مصطفى الحسناوي بين «دانتي وغابة المنتحرين» و«حيوانات دولوز الضارية»

صدر حديثا عن دار خطوط وظلال ، كتابان جديدان للكاتب مصطفى الحسناوي بعنوان « دانتي وغابة المنتحرين» و» حيوانات جيل دولوز الضارية»، وهو معروضان بجناح دار خطوط بالمعرض الدولي للكتاب برواقC.17 في دورته الثلاثين.

«دانتي وغابة المنتحرين»

لا ينفك الحسناوي ، في كتاباته ومقالاته الفلسفية، عن العودة الى صاحب الكوميديا الإلهية». عن كتاب «دانتي وغابة المنتحرين» كتب الحسناوي أن «هناك قاعدة عامة تحكم «الجحيم» عند دانتي ويخضع لها نظام العقوبات، وهي أن دانتي جسد حي يتحرك وسط أجساد الموتى.. خلل الظلام والأشباح المتعذر لمسها والتي لا تكتسي في ذاتها سوى مظهر أجساد سيمولاكرات خالصة ،بلا ماهية ولا ثقل تعبر عن أحاسيسها فقط تجاه الألم تماما كما يقع مع المنتحرين الذين تحولوا الى أشجار. يجد الملايين في جحيم دانتي عقوبات توازي ما اقترفوه من خطايا كما يتخيل الشاعر ذلك.

دولوز وحيواناته الضارية

بعد كتابه «جيل دولوز فلسفة مرتحلة»، يعود الناقد والكاتب مصطفى الحسناوي الى هذا الفيلسوف والمفكر بعمل جديد موسوم بـ «حيوانات دولوز الضارية» الذي نقرأ على ظهر غلافه أنه « نادرا ما يتحدث فيلسوف مشهور عن إدمانه للكحول، لكن جيل دولوز قام بذلك في الحوار. ودون الدخول في التفاصيل أشار دولوز الى ما بحث عنه عبر تناول الكحول التبرير الوحيد الممكن هو العمل حتى ولو ادى المرء الثمن بعد ذلك. وأمام إلحاح محاورته حدد دولوز بدقة تبريره قائلا: كان ذلك يساعدني على خلق «مفاهيم فلسفية». هكذا وبدل أن يمعن دولوز في سرد حياته الشخصية فضل التركيز على قدرته على الإبداع الفلسفي التي تتضاعف مع إدمانه للكحول، لكن بأي إبداع يتعلق الأمر؟ طيلة المسار الذي ملاته كتاباته الفلسفية تحدث دولوز دائما عن الحب والمرأة والتعب في علاقتهم بإدمان الكحول. إنها التيمات التي نجدها التي نجدها في أغلب الأحيان في مؤلفاته. اختبر دولوز بدءا من سنة 1969 وكتابه «منطق المعنى» ذلك الجوار الخطير والهش بين الكتابة الفلسفية وتناول المشروبات الكحولية بإفراط».


بتاريخ : 25/04/2025