مسيرة وطنية حاشدة نصرة لفلسطين تجتاح شوارع الرباط

 

شهدت العاصمة الرباط، صباح أمس الأحد، مسيرة وطنية حاشدة اجتاحت أهم شوارع المدينة، انطلاقًا من ساحة باب الحد ومرورًا بشارع محمد الخامس، أحد الشرايين الحيوية والتاريخية للمدينة حيث مقر مجلسي النواب.
وتدفق عشرات آلاف المشاركين والمشاركات من مختلف الفئات الاجتماعية والسياسية والنقابية، في مشهد شعبي وحدوي يعكس عمق التضامن المغربي مع الشعب الفلسطيني في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية.
المسيرة جاءت في سياق تصاعد الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين، حيث تتواصل منذ شهور حملة إبادة ممنهجة خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وأدت إلى تهجير قسري لآلاف العائلات، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية والإنسانية. وقد حمّل المتظاهرون المسؤولية الكاملة لقوى الاحتلال، مدعومة بتواطؤ دولي، وعلى رأسه الإدارة الأمريكية التي وفرت الغطاء السياسي والعسكري للعدوان.
وردد المحتجون شعارات قوية تندد بالإبادة والتجويع والحصار المفروض على فلسطين خاصة بغزة والضفة وباقي المناطق، داعين إلى وقف العدوان فورًا، ورفع الحصار، ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب.
واتسمت المسيرة بسلميتها وتنظيمها العالي، ورفع المحتجون خلالها أعلام فلسطين والمغرب، ولافتات تعبّر عن وحدة الشعوب في مواجهة الظلم، مؤكدين أن قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية إنسانية تهم كل أحرار العالم.
وقد أمنت مختلف قوات إنفاذ القانون المسيرةَ بشكل محكم، دون تسجيل أي حوادث تُذكر، في حين عمّمت السفارة الأمريكية بالرباط في وقت سابق نداء إلى مواطنيها دعتهم فيه إلى اتخاذ الحيطة والحذر أثناء المسيرة، حيث نبهت (على موقع السفارة والقنصليات الأمريكية في المغرب الإلكتروني) مواطنيها القاطنين في المملكة (تحديدا مدينة الرباط) إلى «أن يكونوا على دراية بالاضطرابات المرورية بسبب إغلاق الشوارع، تجنب الاقتراب من منطقة الاحتجاجات المتوقعة، تتبع وسائل الإعلام المحلية للحصول على التحديثات أولا بأول، وأخيرا اتباع التعليمات والتوجيهات الصادرة من العناصر الأمنية»، ورغم أن تحذير السفارة الأمريكية لفت إلا أن «الاحتجاجات في المغرب عادة ما تكون سلمية»، إلا أنه أكد أن هذه»الأحداث قد تحظى بإقبال كبير وقد لا يمكن التنبؤ بالحشود، ويمكن أن يؤدي ازدحام حركة المرور وإغلاق الشوارع إلى الازدحام والتأخير في مناطق التجمعات الكبرى مما قد يتسبب في احتمالية خلق مواقف أكثر خطورة»، ناصحة إياهم «بتجنب تلك المناطق خلال ساعات الظهيرة والمساء»…
وتعليقًا على ذلك، أكد أحد منظمي المسيرة أن المغرب له تاريخ طويل في دعم قضايا التحرر، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأن الاحتجاجات في المملكة لطالما اتسمت بالسلمية والاحترام الكامل للقانون، ولم يُسجل في أي من المناسبات السابقة تعرض أي أجنبي، أمريكيًا كان أو غيره، لأي شكل من أشكال الاعتداء أو المضايقة، مشددًا على أن ثقافة الاحتجاج بالمغرب ترفض العنف والاحتكاك، وتؤمن بحرية التعبير في إطار حضاري وسلمي.
مسيرة أمس، كسابقاتها، جاءت لتؤكد أن نبض الشارع المغربي لا يتخلف عن نصرة المظلومين، وأن قضية فلسطين تظل حاضرة بقوة في وجدان المغاربة، ما دامت هناك أرض محتلة وشعب يقاوم.
ويبذل المغرب رسميا وشعبيا مجهودات كبيرة لأجل وقف النزيف والمعاناة المستمرة لأزيد من نصف قرن من المعاناة ويرأس الملك محمد السادس لجنة القدس التي تقدم خدمات إنسانية ومادية وتحمي معالم وتراث القدس وتدافع عن المقدسيين .
إلى ذلك ارتفعت حصيلة الشهداء والإصابات منذ استئناف الإبادة الإسرائيلية إلى 50 ألفا و669 شهيدا و115 ألفا و225 إصابة.
وقالت وزارة الصحة في غزة «وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 60 شهيدا و162 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية».
وذكرت أن «حصيلة الشهداء والإصابات منذ استئناف الإبادة الإسرائيلية في 18 مارس بلغت 1309 شهداء و3184 إصابة».
وشددت على أنه «لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».
وكثفت دولة الاحتلال منذ 18 مارس جرائم الإبادة بغزة بشن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدفت معظمها مدنيين بمنازل وخيام تؤوي نازحين.
ومطلع الشهر الماضي انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس ودولة الاحتلال بدأ سريانه في 19 يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.
وبينما التزمت «حماس» ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.


الكاتب : محمد الطالبي / ت٬ هيثم رغيب

  

بتاريخ : 07/04/2025