شهدت عدة مدن مغربية، منها مراكش والصويرة والدار البيضاء، عروضاً متميزة لمسرحية «وانقطع الخط»، التي أنتجها محترف ربيع الإبداع بالجديدة.
المسرحية، التي ألفها الروائي والقاص شكيب عبد الحميد وأخرجها سعيد كرامو، استطاعت أن تحظى بإعجاب الجمهور، خصوصا خلال عرضها على خشبة مسرح عفيفي، حيث لاقت استحسانا كبيرا.
تتناول المسرحية قضية محورية تتعلق بحرية المرأة وكفاحها لإثبات ذاتها وسط متغيرات عاطفية واجتماعية معقدة.
تدور الأحداث حول شخصية سارة، التي تعيش أزمة نفسية بعد أن هجرها حبيبها حاتم دون تفسير. تتحول حياتها إلى انتظار دائم، حيث تهرع إلى الهاتف عند كل رنين، لكن لا أحد يجيب.
هذا الصمت القاتل يدفعها إلى الغرق في دوامة من الحزن واليأس، بينما تحاول صديقتها ماريا تهدئتها ومواساتها.
الصراع النفسي لسارة يتجلى في علاقتها المزدوجة تجاه الرجل؛ فهي تلعنه حين تعجز عن فهم غيابه، لكنها تستسلم للأمل بمجرد أن يرن الهاتف، وكأنها تعيش حالة فصامية بين التمرد والاستسلام. أما شخصية حاتم، رغم غيابها عن المسرح جسديا، فإنها تلعب دورا محوريا من خلال تأثيرها العاطفي العميق على البطلة.
تتصاعد الأحداث عندما تكتشف سارة أن صديقتها ماريا على تواصل مع حاتم، ما يزيد من إحباطها وشعورها بالخيانة. لكن المفاجأة أن ماريا لا تحب حاتم، ما يضيف بعدا دراميا جديدا للصراع القائم. في لحظة حاسمة، تأمر سارة صديقتها بالاتصال بحاتم، لكنها تتخذ قرارا جريئا بعدم الحديث معه، وتختار رقصة الانتفاضة والحرية، معلنة انتصارها كأنثى حرة قادرة على تجاوز آلامها والوقوف على قدميها من جديد.
تميز العرض بتوظيف تقنيات فنية حديثة زادت من عمق التجربة المسرحية، حيث أضفى استخدام تقنية المابينغ، التي أبدع فيها أحمد بركال، بعدا جماليا على المشاهد، معززا الإحساس بحالة البطلة النفسية. كما لعبت الإضاءة التي صممها زهير برتال، والسينوغرافيا التي أشرف عليها مصطفى رضوان، دورا محوريا في تشكيل أجواء المسرحية، إلى جانب تصميم الرقصات لبدر هاشم، التي جسدت بصمتها في التعبير عن انفعالات الشخصيات.
تعتبر «وانقطع الخط» العمل المسرحي رقم 14 في ريبيرتوار محترف ربيع الإبداع، الذي استطاع على مدى السنوات الماضية أن يثري الساحة المسرحية المغربية بنصوص قوية مثل «الغريب»، و»اعترافات أحمد»، و»عاداوي».
مسرحية «وانقطع الخط» ليست مجرد عرض درامي، بل تجربة إنسانية غنية تطرح تساؤلات عميقة حول الحب، الخيانة، والصراع النفسي للمرأة في مواجهة واقع متناقض، ما يجعلها عملا يستحق المشاهدة والتأمل.
مسرحية «وانقطع الخط».. صراع الحب والحرية على خشبة المسرح

الكاتب : ك.ش
بتاريخ : 21/02/2025