أثار موضوع تغيير الهوية البصرية المعتمد لجهة الدارالبيضاء- سطات، جدلا كبيرا وسط الأوساط الإعلامية وأيضا داخل مجلس الجهة نفسه، فبدون إعلام أحد أو تشاور مع الفرقاء وغيرهم، خرج تعديل «اللوغو» ، دون سابق إشعار وبدون أن يعلم أحد عن الكيفية التي مرت بها هذه الصفقة، أو دواعي التغيير المفاجئة ومسبباته …
صمت المسؤولين بهذه المؤسسة جعل عددا من المهتمين والمتتبعين للشأن الجهوي يتساءلون عن سبب اتخاذ هذه الخطوة الملتبسة وبدون إشراك أحد، كما هو الحال في الولاية السابقة، عندما انفتح المجلس على مبدعين من عالم التشكيل والرسم وأخصائيين في الفنون المعلوماتية، وأطلق مسابقة بينهم، مخصصا لهذا التباري 5 ملايين سنتيم، وخرج بالهوية البصرية الحالية، التي جسدت خريطة الجهة بشكل رفيع وبثلاثة ألوان هي البرتقالي والأزرق الخفيف ثم اللون الأحمر، ولقد تقبل الجميع هذا «اللوغو» ، أولا لجماله وللمعاني التي تجسدها الألوان المعتمدة، وثانيا لأن اختياره كان بالتشاور وبإشراك فنانين حرفيين في المجال، ومن خلال تباري قدم فيه المشاركون أبدع ما لديهم، المجلس الحالي في صفقته لم يأت بأي جديد بل اكتفى بتغيير اللون البرتقالي إلى أحمر فاقع، والأزرق الخفيف إلى الأزرق الفاقع بدون شرح وبدون اعتماد مختصين، أكثر من هذا وذاك ظل مترددا في الكشف عن الشركة أو المؤسسة التي « عفطت « على زر الصباغة الفاقعة في الحاسوب، وكم كلفت هذه الحركة خزينة الجهة .
مصدر من الجهة فضل عدم ذكر اسمه، نفى أن يكون المبلغ هو 100 مليون سنتيم كما تم التداول بذلك في بعض وسائل الإعلام، واكتفي بالقول إن الثمن أقل من ذلك بكثير لكنه رفض إعطاء أي رقم، ليظل التساؤل مطروحا، بكم جرت هذه الصفقة وما هي دوافعها وهل هي مهمة لدرجة أن يترك المجلس كل مشاكله جانبا ويهتم بشعار أكيد أن زملاءهم في المجلس السابق اختاروه بعناية وبدراسة مسبقة ؟؟
ما يذكي اللبس هو أن الجهة لم تصدر أي بلاغ للرأي العام ، سواء قبل إقدامها على تلك الخطوة أو بعدها .
هناك من يرجح بأن الرئيس الحالي للجهة، يريد أن يغير كل ما اعتمده المجلس السابق، وتلك معضلة أخرى لأننا سنصبح أمام أهواء وأمزجة بدل قرارات مؤسسة المبنية على الدراسة والعلم والتمحيص لما فيه مصلحة تراب الجهة .
إلى حدود الآن لم نتمكن من أخذ جواب رسمي من المدبرين في الجهة، وكل من نتصل بهم يتهربون من الحديث في الموضوع، وفي انتظار توضيح من الجهة يضم الحيثيات والأرقام تبقى التأويلات مشرعة الأبواب، خاصة مع انعدام لشرح جدوى تغيير لون بلون وما دلالة اللون المضاف ؟؟
فهل يكون مجلس الجهة قد كرر الخطأ الذي ارتكبه مجلس المدينة في الولاية السابقة، عندما خرج لنا بشعار من كلمة بلغة إنجليزية، بمقابل 100 مليون ؟ هذا ما ستظهره الأيام القليلة المقبلة .
مرت صفقته بعيدا عن الأعين .. مجلس جهة البيضاء سطات « يتحرج » من إعلان سعر تعديل « اللوغو »

الكاتب : العربي رياض
بتاريخ : 30/04/2025