مستشفى «العياشي» بمدينة سلا مهدد بالزوال

دعت «الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياةé وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى التدخل من اجل إلغاء قرار هدم مستشفى «العياشي» بمدينة سلا لإقامة مشروع سياحي مكانه.
وأصيب المرضى الذين يستفيدون من الخدمات الصحية بمستشفى «العياشي» والمرتفقون ،بصدمة قوية بعد قرار هدم مستشفى العياشي بمدينة سلا ،هذا المستشفى التاريخي الذي يعود بناؤه إلى سنة 1961.
صدمة المرضى والمرتفقين، تتجلى في كون خدمات هذا المستشفى سيتم تحويلها إلى مدينة القنيطرة ومعها كل الأطر الإدارية والطبية والصحية والتقنية المتخصصة.
المستشفى الذي تعود ملكيته إلى وزارة الصحة، سيتم تحويله إلى مشروع سياحي، وذلك من طرف وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق .
وتفاعلت «الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة» بقوة مع القرار، مطالبة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية من أجل  حماية هذا المستشفى من الهدم.
وطرحت هذه الجمعية بدائل أخرى، ومنها أن الحي الذي يتواجد فيه المستشفى فيه مجموعة كبيرة من الفيلات، يمكن أن يقام عليها المشروع السياحي.
وأوضحت الجمعية المكانة الرمزية لهذا المستشفى في تاريخ مدينة سلا، كونه  يحمل اسما تاريخيا ألا وهو العلامة «محمد العياشي المالكي الزياني «الملقب ب «قديس سلا. «
ويعد هذا المستشفى أول مستشفى عمومي متخصص.
وكان هذا المستشفى قد استقبل سنة 1959 ضحايا الزيوت المسمومة   حيث وعمل على تأهيل أكثر من 20 ألف مصاب جراء هذا التسمم، خاصة وأن من نجا منهم من الموت كان يعاني من إعاقات حركية، وعاهات مستديمة وكانوا يأتون من مدن سيدي قاسم، ومكناس، وفاس، وتازة ومدن أخرى ،كان بعض سكانها استهلكوا هذه الزيوت المغشوشة، والتي كانت في الأصل مخصصة لتشحيم الطائرات الحربية .
ولا يزال من بقي على قيد الحياة من ضحايا هذه الزيوت يعالجون في هذا المستشفى التاريخي الذي أصبح مهددا بالهدم.
ولإبراز أهمية هذا المستشفى، أوضحت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة» بأن هذا المستشفى يقدم حاليا كأهم  مستشفى متخصص على المستوى الوطني، ذلك أنه يقدم خدمات عديدة في مجال التشخيص، وعلاج الأمراض المرتبطة  بالجهاز الحركي والعضلي، وقياس هشاشة العظام ،والعديد من التشوهات الخُلقية ، وأمراض  العظام والمفاصل، والعمود الفقري  والإعاقة الجسدية .
ويستقبل هذا المستشفى كذلك،  العديد من المصابين في حوادث السير والرياضيين الذين يصابون بكسور خلال مزاولتهم للرياضة. كما يقدم خدمات الترويض والعلاج الفيزيائي.
وتضيف الشبكة أنه وإلى  جانب العلاج، فإن هذا المستشفى المتخصص، يعمل على تكوين الأطباء والممرضين، خاصة وأنه يدخل ضمن المستشفيات التي تدخل في إطار المستشفى الجامعي ابن سينا.
يضاف إلى كل هذا أن مستشفى «العياشي» يتوفر على أكبر ورشة لصناعة الأطراف الاصطناعية، كما أنه استفاد سنة 2024 من ميزانية مهمة من أجل بناء ورشة أخرى لصناعة الأطراف الاصطناعية، كما أنه مجهز بأحدث المعدات الطبية .
ونظرا للخدمات الطبية الكبيرة والمتعددة التي يقدمها مستشفى العياشي بمدينة سلا للمرضى الوافدين عليه من كل أنحاء المغرب، طالبت «الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في  الصحة والحق في الحياة « بالتراجع عن هدمه حماية أيضا لحقوق العاملين فيه من أطباء وممرضين وتقنيين.


الكاتب : عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 05/10/2024