مساحات فاس الخضراء تحتاج لتدابير عقلانية للحفاظ على نضارتها وإعادة الرونق إليها

 

لم تعد الأحواض المتواجدة في العديد من المناطق مزهوة باخضرارها وتنوع وورودها وأزهارها، نظرا لندرة الماء، مما أدى إلى موتها وذبولها، وضع بات سائدا وعاما في الكثير من الأرجاء، وهو ما جعل الجفاف لا يحرم أيضا حدائق فاس ومنتزهاتها.
في فاس، سيشعر الزائر أو القاطن بالمدينة وهو يمر بحدائقها، خاصة حديقة للامريم، المتواجدة بوسط شارع محمد الخامس القلب النابض للعاصمة العلمية، بحزن شديد على ما حاق بجمالية المساحات الخضراء بها، فزيادة على موت الأزهار والنباتات فان الإهمال طالها، مما يدفع الكثيرين للتساؤل عن مجال تدخل لا جماعة فاس ولا مقاطعة اكدال التي تقع في نفوذها الترابي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟
حديقة، أضحت وبكل أسف، مرتعا للمتسكعين ومكانا مليئا بمقذوفات الأطفال من قارورات بلاستيكية وأغلفة الحلويات، علما بأن مقاطعة أكدال وغيرها شغلت عددا هاما من اليد العاملة يتقاضون أجورهم من المال العام، للقيام بما يلزم في هذا الصدد. ومن المعلوم أن الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بفاس سبق لها أن أقامت محطة لمعالجة المياه العادمة على مساحة 14 هكتارا بجماعة عين بوعلي باقيلم مولاي يعقوب، بما قدره مليار ومائة مليون درهم، وكان الهدف من بنائها تخفيف التلوث بنهر سبو حيث أن فاس كانت تلوثه بنسبة 40 في المائة.
واعتمدت الوكالة في هذا المشروع على تقنية الأوحال المنشطة، حيث تبلغ نسبة المياه المعالجة 150 ألف متر مكعب سنويا والتي تصب في نهر سبو حفاظا على البيئة والفلاحة وحماية للمواطنين من الأمراض المعدية . هذا وتنتج هذه المحطة 50 في المائة من حاجياتها من الطاقة الكهربائية بالإضافة إلى استخراج البيو كاز كما تتوفر على مختبر لمراقبة المياه المعالجة.
ولعل ما يتبادر للأذهان هو عدم استفادة مدينة فاس من المياه المعالجة التي تصب في وادي فاس، خصوصا وأن المدينة تتوفر على مساحات هامة من المجال الأخضر، في طليعتها حديقة جنان السبيل الرائعة التي تعتمد أساسا في سقي أشجارها ونباتاتها النادرة على وادي الجواهر الذي يعاني من قلة التساقطات المطرية، بالإضافة إلى ملعبين للكولف، أحدهما بشارع السعديين والآخر بعين الشكاك،زيادة على الفنادق السياحية وآلاف أشجار التصفيف. فلماذا لا يفكر منتخبو فاس ومسؤولو الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء في استغلال المياه المعالجة المستخرجة من محطة سبو وذلك بمد قنوات لسفي المساحات الشاسعة من المساحات الخضراء على غرار مدينة الرباط والمدن الشمالية وأخيرا الدار البيضاء ؟


الكاتب : محمد بوهلال

  

بتاريخ : 03/09/2024