مسرحيون و فعاليات جمعوية و إعلامية بتطوان يستنكرون الإقصاء الذي طالهم من طرف القائمين على المهرجان الوطني للمسرح

استنكرت فعاليات مسرحية و جمعوية و إعلامية و بشدة  سياسة الإقصاء التي وصفت  بالمتعمدة والمتكررة لمديرية الفنون بوزارة الثقافة للإبداع التطواني البارز في المسرح،.خلال فعاليات المهرجان الوطني للمسرح في دورته 22 التي احتضنتها مدينة تطوان .مؤكدة في بلاغ أصدرته في ختام فعاليات هذا المهرجان بأن المشكل يتجاوز المهرجان في حد ذاته ليشمل وضعا مختلا في تعامل مديرية الفنون مع الصناعات الإبداعية بالحمامة البيضاء، وخصوصا في مجال المسرح.
و توجه البلاغ بتظلم للوزارة  الوصية على القطاع مطالبا إياها بضرورة إيجاد حلولا عاجلة لرأب الصدع و تدارك هذا التجاوز الخطير .عبر عقد لقاء لتدارس السبل الناجعة من أجل نهوض مسرحي حقيقي بالمدينة يثمن منجزاتها، بعيدا عن البهرجة الفارغة.
كما استحضر البلاغ التهميش الذي طال مبدعي مدينة تطوان  طيلة عقدين، حيث لم  توجه الدعوة لأي مسرحي من تطوان ليكون عضوا بلجنة دعم أو تحكيم أو مشاهدة. ناهيك عن قيام    مديرية الفنون في موسمين سابقين جمعية واحدة من خارج التراب الإقليمي لتطوان بمليون درهم؛ ووطنتها في المركز الثقافي للمدينة بشكل لا قانوني في خرق سافر للقانون وحتى لقرار لجنة الدعم آنذاك. والنتيجة: فشل مشروع التوطين فشلا ذريعا.   فضلا عنوإقدامها لترويج بالباطل
بأنه لا مسرح بتطوان، والتاريخ كما الحاضر يكشفان بطلان ذلك؛ فهناك من فاز بجوائز دولية، ومن يقدم عروضه بنجاح خارج المغرب،  ومن كان سباقا لتنظيم مهرجانات شارك فيها كبار المسرحيين العالميين. خلال العقدين الأخيرين،حيث احتضنت تطوان أكثر من خمسة عشر دورة ناجحة، من ربيع تطوان الأورومتوسطي للمسرح التجريبي ثم من فضاء تطاون الأورومتوسطي للمسرح المتعدد. ما ينذر حدوثه في أية مدينة أخرى.
كما تطرق البلاغ الصادر عن هاته الهيئات إلى العديد من التجاوزات في حق المسرحيين بتطوان من ذلك عدم دعمها  مشاركة فرقة واحدة من تطوان خارج المغرب إسوة بالفرق الوطينة، وكل من يمثل منا بلدنا الحبيب دوليا، يتحمل العبء المادي لمشاركته؛ كما لم يسبق ترشيح أي منا لتقديم عروضه أمام مغاربة العالم.
–          40 مليون درهم خصصت لدعم الصناعات المسرحية خلال هذه السنة؛ لم يستفد منها أي حامل للبطاقة المهنية في الفنون المسرحية ممن ينشط ويستقر بتطوان ولو بدرهم واحد.و تساءل البلاغ هل مسرحيو هذه الحاضرة هم من هذا البلد الحبيب؟ هل بسياسة مديرية الفنون المتمركزة والإقصائية سننفذ توصيات جلالة الملك محمد السادس نصره الله في مصالحة المدينة مع ماضيها الثقافي العريق؟ نحن من نستعد هذه السنة للاحتفال بمئوية المسرح بتطوان، وبالذكرى 75 لتأسيس فرقة المسرح الأدبي كأقدم فرقة بالمغرب لا تزال حاضرة في المشهد
و قامت هذه الهيئات المسرحية و الجمعوية و الإعلامية بتقديم اعتذارها للجمهور التطواني  ،  عن غيابها عن هذا المهرجان، لأن هناك من كان يتعمد لتغييب تطوان بالمطلق؛ ولكن سيكون  بعد نهاية المهرجان وحتى فبراير المقبل موعدا مع العروض المحلية ووتوقيع الإصدارات الجديدة؛ و هي مناسبة ليتم الوقوف على جودة ما تم إقصاؤه من هذه المهزلة.على أساس أن تكون سنة 2023 عام الاحتفال بمئوية المسرح المغربي بتطوان؛ وبالذكرى 75 لتأسيس المسرح الأدبي والاحتفاء بالرواد وبعودة فضاء تطاون الأورومتوسطي للمسرح المتعدد. وإذا كان الوضع المسرحي اليوم ليس على ما يرام كما تدعي مديرية الفنون؛ فهي المسؤولة أولا وأخيرا عن الوضع، بإقصائها المتعمد للفعاليات المحلية، وتبخيسها لمنجزاتهم.
و اعتبر البلاع أن  ما حدث أمرا مسيئا للمدينة ككل، وتحقيرا متعمدا لمكانتها الحضارية ودورها في استقلال البلاد ونهضته البارزة تحت القيادة الرشيدة للدولة العلوية الشريفة. كما نعتبر القائمين على مديرية الفنون بعيدين كل البعد عن روح دستور 2011. ولأننا نعتقد عن حسن نية بأن المعطيات قد غيبت عن السيد الوزير  المهدي بنسعيد ، ونقدر ما يقوم به من أجل إصلاح منظومة مختلة لأكثر من عقدين بفعل شطط أطر في الإدارة المركزية معدومة الكفاءة؛ فإننا مع ذلك نطالبه بل نصر على ضرورة فتح تحقيق مع المسؤولين عن هذه النازلة الخطيرة حتى لا تتكرر.
و كانت هذه الفعاليات المنتمية للحقل المسرحي والجمعوي والإعلامي والفني بمدينة تطوان قد تفاجأت  بالمهرجان الوطني للمسرح في دورته22، الذي حط الرحال بتطوان دون سابق إنذار بعد تأجيلات متكررة،  بكونه لا علاقة له بالحمامة البيضاء ولا بفعالياتها أو جمهورها؛ والدليل مقاطعته من لدن الصحافة المحلية ومن الجماهير العريضة؛ حيث لم يحضره سوى أصحابه وضيوفه الذين قاربوا الثلاثمائة مدعو، مع بضعة من عشاق المسرح، ما حكم عليه بالفشل الذريع واستنكار الجماهير والذي وثقته مواقع التواصل الاجتماعي؛ وسجلته المواكبة الإعلامية الضعيفة.


الكاتب : مكتب تطوان:عبد المالك الحطري 

  

بتاريخ : 04/01/2023