مشاركة متميزة للمغرب بالمعرض الدولي للزراعة بباريس

يشارك المغرب في الدورة السادسة والخمسين للمعرض الدولي للزراعة بباريس، برواق مهم وكبير يضم مختلف المنتوجات المحلية المغربية، وهو المعرض الذي افتتحه الرئيس الفرنسي ايمانييل ماكرون، يوم السبت الماضي وسيستمر حتى يوم 3 مارس، كما قد قام سفير المملكة بباريس شكيب بنموسى بزيارته.
ويشارك المغرب للمرة السابعة من أجل إبراز منتوجاته المحلية والتعريف بغنى وتنوع زراعته المجالية. هذه التظاهرة الدولية الكبرى التي يشهدها حي «بورت دو فيرساي» بباريس على مدى 9 أيام يشارك فيها 30 عارضا وحوالي 100 منتوج ذي قيمة عالية ومن جميع جهات المملكة، هي أيضا فرصة للقاء المباشر مع المستهلك الفرنسي ومع المستوردين للبحث عن أسواق جديدة.
وتشارك في هذا المعرض الدولي مجموعة من التعاونيات التي تم اختيارها لهذا الغرض، وذلك داخل رواق من ثلاثة أجزاء خصص لهذا الغرض، ويضم قاعة شاي ومطعما يقدم مأكولات مغربية متنوعة وحلويات من كل المناطق.
ويقدم العارضون منتوجاتهم إلى زوار المعرض من فرنسيين ومغاربة مقيمين بفرنسا جاؤوا خصيصا للبحث عن هذه المنتوجات المجالية والتي تتميز بجودة عالية ويحرص أصحابها على تقديمها لهم وكذا التعريف بالمناطق التي ينتمون إليها والتعاونيات التي يمثلونها.
هذا ويعطي الزوار، سواء الفرنسيين أو المغاربة المقيمين بفرنسا، أهمية خاصة للمنتوجات المعروضة، خاصة أن أغلبها اختفى من المراكز التجارية الكبرى وهي تعكس التقاليد العريقة للمطبخ المغربي، ويعتبر هذا المعرض مناسبة لوضعها رهن إشارة المستهلك الذي يمكنه الحديث مع بعض أعضاء التعاونيات المتواجدين بعين المكان.
فتيحة الجازولي من تعاونية «اماسيغرم»، بمنطقة الحوز ناحية مراكش تقول في هذا الصدد ،» تعاونيتنا تقوم بإنتاج الكسكس بكل أنواعه، سواء المصنوع من القمح أو الشعير أو «النخالة». ونحن نستعمل مواد أولية محلية تم إعدادها بطريقة تقليدية، والهدف من مشاركتنا في المعرض الدولي بباريس هو إيجاد أسواق جديدة لمنتجاتنا التي لقيت إقبالا كبيرا في هذا المعرض».
أما زكريا الغزالي، المسؤول عن التعاونية الفلاحية «الفردوس» بمدينة زاكورة المنتجة لعدد كبير من أنواع التمور، ومنها «المجهول»،»بوزكري»، «الفكوس»، «النجلة»، و»بوستحمي»، فيقول: « مشاركتنا في هذا المعرض الدولي بباريس هي لإعطاء قيمة مضافة لمنتوجاتنا، حيث خرجنا من منطق السوق المحلي من أجل البحث عن سوق دولي بما يتطلبه ذلك من وسائل لحفظ التمور، بما فيها الخزانات المبردة والتلفيف الجيد، وهذا الشكل الجديد وجد إقبالا هنا بالمعرض، كما نهدف أيضا إلى تحويل هذه التمور من خلال استعمال كل مكوناتها لاستخراج الزيت وصنع عجينة جد غنية أو حتى صنع القهوة…».
أما ربيعة مرزوق المسؤولة عن تعاونية « الذهب الأحمر» لتالوين المتخصصة في إنتاج الزعفران، فتقول إن «هدفنا من هذه المشاركة هو البحث عن أسواق جديدة، وتعريف الناس بقيمة منتوجنا وكذا المنطقة التي يزرع بها، وكيفية استعماله أيضا، الزعفران الذي ننتجه هو الأول عالميا من حيث الجودة، وهو الأغلى كذلك، وله عدة مزايا، إذ يصلح لعدة أشياء، كفقر الدم والروماتيزم، وهو معروف أيضا بتنشيطه للحواس، لهذا يطلق عليه «الذهب الأحمر» وكذا «ملك التوابل»». وتضيف « رغم ذلك لا بد لنا من العمل أكثر لمواجهة منافسة بلدان أخرى في هذا المجال، خاصة إيران التي تنتج كميات كبيرة رغم أنها أقل جودة من زعفران تالوين…».
«اسمي إدريس بيكاري أمثل بهذا المعرض تعاونية «افورار» لإنتاج وتثمين منتوج الزيتون، من جهة خنيفرة بني ملال، ونحن نشارك لأول مرة في هذا المعرض الدولي للزراعة، وهدفنا هو البحث عن أسواق جديدة، سواء بفرنسا أو بأوروبا، خاصة أننا نقوم بإنتاج زيت ذات جودة عالية، وقد لاحظت ذلك من خلال تذوق الناس لها، كما أننا بعنا الكمية التي أحضرناها بسرعة وفي الأيام الأولى للمعرض. ونحن نتوفر على شجرة زيتون عريقة يمكن أن تنتج هذه المادة لمدة قرن من الزمن. وقد اتصل بي عدد من الزبناء من فرنسا وكندا يرغبون في اقتناء زيت الزيتون التي ننتجها…».
وتقوم وكالة التنمية الفلاحية بمواكبة هذه التعاونيات ومساعدتها من أجل ولوج السوق الفرنسية والأوربية، وفي هذا الإطار تقول محجوبة شكيل، رئيسة قسم ترويج المنتوجات المجالية: «المغرب يشارك للمرة السابعة، وهي مشاركة تنظمها وكالة التنمية الفلاحية، وذلك من خلال 30 عارضا يقدمون 100 منتوج مجالي متنوع، وهؤلاء يمثلون أكثر من 1500 فلاح صغير. ويدخل هذا العمل في إطار استراتيجية المغرب الأخضر والفلاحة التضامنية التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية، كما نعمل على عقد شراكات مع دول أوروبية خاصة مع فرنسا، وقبل الحضور إلى المعرض قامت وكالة التنمية الفلاحية بعملية تأهيل للمشاركين، بهدف كسب الخبرة بخصوص طريقة التعامل مع السوق الأوروبية، كما أننا نقوم بإعداد العارضين لإمكانية توقيع عروض من أجل بيع منتوجاتهم. إذن فمشاركة تعاونيات الفلاحين الصغار في هذا المعرض الدولي هي من أجل إبراز منتجاتهم، خصوصا المجالية منها والتي تدخل في إطار المخطط الأخضر الذي أولى أهمية كبرى لهذه الفئات من الفلاحين الصغار ومنتوجاتهم…». تقول مسؤولة وكالة التنمية الفلاحية.
الرواق المغربي كان أنيقا وكبيرا ويليق بغنى وتنوع المنتوجات المغربية وكذا بالمطبخ المغربي الذي أضحت له شهرة عالمية، خاصة إذا ما تمت مقارنته ببلدان مغاربية أخرى حاضرة في هذا المعرض ومازالت تبحث عن منفذ لبيع منتوجاتها بفرنسا، إلى جانب عدد كبير من البلدان الإفريقية التي كانت حاضرة أيضا لتقديم منتوجاتها المحلية والتعريف بها.


الكاتب : باريس: يوسف لهلالي

  

بتاريخ : 02/03/2019