تعذّر على عدد مهم من المواطنين، من المسنين ومن المصابين بأمراض مزمنة كالربو والسكري وأمراض القلب والشرايين والسمنة وغيرها، اقتناء اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية لكونه ولحدّ الساعة ليس متوفرا للبيع بالصيدليات، ونفس الأمر بالنسبة للمؤسسات الصحية العمومية، التي من المفروض أن يتم تلقيح مهنييها عند انتهاء فصل الصيف بهذا اللقاح.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بتلقيح مهنيي الصحة وكذا الأشخاص الذين هم عرضة للمضاعفات الصحية الوخيمة للأنفلونزا، كما هو الحال بالنسبة للرضع والحوامل والمسنين، والمرضى المصابين بأمراض مزمنة، بالنظر لخطوة الفيروس الذي قد يكون فتاكا في عدد من الحالات، والذي يبقى اللقاح هو الوسيلة الوحيدة التي تمكّن من التخفيف من تبعاته.
مواطنون بعضهم أصيب بالفعل بأعراض البرد خلال الأيام الأولى من شهر شتنبر الذي سنعيش أسبوعه الأخير بعد يومين، ونحن على بعد أيام من استقبال شهر أكتوبر، هذه الفترة التي تتميز بتغير كبير في المناخ وتعرف تقلبا مستمرا للطقس، ما بين الحرارة والبرودة وتهاطل الأمطار أو تساقط الثلوج، مما يعرّض حالات كثيرة للإصابة بالأنفلونزا، التي قد يكون وقعها بسيطا على البعض وقد تؤدي إلى مضاعفات وخيمة بالنسبة للبعض الآخر.
وضع يطرح أكثر من علامة استفهام بشأن توفير اللقاح، الذي خلق نقاشا خلال السنة الفارطة بعد تسجيل مجموعة من حالات الوفيات بسبب الفيروس، ونتيجة لغياب الدواء المخصص للعلاج في مثل هذه الحالات، والذي حتى إن توفر فيجب أخذه وفقا لمعايير وفي مواقيت زمنية محددة حتى يكون فعالا وضمانا لنجاعته، أخذا بعين الاعتبار أن وزارة الصحة تعهدت بعد الضجة التي وقعت خلال الموسم الفارط بأن تنظم حملات تواصلية منتظمة وبكيفية ناجعة بخصوص هذا الفيروس وطرق الوقاية والعلاج وكافة الخطوات التي يجب التقيد بها، ليس خلال ذروة نشاطه الفيروسي فحسب، وإنما باعتماد مهلة زمنية كافية، تضمن تحسيسا وتواصلا ناجعا، الأمر الذي لم تظهر بوادره لحدّ الساعة.
وجدير بالذكر أنه يتم تسجيل كل سنة حوالي 600 ألف حالة ولادة جديدة، هذا في الوقت الذي تشير فيه الأرقام إلى أن حوالي 10 ملايين مغربي يعانون من الضغط الدموي، بينما هناك مليونان و618 ألف مواطن هم مصابون بداء السكري، إلى جانب معاناة 10 ملايين من السمنة، فضلا عن تواجد أكثر من 3 ملايين مسنّ ضمن تركيبة الهرم الديمغرافي للمغاربة، إلى جانب معاناة حوالي 17 في المئة من مجموع الساكنة من الربو، وهي الحالات إلى جانب أخرى، التي تصنفها منظمة الصحة العالمية بكونها الفئات الاكثر عرضة للتبعات القاتلة للأنفلونزا الموسمية، وهو ما يتطلب تعاملا جدّيا من طرف الوزارة، التي يجب عليها أن تباشر حملة تواصلية حقيقية منتظمة، إلى جانب العمل على توفير اللقاح رهن إشارة المواطنين في الصيدليات لتلقيح أنفسهم ضد الفيروس.