مصطفى الحسناوي بين جنون كافكا وماكينات الرافعي

«كافكا: مطحنة الأوهام» رحلة جوانية
بين المنافي واللغة والجنون

عن منشورات «خطوط وظلال «الأردنية، أصدر للناقد والروائي مصطفى الحسناوي، مؤخرا، كتابه الجديد «كافكا: مطحنة الأوهام» ، وهو عبارة عن عمل تأملي في كتابات الأديب التشيكي فرانز كافكا، عمل يكشف الجانب الوجودي والإنساني في التجربة الإبداعية لصاحب «القلعة» و»المحاكمة».
في هذا الكتاب، لا يكتفي الحسناوي بقراءة نصوص كافكا من منظورها الأدبي، بل يحاول النفاذ إلى أعماقها الوجودية، متتبعا خيوط التوتر بين الذات والعالم، وبين الواقع والحلم، وبين الإنسان والسلطة.
ويعتبر الكتاب مساهمة مغربية جديدة في إعادة التفكير في الأدب الكافكاوي، من خلال مقاربة تجمع بين النقد الأدبي والفكر الفلسفي، وتسعى إلى تلمّس إنسانية كافكا التي ظلت تتخفّى وراء السرد والرمز والأسئلة الوجودية الكبرى.
يقول الناقد مصطفى الحسناوي في تقديم الكتاب:
«في كل سطر كتبه كافكا، كان العالم ينهار ببطء داخل عقل يحاول النجاة من ذاته. لم يكن يكتب عن البيروقراطية فقط، بل عن الإنسان المطحون بين جدرانها، عن الكائن الذي يصحو كل صباح ليجد نفسه متهماً، مشطوراً بلا ملامح. هذا الكتاب محاولة لقراءة كافكا من الداخل، لا بوصفه روائياً، بل ككائن وجودي رأى العالم كطاحونة عملاقة تدور بالأوهام وتعيد تشكيل المعنى حتى يتحوّل إلى عبث. إنّه سعي إلى فهم التحوّل بوصفه مرآة للاغتراب والمحاكمة بوصفها صورة للقدر الحديث والقلعة بوصفها استعارة للسلطة التي تُرى.
بين النصوص والمنافي وبين اللغة والجنون، يسير هذا الكتاب في أثر كافكا الذي كتب ليحتمي من الواقع، فإذا بالواقع نفسه يتحوّل إلى كابوس من صنع قلمه» .
لا تقل شخصية فرانز كافكا غرائبية ولا غموضا عن إبداعاته التي أحدثت صدمة في الأدب العالمي، منذ بدايات القرن العشرين حتى اليوم. لذا، فإن أي نص يتناول سيرة كافكا، كاتبا أو إنسانا، يظل صيداً ثميناً عند قراء أسَرَهم ذلك الكاتب بأجوائه العجيبة.
يظلّ كافكا غامضاً بالنسبة للقارئ، ذلك أنّ نصوصه الأدبيّة ليست من النمط الذي يُقرأ بسهولة، وذلك لكون خطابه الأدبي يظلّ يهجس بمفاهيم ورؤى، كما أن تصوّره للحياة ينمّ عن فلسفة عميقة تجاه طبيعة الذات البشرية وتحولاتها. إنّ كتابات كافكا تظلّ بمثابة لغز محيّر، لكون القارئ يجد نفسه أمام نصوص تستدعي التأويل وتفتح العمل الأدبي على كلّ التأويلات الممكنة.


بتاريخ : 06/11/2025