تضمحل الوجوه الساقطة في الشوك البائر
كدمى، تعلوها مساحيق المسخ
تسحق جفونها أسلاك الموت المعفن
يباغت نظرتها الغافية، حضيض المآسي
سراب الإسمنت المسحوق في نزق الغيم
ترى من أي جهة، يتسرب المدى؟
إذ تستفيق الشياطين، من كبوتها
ترحل الجسور إلى أقاصي الضفاف
تنهد الصوامع في الفلوات
في خرائب الأحقاد
في هجير الضغائن
في ثغور الموتى
إذ يصبغها اللهاث، الجشع المتغضن
الجوف المبقور بالسعير
الاندفاع المارق
كأن بندول الساعة، يسوع في العراء
بلا أي وجهة، تدار في أكف القدر
سابحة في ضباب المحو
في عمى الخطو،
في حلك الممشى المكتوم
هو المدى قفر، في منتهى العمر
إذ يهب دقاق الريح
في الأسفل الغابر
مثل سحنة الصخر الواطئة
يلاحقها السباب الدارج
يمرغها الهبوب
كدمع المرايا الراجحة
كشقوق الجدار الكالح
لا شيء يسقط في يدها
لاشيء يأتيها من سدرة المنتهى
سوى حفر مشروخة
سوى مهاوٍ تسترفد الزمن الدامي
سحر رواء النهار الأول
نضارة البيت في تخوم العروش
وستائر المشتل والبذور.
مرايا المحو
الكاتب : عبد العزيز أمزيان
بتاريخ : 23/02/2024