مسرحية «كناش الحشمة» تنطلق في جولة وطنية انطلاقا من مسرح عفيفي بالجديدة

بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وفي إطار فعاليات مهرجان مازيغن للمسرح الاحترافي، تستعد فرقة محترف الفن الأصيل للسينما والمسرح لتقديم عرضها المسرحي الجديد «كناش الحشمة»، وذلك يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025، في تمام الساعة السابعة والنصف مساءً، على خشبة مسرح عفيفي بمدينة الجديدة، قبل أن تنطلق في جولة مسرحية وطنية تشمل عدداً من المدن المغربية.
المسرحية من تأليف وكتابة الأغاني لعبد المجيد سعد الله، وإخراج ودراماتورجيا سامي سعد الله، فيما تولى ياسين الزاوي تصميم السينوغرافيا والملابس، وأيوب بنهباش مهمة الإضاءة ومساعدة الإخراج. ويؤدي الأدوار الرئيسية نخبة من الممثلين المغاربة، من بينهم مصطفى اهنيني، بوشعيب العمراني، سعيد مزوار، رجاء بوحامي، والحسين اغبالو، بمشاركة موسيقية لكل من توفيق بلخضر ورشيد بيضار.
تحكي مسرحية «كناش الحشمة» عن رحلة الإنسان نحو الوعي والحرية، مستلهمة من أسطورة من الموروث الشفاهي لدى الرحّل، حيث يتقاطع الواقعي بالرمزي في قصة بشار الخير الذي يخوض صراعاً ضد الجهل وثقافة العار دفاعاً عن قيمة المرأة وكرامتها. فبعد لقائه بالشيخ عرعار الذي يسجن ابنته داخل «قبة العار»، يتحول بشار إلى رمز للتحرر ومحرر نساء الرحل من قيود الفكر الأبوي، في رسالة إنسانية عميقة تدعو إلى نبذ العبودية وتكريم الإنسان والذاكرة الثقافية.
ويقدّم المخرج سامي سعد الله المسرحية برؤية دراماتورجية تستلهم من التحليل النفسي (Psychanalyse)، من خلال قراءة للعلاقات الإنسانية عبر ثنائيات الحياة والموت، الإيروسية والتماتوس، السادية والمازوشية، في قالب بصري مكثف يوظّف الفضاء المسرحي الفارغ ككتابة للفراغ العاطفي، ويفتح باب التأويل على رموز ودلالات متعددة تتماس مع اللاوعي الإنساني.
المسرحية، رغم انتمائها إلى عالم الأسطورة، تحمل أبعاداً فلسفية ونفسية عميقة، إذ تطرح أسئلة جوهرية حول معنى الحرية، التضحية، المساواة، وضعية المرأة، والانتماء الإنساني، لتتحول إلى تجربة مسرحية introspective تزاوج بين التحليل النفسي والاشتغال الجمالي.
وأكد المخرج سامي سعد الله أن العرض يسعى إلى جعل المسرح “أداة للبوح والتطهير”، حيث تتقاطع الأسطورة مع الواقع في إعادة بناء الإنسان على ضوء الوعي والذاكرة، مشيراً إلى أن النص يفتح الباب أمام الجمهور لتأمل الذات والآخر في آن واحد.
بهذا العمل، تؤكد فرقة محترف الفن الأصيل حضورها القوي في الساحة المسرحية الوطنية، من خلال رؤية فنية جديدة توظف التراث والأسطورة لخدمة قضايا الإنسان والحرية والكرامة، ضمن مقاربة تزاوج بين الإبداع الجمالي والتحليل النفسي والاجتماعي.


بتاريخ : 31/10/2025