مسرحية نيكاتيف بالدار البيضاء

عرضت فرقة مسرح أبعاد يوم السبت الماضي بالمركب الثقافي بنمسيك(حي إفريقيا) الدار البيضاء، عرضاً فنياً لمسرحية « نيكاتيف »عن نص للكاتب الجنوب إفريقي أثول فوغارد(مكان مع الخنازير) والإعداد الدرامي لمصطفى قيمي، ومن إخرج عبد المجيد شكير، وبتشخيص عبد اللطيف خمولي وجواد العلمي ومنير أوبري وعدد من الوجوه الأخرى، يشاركون في مسرحية تقرأ النيكاتيف بالمعنيين معا (نيكاتيف) لترى فصولا من حياة الجندي بفيل إيفانوفيتش نافروتسكي الذي فر من ساحة القتال عندما اكتشف أنه موجود هناك بالخطأً..واختبأ في زريبة للخنازير مدة طويلة حتى التبست حياته بحياتها، لكن القذارة والقرف اللذين عاشهما في هذا الفضاء المقيت جعله يستجدي إنسانيته من جديد من خلال قراره الاعتراف بخيانته العظمى أثناء الاحتفال بعيد النصر..لكن تمزق بذلته العسكرية التي كان ينوي الحضور بها جعله يتراجع عن القرار وينغمس من جديد في قرف وقذارة الزريبة… ويجري التحول حينما يجود عليه والده بنزهة ليلية خلسة عن أهل قريته، فيتجدد عشقه للحرية والهواء النقي..لذلك يقرر الهروب وترك الحياة صحبة الخنازير؛ ويسلّم نفسه لقدر قد يكون عقابا قاسيا، لكن عزاءَه أنه سينعم بضوء الشمس.
يسعى عبد المجيد شكير من خلال عمله المسرحي هذا، إلى إعادة التفكير في الواقع المغربي برصد خيباته وأهواله ومآزقه وتصدّعاته، سيما وأنّ المسرح يمتلك القدرة على تفكيك هذا الواقع وإبراز شروخه وأهواله. كما يحرص على التعامل مع الواقع على أساس أنّه نافذة مفتوحة ومتفاعلة مع المجتمع عبر حكاية تشتعل مثل نار في ظلام طويل.
يمتلك عبد المجيد شكير، كما يؤكد ذلك أحد النقاد، القدرة على عيش نوع من التعدد الفني في ذاته بين أنْ يكون مخرجاً مسرحياً وناقدا في آن واحد. فهذا الزخم المعرفي في ذاته يعطيه إمكانية البحث عن أفق مغاير للتفكير في مشروع فني مغاير. كما أنّ معرفته الرمزية بمفهوم المسرح ومدارسه ونظرياته يمنح هذه الإمكانية لتقديم أعمال مسرحية تمزج في عوالمها بين مفهوم الفرجة الذي يبقى أحد عناصر العمل المسرحي وبين البعد المعرفي في تشكّل العمل المسرحي والذي يزيده عمقاً وأصالة من الناحية المعرفية.


بتاريخ : 27/01/2025