مسرح البدوي يتهم المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بطنجة بإقصاء عميدالمسرح المغربي عبدالقادر البدوي

نشرمسرح البدوي تدوينة على صفحته الرسمية في الفيسبوك، تدوينة على خلفية إقصاء مسرح البدوي من المشاركة في الدورة 13 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بطنجة.
الملاحظة التي أثارها مسرح البدوي ، تأتي من باب أن الفقيد عبدالقادر البدوي بالإضافة إلى أنه رحمه لله، علم فوق رأسه نار فإنه أيضا ابن مدينة طنجة، ووري بها الثرى كذلك، وفي مايلي ماجاء في صفحة مسرح البدوي.
رحل مؤخرا عن عالمنا رمز من رموز المسرح المغربي و العربي و الافريقي عميد المسرح المغربي الأستاذ عبدالقادر البدوي إبن مدينة طنجة، والذي ووري بها الثرى؛ وقد دخل مسرح البدوي الذي يحتفل هذه السنة بالذكرى السبعين على تأسيسه مجال البحث العلمي الأكاديمي في الجامعات العالمية والمغربية كأحد أعمدة المسرح المغربي، ولكن للأسف المهرجانات المسرحية الجامعية في المغرب تقصي عبدالقادر البدوي حيا و ميتا، حيث أنها باتت منذ زمن بعيدة كل البعد عن زرع ثقافة الإنتماء لهذا الوطن في نفوس الطلبة عبر استحضار في مثل هذه المناسبات أمثال تلك الرموز الثقافية ومواقفها الوطنية من مختلف القضايا، ليس فقط من أجل دراستها دراسة نقدية و الاستفادة من مدرستها الفنية والمسرحية، وهذا هو الدور الأكاديمي للجامعة، و لكن أيضا من أجل ربط الشباب بتاريخ بلدهم المغرب، وبالتالي إعطائهم فرصة التعرف على رموزهم الثقافية والفكرية الوطنية في إطار إحياء الذاكرة الثقافية.
من لا تاريخ له لا حاضر ولا مستقبل لديه ،فمنذ تأسيس المهرجان الدولي للمسرح الجامعي في طنجة، لم توجه يوما دعوة لعميد المسرح المغربي من أجل التواصل مع الطلبة في محاضرة حول تاريخ المسرح المغربي من نافذة مدرسة عبدالقادر البدوي مثلا، و هو أحد مؤسسي المسرح المغربي ،قدم أول عروضه المسرحية على خشبة مسرح سيرفانطس بطنجة في خمسينات القرن الماضي ،قبل أن يتحول هذا المسرح بعدها إلى أطلال مثل العديد من المسارح والقاعات السينمائية في المغرب، وهاهي إدارة المهرجان سوف تفتتح قريبا دورة جديدة في مدينة طنجة، ولم تفكر حتى بعد رحيل عبدالقادر البدوي في تكريم يليق بمسار هذه القامة الثقافية المغربية والطنجاوية الوطنية، التي أثرت الخزانة الفنية والأدبية لبلدنا، رجل قدم الكثير لهذا الوطن، وللأسف يطاله ما يطال معظم موروثنا الثقافي اللامادي من طمس وطمر في التراب وأصبحنا نهتم بالزليج (مع احترامي لصناعه و عشقي لجماله) ولا نأبه بمصير تراث مفكري و مثقفي الأمة.
هل الجامعات في المغرب طالها أيضا ما طال المشهد السمعي البصري المغربي من «مقص» الرقيب «الذي منع عبدالقادر البدوي من التواصل مع الجماهير عبر التضييق على عروضه المسرحية، كما منعت أعماله التلفزية من البث، ومنعه أيضا من المشاركة برأيه ورؤيته للفن والثقافة في معظم التظاهرات الفنية و الثقافية ، ومنها ملتقيات المسرح الجامعي الذي للأسف حاد منذ سنين عن أهدافه التنموية و الأكاديمية و التربوية و التثقيفية و تحول إلى مجرد «موسم» يعلو فيه الضجيج ولا شيء غير الضجيج.
عبد القادر البدوي هنيئا لك لأنك لازلت في قائمة المقصيين والممنوعين حتى بعد رحيلك، إذن فأنت لازلت على قيد الحياة ..فعلا الكلمة لا تموت.


بتاريخ : 22/10/2022