثقفين ،وقد شكل بعضهم اللبنات الأولى لفن المسرح والتمثيل والطرب في المغرب ، بل كانوا رواده والمنهل الذي نهل منه الكثير من الفنانين المغاربة تجربتهم .
ومن هؤلاء الفنانين برز إسم الفنان الحسين السلاوي

ولد الفنان الحسين بن بوشعيب بتاريخ 4 أبريل 1921بمدينة سلا ومنها اخذ لقب «السلاوي» .
ويمكن إعتبار الفنان الحسين السلاوي، فنانا مؤرخا ،ذلك انه وثق للكثير من المظاهر الإجتماعية التي عاشها المغرب ، وهو ما أعطى لأغانيه شعبية كبيرة، حيث لازالت تردد إلى الآن وبكثير من الإعجاب مثل تلك الأغانى التي غنى فيها عن السرقة، والغش، والمكر ،والكذب، والغربة ، وعام البون ،وهي مظاهر عاشتها بعض المناطق المغربية في اربعينيات القرن الماضي ومن اشهر هذه الأغاني نجد اغنية «حضي راسك»
ولم يكتف بذلك، بل ارخ لتاثير أزمة الحرب العالمية الثانية من خلال اغنية» الماريكان» التي تؤرخ لوصول الأميركيين إلى شواطئ المغرب ،كما وثق للأزمة الإقتصادية التي ضربت العالم سنة 1929.
ولم ينس ان يؤرخ لمعاناته ووضع اسرته بعد وفاته، لما كان على فراش الموت، حيث غنى أغنية « يا غريب ليك لله».
ولم يعمر الفنان الحسين السلاوي طويلا ذلك أنه عاش 30 سنة فقط وكان ذلك 1951.
ورغم عمره القصير ،فقد ترك 40 اغنية، لا زال المغاربة يرددونها بالكثير من الإعجاب مثل :(يا موجة غني ،حضي راسك، الماريكان، ها هو تاني، ماحلا النزاهة، السانية والبير، سمرة وخمورية، أش بلاني بيك، و يا غريب لك الله).
ويرقد جثمان المرحوم الحسين السلاوي في مقبرة سيدي بلعباس بسلا.