مسيرات غضب حاشدة في درب السلطان بسبب التدبير العشوائي للبيع بالتجوال

تحولت أزقة ساحة الحفارين بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء، مساء يوم السبت الأخير، إلى مسرح للاحتجاجات، بعد أن قاد مجموعة من الشباب مسيرات غاضبة جابت مختلف أزقة المنطقة، التي عرفت مشاركة جمع غفير من الباعة الجائلين، الذين عبروا عن سخطهم وغضبهم من التضييق عليهم في زمن الكورونا، وما خلفته من تبعات وتداعيات اجتماعية واقتصادية وخيمة.
باعة، ظلوا في المنازل ملتزمين بالجر الصحي لأشهر، وتدبروا معيشهم اليومي بكل صعوبة، لتسديد واجبات الكراء والماء والكهرباء والأكل وغيرها من التفاصيل، ولم يعودوا إلى أزقة القيسارية للبحث عن مورد رزق وعن لقمة عيش إلا مؤخرا، فوجدوا أنفسهم أمام ممارسات تطرح أكثر من علامة استفهام، وفقا لعدد من المتضررين، الذين أكدوا لـ «الاتحاد الاشتراكي» أنهم لم يعودوا على علم بما يجب اتباعه، لأن المنطقة باتت تعرف تدخلا وتحكما لأكثر من متدخل، سواء تعلق الأمر بممثلي الإدارة الترابية أو عناصر القوات المساعدة أو غيرهم، فقد يأتي أحد بخطاب، ثم بعد ساعات يأتي الآخر بخطاب مغاير، ثم قد يعقبه سلوك لاحقا تحضر فيه لغة من نوع خاص وتفعيل لأمر الحجز بدون إشعار.
وأوضح عدد من الغاضبين أنهم يجدون أنفسهم أمام تدبير عشوائي فيه الكثير من الامتهان، الذي يعمّق جراحهم، مشددين على أنهم بين مطرقة الحياة وثقلها وسندان «مزاجية» بعض المسؤولين، الذين يأتونهم بكلام معسول في وضعيات وتعقبها سلوكات مناقضة ومصادرات في وضعيات أخرى.
وصدحت حناجر المحتجين، نساء رجالا، شيبا وشبابا، في المسيرات التي جابت أرجاء قيسارية الحفارين مساء السبت، في زمن الكورونا مع ما قد يترتّب عن ذلك من نشر للعدوى، معبرة عن حجم السخط ومنسوب الغضب الذي بات يحسّه الجميع، عقب قدوم ممثلي السلطة المحلية في إطار حملة غير مدروسة، انتظرت حتى الفترة المسائية للقيام بها عوض مباشرتها في وقت مبكر، فاصطدم المشرفون عليها بواقع آخر لم يكن يتوقعه أحد، وباتوا محاصرين ولم يغادروا المكان إلا بصعوبة، هذا في الوقت الذي شدد فيه عدد من المحتجين على أنهم مع تنظيم عملية البيع ومع احترام المسافات وترك المسالك والممرات، خاصة خلال هذه الفترة العصيبة صحيا، ويطالبون عوض استهدافهم العمل على إيجاد حلول لهم، لأن المسؤولية تقتضي من المسؤولين الحقيقيين إبداع صيغ وإيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية لا العمل على تأجيجها وزرع المزيد من الاحتقان.
وجدير بالذكر أن منطقة الحفارين بشكل عام تعيش على إيقاع التدبير العشوائي منذ سنوات، وهي التي كانت قد استفادت في فترة خلت من تنظيم عقلاني، تم خلاله الحفاظ على مصالح أصحاب المحلات التجارية والباعة الجائلين من أبناء المنطقة، إلى جانب تنظيم عملية السير والجولان، وتبين على أن تلك المجهودات كانت عبارة عن اجتهادات لقائد بالملحقة 17 آنذاك، الذي ما أن رحل عن المنطقة حتى غرقت في الفوضى مرة أخرى.


الكاتب : و.مبارك

  

بتاريخ : 14/07/2020