مع الدكتور بدر طنشري الوزاني: كل ما تجب معرفته عن تربية الحيوانات الأليفة 1 : الكلاب والكوليرا

الكلاب، القطط، الخيول وغيرها من الحيوانات، علاقتها بالإنسان ليست وليدة اليوم، تتعدّد دوافع وغايات والارتباط بها، إما بغاية الحراسة أو الخدمة أو الألفة والمؤانسة ومواجهة الوحدة أو غيرها من الأهداف، التي وإن اختلفت المقاصد من وراءها إلا أنها تؤكد على أن الرابطة بين البشر وبعض هذه الحيوانات تكون أكثر متانة وقوة وأشدّ وفاء.
وإذا كانت الرغبة في الحصول على أحد هذه الحيوانات وترتبيها قوية بالنسبة للبعض، فإن الاعتناء بها وتوفير كل الشروط لها يجب أن يكون أقوى، فهذا الأمر يعتبر شرطا أساسيا، للحفاظ على حقوقها، وحماية صحتها وصون سلامتها وعدم تعريضها للخطر، وهو ما يتطلب الإلمام بالعديد من “التفاصيل الحياتية” منذ الولادة، كما هو الحال بالنسبة للتلقيح، التعامل مع الأمراض، التغذية، العلاقة بالمحيط، النظافة، التزاوج وغيرها من المعطيات لتفادي الإضرار بها وفقدانها في لحظة من اللحظات بسبب تقصير أو سوء تقدير.
“الاتحاد الاشتراكي” ومن أجل الاطلاع أكثر على كيفية التعامل مع “ الحيوانات الأليفة “، اختارت أن تخصص للقراء سلسلة من الحلقات لأجل تقريب كل المعلومات المتعلقة بتربية عدد منها، مستضيفة في هذا الإطار الدكتور بدر طنشري الوزاني، الطبيب البيطري، ورئيس المجلس الوطني للهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، للوقوف عند التفاصيل المختلفة من أجل تربية سليمة للكلاب والقطط وغيرها من الحيوانات الأخرى …

لقد أضحى عدد الكلاب المملوكة التي تتبناها العائلات في تزايد، وقد ارتفع الأمر بشكل أكبر خلال سنوات الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، خاصة خلال فترة الحجر الصحي، واتجه العديد من الأشخاص للبحث عن جراء للاعتناء بها وتربيتها كي تكون مرافقة لها فلا تشعر بالوحدة، في حين حافظ البعض الآخر على علاقتهم بالكلاب منذ سنوات طويلة للاستعانة بخدماتها المختلفة، مما جعل الكلاب تكون مكوّنا أساسيا من مكونات الأسرة.
عضوية أسرية، تتطلب بالمقابل التزامات يتعين على الأسرة القيام بها، حتى يكون مقام الكلب بينها مقاما طيبا وسليما بعيدا عن كل الحوادث والأحداث المؤسفة، من خلال تربية سليمة وعناية صحية وتغذية متوازنة، مع الحرص على تفاصيل أخرى مرتبطة بمكان المبيت وفضاء العيش، والنظافة، واللعب، والحق في النزهة والتجوال، لأنه لا يمكن بأي شكل القبول بحبسه في قفص أو تركه في منزل مغلق عليه بين الجدران.
إن الهاجس الصحي هو أول عامل يجب الاهتمام به ومنحه الأولوية الشاملة حين “تبنّي” كلب واحتضانه وتربيته، ضمانا لحقه في الحياة وفي التوفر على صحة جيدة، علما بأن الحفاظ على صحة الكلب تعني بالمقابل وبشكل تلقائي الحفاظ على صحة الأسرة ككل التي “تبنته”، وهو ما يدعو إلى تلقيحه وتوفير الأدوية الضرورية له لحمايته من الأمراض المعدية التي قد تكون فتاكة وبالتالي حماية الأسرة من الطفيليات أو الأمراض الخطيرة المختلفة كمرض السعار نموذجا.
وتتعدد الأمراض التي قد تصيب الكلاب والتي يمكن أن تطالها لسبب من الأسباب، خاصة في مراحلها العمرية الأولى، وهو ما يفرض ضرورة معرفة المصدر العائلي للجرو وألا تكون هويّته مجهولة، وأن تكون الكلبة الأمّ ملقّحة، لأنها إذا كانت كذلك فإنها تحصل في هاته الحالة على المناعة المطلوبة، وهو ما يجعلها قادرة على منح “ المضادات الحيوية “ لجرائها من خلال الحليب الذي تُرضعه لهم. ويعتبر مرض الكوليرا أخطر الأمراض التي تتهدد الجرو والذي تتوزع أعراضه ما بين إسهال مصحوب بدم، تقيؤ، ارتفاع درجات الحرارة وتقلص وتدني مستويات المناعة، التي يجب الانتباه إليها بشدة، إذ يمكن للجرو المصاب أن يفارق في هاته الحالة الحياة في ظرف لا يتجاوز ثلاثة أيام، وعليه فإن أول لقاح يوصى به ويمكن للجرو الحصول عليه خلال الأسابيع الثلاثة الأولى بعد ولادته هو اللقاح ضد هذا المرض، الذي يكون مصحوبا بمضاد للطفيليات الداخلية، وذلك حتى يقوم بمهمته على أكمل وجه ويحقق النجاعة التلقيحية المرغوب فيها وبالتالي يتجاوب الجرو مع التلقيح الذي حصل عليه.


الكاتب : إعداد: وحيد مبارك

  

بتاريخ : 23/03/2023