معدلات الإصابة بالسل في المغرب تواصل الارتفاع ونسبة الإصابة بالدارالبيضاء تصل إلى %27 من مجموع الحالات

 

أكدت مصادر طبية لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن مرض السل ينتشر بشكل مقلق في صفوف العديد من المواطنين الذين وجدوا أنفسهم مصابين بعدوى جرثومة «كوخ» لسبب من الأسباب، في الوقت الذي كانوا يعتقدون أن الأمر يتعلق بنزلة برد عابرة. وأبرز عدد من الأطباء المختصين في الطب العام على مستوى الدارالبيضاء في تصريحاتهم للجريدة، أنهم استقبلوا في عياداتهم خلال الأسابيع القليلة الفارطة عددا لا يستهان به من المرضى الذين تبيّنت إصابتهم بمرض السل، محذرين من انتشار العدوى في مجموعة من الأحياء البيضاوية، كما هو الحال بالنسبة لمنطقة مولاي رشيد، درب السلطان، الحي الحسني وعلى مستوى عمالة مقاطعات عين الشق.
وأوضح الأطباء المعنيون أن الحالات المرضية التي تم فحصها تبين بأن عددا منها يتعلق بالسل الناجم عن شرب الحليب غير المبستر والألبان التي يكون مصدرها أبقار مصابة بهذا المرض فتنقل العدوى إلى الإنسان، إلا أن الحالات الكثيرة التي تم الوقوف عليها تتعلق بالسل الرئوي، مشددين على ضرورة اعتماد التدابير الوقائية، المتمثلة في وضع الكمامات وتجنب المصافحة واستعمال الأواني غير النظيفة التي يكثر استعمالها من طرف عدة أشخاص، كما هو الحال بالنسبة للأكل والشرب خارج المنزل، خاصة وأن هناك محددات اجتماعية واقتصادية تكون سببا في استمرار تفشي هذا المرض، التي ترتبط بالسكن والنظام الغذائي وجودة الحياة بشكل عام.
وشدّدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» على أن معدلات الإصابة بالسل في المغرب تواصل الارتفاع بشكل يطرح أكثر من علامة استفهام حول نجاعة السياسة المعتمدة في مواجهة الداء، الذي سجّل حوالي 30 ألف حالة إصابة سنة 2021 ، وهو نفس الرقم الذي تتم الإشارة إليه منذ سنوات، علما بأن هناك معطيات ميدانية تعتبر جد مقلقة، هذا في الوقت الذي يصل فيه معدل الإصابة إلى 160 حالة لكل 100 ألف نسمة في مدينة كالدارالبيضاء بشكل يفوق المعدل الوطني المقدر في 82 حالة، إذ تمثل نسبة الإصابات فيها حوالي 27 في المئة من مجموع الحالات المسجلة وطنيا، وهو المعدّل الذي يعرف تباينا بين أحياء العاصمة الاقتصادية التي يتمركز فيها السل بقوة.
وتؤكد الأرقام أن مرض السل طال في الدارالبيضاء خلال سنة 2021 ما مجموعه 7430 شخصا أي بمعدل 99 حالة لكل 100 ألف نسمة، علما بأن هذا الداء الفتّاك يتسبب كل سنة على الصعيد الوطني في وفاة حوالي 3 آلاف شخص. ويحضر السل بقوة في 6 جهات من جهات المملكة تتوزع ما بين الدارالبيضاء سطات والرباط سلا القنيطرة إضافة إلى مراكش آسفي، وطنجة تطوان الحسيمة، فضلا عن سوس ماسة وفاس مكناس، ويعتبر السل المقاوم للأدوية النوع الأخطر.
ويدعو الأطباء وعدد من المهتمين بالشأن الصحي إلى تعزيز قدرات الدولة وتكتل جهودها مع استثمار إمكانيات كل المؤسسات المتدخلة وفعاليات المجتمع المدني من أجل وضع حد لاستمرار هذه الآفة الصحية التي تم تجاوزها بشكل كبير في العديد من الدول الأخرى، علما بأن المغرب اعتمد برنامجا صحيا ضد السل بشكل مبكر لكنه لم يحقق لحد الساعة النجاعة الكاملة المنتظرة منه.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 30/11/2022