مع الدكتور بدر طنشري الوزاني: كل ما تجب معرفته عن تربية الحيوانات الأليفة 3- الكلاب والتغذية

الكلاب، القطط، الخيول وغيرها من الحيوانات، علاقتها بالإنسان ليست وليدة اليوم، تتعدّد دوافع وغايات والارتباط بها، إما بغاية الحراسة أو الخدمة أو الألفة والمؤانسة ومواجهة الوحدة أو غيرها من الأهداف، التي وإن اختلفت المقاصد من وراءها إلا أنها تؤكد على أن الرابطة بين البشر وبعض هذه الحيوانات تكون أكثر متانة وقوة وأشدّ وفاء.
وإذا كانت الرغبة في الحصول على أحد هذه الحيوانات وترتبيها قوية بالنسبة للبعض، فإن الاعتناء بها وتوفير كل الشروط لها يجب أن يكون أقوى، فهذا الأمر يعتبر شرطا أساسيا، للحفاظ على حقوقها، وحماية صحتها وصون سلامتها وعدم تعريضها للخطر، وهو ما يتطلب الإلمام بالعديد من “التفاصيل الحياتية” منذ الولادة، كما هو الحال بالنسبة للتلقيح، التعامل مع الأمراض، التغذية، العلاقة بالمحيط، النظافة، التزاوج وغيرها من المعطيات لتفادي الإضرار بها وفقدانها في لحظة من اللحظات بسبب تقصير أو سوء تقدير.
“الاتحاد الاشتراكي” ومن أجل الاطلاع أكثر على كيفية التعامل مع “ الحيوانات الأليفة “، اختارت أن تخصص للقراء سلسلة من الحلقات لأجل تقريب كل المعلومات المتعلقة بتربية عدد منها، مستضيفة في هذا الإطار الدكتور بدر طنشري الوزاني، الطبيب البيطري، ورئيس المجلس الوطني للهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، للوقوف عند التفاصيل المختلفة من أجل تربية سليمة للكلاب والقطط وغيرها من الحيوانات الأخرى …

 

إن الطبيب البيطري، وفضلا عن التدخلات التي يمكنه القيام بها لفائدة صحة الكلب، سواء على مستوى التلقيح أو العلاج من الأمراض، فإنه يقوم بقياس وزنه لتتبع نموّه ويمنحه برنامجا للتغذية، لأن الأكل مهم للاستمرار في الحياة ولتطور الكلب جسديا وصحيا، وهو ما يتعين معه الحرص على توفر مجموعة من الشروط من أجل تغذية سليمة خالية من كل ما قد يضر بصحة وسلامة الكلب ويعرضه لمشاكل مفتوحة على احتمالات متعددة.
ويوصي الطبيب البيطري في هذا الإطار بضرورة اقتناء وجبات الأكل المختلفة المعروضة للبيع التي تكون متوازنة والتي يحضر فيها البروتينات والفيتامينات والدهنيات، وذلك وفقا لصنف الكلب إن كان من النوع الذي يكون وزنه صغيرا أو كبيرا، وكذا بالنظر للغاية التي يتم تسخيره لها، إن كان الأمر يتعلق بكلب للصيد أو الحراسة أو غير ذلك. إن هذه الوجبات الخاصة التي يوصي بها الطبيب من شأنها أن تساعد الكلب على النمو وتزيد من قوته وصلابته، وهنا تجب الإشارة إلى ملاحظة أساسية والتي تتمثل في أنه بعد مرحلة الفطام عقب فترة الرضاعة، يجب منح الكلب وجبتين للأكل متوازنتين، وتفادي تقديم بقايا الطعام له لأنها لا تكون متوازنة وتحضر فيها السكريات والحلويات المضرّة بالكلاب.
إن الممارسة اليومية للأطباء البياطرة تبين على أن بعض الأشخاص يفضّلون تقديم بقايا الطعام لكلابهم، أو إعداد وجبات خاصة بأيديهم، وهو ما يستدعي التنبيه بشدة لأن عددا منها قد يكون ضارا، بسبب كميات الدهون الكثيرة التي قد تكون متوفرة فيها، أو يمكن أن يشكّل مصدرا للإيذاء كما هو الشأن بالنسبة لعظام الدجاج التي تكون دقيقة جدا وحادة فتتسبب في جروح وتقرحات على مستوى الفم والأسنان والعنق وحتى الجهاز الهضمي وغيره شانها في ذلك شأن أشواك السمك.
وختاما، يجب التأكيد على أن تقديم الأكل مرتبط كذلك بعملية تلقينية يجب تربية الكلب عليها، والمتمثلة في تعويده على توقيت الأكل وعلى قضاء حاجياته خارجا وليس داخل المنزل، حفاظا على نظافة البيت وتفاديا لكل إزعاج أو ضرر تختلف تبعاته قد يترتب عن ذلك. ويتعين على الشخص الذي يقوم بتربية الكلب تمكينه من الخروج 3 إلى 4 مرات في البداية، وأن يمنحه الأكل قبل ذلك، ومع مرور الوقت وتقدم الكلب في السن يتم الانتقال إلى وجبة واحدة التي تقدّم زمنيا حسب المهمة المحددة للكلب، كالحراسة مثلا، إذ في هاته الحالة يجب تقديم الأكل له في آخر النهار كي ينام ويرتاح لكي يكون قادرا على القيام بمهمته ليلا على أكمل وجه.


الكاتب : إعداد: وحيد مبارك

  

بتاريخ : 25/03/2023