مركز بنسعيد أيت إيدر يطلق نداء مغاربيا من أجل السلم والتعاون.. الصحراء يجب أن تكون جسراً نحو المغرب الكبير

 

أطلق مركز محمد بنسعيد أيت إيدر للأبحاث والدراسات نداء مغاربيا من أجل السلم والتعاون، من طرف العديد الفعاليات من عالم الفكر والسياسة والفن والعمل المدني. وقد وصلت التوقيعات إلى حدود 400 توقيع من البلدان المغاربية الخمسة.
ووقع النداء المغاربي العديد من الشركاء المغاربيين من المجتمعين السياسي والمدني، من أجل بلورة رؤية مغاربية مستقلة تساعد على استتباب الأمن في المنطقة وتقوية مجالات التعاون وتوطيد الروابط التاريخية في أفق النهوض بكل مقومات النمو والازدهار في دول المغرب الكبير وحل كل المشاكل في الإطار المغاربي .
واختار النداء المغاربي شعار: «لنكسر الحلقة المفرغة لآليات منطق الحرب المفروضة على بيتنا المغاربي الجامع». ومن بين الموقعين من المغرب: محمد بنسعيد أيت إيدر )مقاوم وزعيم سياسي(، محمد برادة (جامعي وكاتب رئيس سابق للاتحاد كتاب المغرب)؛ ومن تونس: كمال جنبوبي (وزير سابق وفاعل حقوقي)، خالد شوكات (وزير سابق ومدير المؤسسة العربية للديمقراطية )؛ أما من الجزائر: محمد حربي (مؤرخ وأستاذ جامعي)، عيسى قدري (مدير معهد اوروبا المغرب الكبير)؛ فيما من بين الموقعين من موريتانيا: ديدي ولد السالك (أستاذ جامعي ورئيس مركز للدراسات بنواكشوط)، عبد الرحمان العلوي حرمة ولد بابانا (إعلامي عضو الاتحاد الدولي للصحافيين )؛ ومن من ليبيا: سامي عثمان (طبيب جراح بمستشفى جامعي )، سعاد موحدي (فاعلة جمعوية ).
وأكد النداء، في ما يخص مسألة الصحراء، على أن حلاّ مغاربيا للنزاع لايزال ممكناً، وأن هذا الحل، لايجب في مطلق الأحوال، أن يتم على حساب التضامن المغاربي المبدئي والعميق مع الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية والوطنية، بل يجب على العكس من ذلك تماماً، أن يكون تكملته الطبيعية الداعمة.
وجاء في أرضية النداء المغاربي : «نحن دعاة وأنصار مغرب كبير متعدد، وورثة قيم وأحلام الرواد المؤسسين للفكرة المغاربية- أولئك الذين تعالوا عن التمزيق الاستعماري للفضاء المغاربي، والذين رفعوا عاليا راية الترابط الصميميّ والاستراتيجيّ بين التحرر من النير الاستعماري ووحدة شعوب المنطقة في مغرب كبير مزدهر ومواطن- «نعلن، على هدْي خطى أولائك الرواد ، بكل إرادة وإصرار ووضوح ، إيماننا بوحدة الأقطار المغاربية، والتي من أهم محطاتها (مؤتمر طنجة، 27-30 أبريل 1958).
وبالرغم من جائحة «كوفيد 19»، التي – إضافة إلى ما فرضته من محن قاسية على المغاربيات والمغاربيين- وعرّت في واضحة النهار مكامن الاختلالات العميقة في وظائف هذه الدول، والهشاشة في البنيات الاجتماعية، فإنه لن يستقيم خلاص استراتيجي ومضمون إلا في البناء المغاربي الذي سيمنح شعوبنا فرصة للاندراج الإيجابي في هذا العالم الجديد الذي يُبنى في أجواء من الألم ومن التضحية، وبنهج يسحق الضعيف والمتردد «.
إن شعوب منطقتنا المغاربية من موريتانيا حتى ليبيا، لاتكف عن التعبير –بشكل مستمر وعبر أعمال ومبادرات متنوعة في الفضاء العمومي- عن تطلعاتها إلى الكرامة، وطموحاتها في الحق في الحياة، والديمقراطية، والانصاف، والتنمية المستديمة، وتكافؤ الفرص، وحقوق النساء والشباب، واحترام رابطة الحق والقانون، وفي تضامن اجتماعي نشيط وفعال.
إن شعوبنا المغاربية بنضالاتها وأعمالها، ومطالبها، تجدّد محتوى وهيئة الفضاء المغاربي المستقبلي: إنه المغرب الكبير المواطن، الذي نرى أنفسنا جزءا لا يتجزأ منه قلبا وقالبا، ونتطلع مع شعوبه بما نملك من إيمان وقوة، إلى هذا المستقبل المغاربي الواعد.
فالمغاربيات والمغاربيون بنضالاتهم وطموحاتهم، يوقظون ويحفزون الوعي المغاربي الذي أسسه ورعاه جيل الرواد الملهمين.
وشدد الموقعون على التزام والتصميم على المضي في هذا الطريق ، وألا تُحرف عملية دمقرطة وعصرنة الدول والمجتمعات عن أهدافها.


الكاتب : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 16/01/2021