مطالب للمجلس الجماعي بشرائها وتحويلها إلى مسرح
تعتبر قاعة سينما مرحبا بمدينة الخميسات معلمة فنية كبيرة، ومن بين المعالم التي تضمها حاضرة زمور الثقافية، التربوية، الفنية والإدارية والرياضية… التي تم تشييدها بمواصفات عالية، والتي ارتبط بها سكان المدينة والنواحي عامة، وعشاق الفن السابع على وجه الخصوص.
معلمة سينمائية، تم بها وعلى امتداد عقود عديدة من الزمن، عرض أفلام غربية وعربية، من مختلف جهات العالم، شهدت إقبالا وحضورا كبيرين لأجيال متعددة، كانت تتوجه صوبها بحثا عن فرجة فنية ومتعة بذوق خاص. واستقبل سينما مرحبا بالخميسات كذلك وطيلة سنوات أنشطة النادي السينمائي، حيث كانت تعرض أشرطة سينمائية بحمولات ومضامين متعددة تتبعها مناقشة موضوع الفيلم والقضايا التي يتناولها من طرف جمهور من المهتمين، مما كان يساهم في الرفع من المستوى الفني سينمائيا لدى الحاضرين ويرتقي بهم فكريا وأدبيا وثقافيا وعلى أصعدة متعددة مستوى النقاش المتداول خلال تلك الجلسات.
وإلى جانب المجال الفني احتضنت هذه القاعة، أنشطة ثقافية وفكرية واجتماعية ومعرفية، حيث قدم العديد من المختصين والمفكرين عروضهم. كما استقبلت مجموعة من العروض المسرحية لعدة فرق تنتمي لأبي الفنون، فضلا عن إحياء مجموعة من الفنانين لسهرات غنائية بها، دون نسيان مهرجان السينما الآسيوية الذي احتضنته أواسط تسعينيات القرن الماضي.
فضاء، شكّل عنوانا لكل التظاهرات، بما في ذلك السياسية منها، إذ احتضنت القاعة ملتقيات ومهرجانات خطابية وأنشطة مختلفة لأحزاب السياسية، من بينها حزبنا الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إذ ترأس بها القيادي الاتحادي الراحل عبد الواحد الراضي، رحمة الله عليه، تجمعا جماهيريا يوم 3 يونيو 1983 في إطار الحملة الانتخابية ليوم 10من نفس الشهر. وشهدت في 23 يناير 1988 تنظيم حفل تأبين للمناضل الاتحادي والكاتب الإقليمي للحزب المرحوم بوسلمام سليمان. كما أنها في 2 يوليوز 1988 احتضنت أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي الثاني للحزب بالخميسات بحضور فقيد الحزب والكاتب الأول آنذاك السي عبد الرحيم بوعبيد.
محطات سياسية متعددة، كانت سينما مرحبا شاهدة عليها، ومن بينها كذلك التجمع الخطابي الذي عرف حضور نائب الكاتب الأول آنذاك، الأستاذ محمد اليازغي، في 7يونيو 1997 في خضم الحملة الانتخابية للاستحقاق الجماعي ليوم 13من نفس الشهر. واللقاء الخطابي في 26 شتنبر 2002 بمناسبة الحملة الانتخابية لتشريعيات 27 شتنبر، بحضور المرحوم القيادي محمد بوزوبع، فضلا عن أنشطة لأحزاب سياسية أخرى في مناسبات مختلفة وطنية وغيرها.
هذه المنشأة، التي تعتبر وإلى جانب قيمتها الفنية والثقافية والسياسية، ذاكرة حية لأحداث متعددة، تم إغلاقها منذ سنوات عديدة، فطالها الإهمال مما أدى إلى تلاشي محتوياتها ومكوّناتها، إذ تهاوى جزء كبير من شرفتها وتساقط «القرمود»، وكساها الغبار وانتشرت بها الأوساخ، وساء حالها بشكل كبير، وهو الوضع الذي يمكن لكل من يمر من أمامها على مستوى شارع محمد الخامس، من أن يلاحظه ويعاينه بالعين المجردة.
وضع يرى الكثير من الفاعلين ومن أبناء المنطقة، على أنه يجب ألا يستمر، وذلك بالحفاظ على هذا الإرث الذي يعتبر ذاكرة للمنطقة، وأن يتم العمل على إنقاذ السينما مما هي عليه، خاصة وأنه سبق للمجلس الجماعي أن تناول موضوعها خلال دورات سابقة كي تقتنيها الجماعة وتعمل على تحويلها إلى مسرح حتى تعطي جمالية للمدينة كما كانت في سابق عهدها، إلا أن البناية بقيت على حالها وظل مصيرها معلقا ليبقى منظرها يثير الحسرة والأسى في النفوس.