«مع العشران» كليب جديد للرابور «الثائر» ديزي دروس، التي تحمل رسائل لا منتهية

 

«لرابور مغربي والكلمات من قلب الشارع الكازاوي والإيقاع غربي والكليب عالمي»
«يا له من أداء مذهل، رفعتم من مستوى التحدي في مجال موسيقى الراب بالمغرب بهذا العمل الفني. لم أكن أعرفك من قبل لكنني مندهش من جودة عملك! رابور بكل معنى الكلمة..»
«برافو و يعطيك الف صحة و تحياتي من تونس»
«نحب نقول للمخرج راك طيرت النيفو للسماء و صعبتها على غيرك»..
هذا غيض من فيض من مجموع التعليقات التي استقبلت الأغنية الجديدة للشاب عمر سهيلي، المعروف بلقب ديزي دروس والتي تحمل عنوان «مع العشران» ، والتي وصلت نسبة مشاهدتها و منذ طرحها يوم 14 فبراير الماضي على القناة الرسمية «اليوتوب» للفنان ديزي دروس، ، مايفوق
11 407 355
الكلمات كما التلحين هما من طرف الفنان الرابور ديزي دروس، أما كليب الأغنية فتم تصويره بتعاون بين ديزي دروس والمخرج ولد الدرب. وقد لقيت تتبعا كبيرا في جل المواقع الإجتماعية من طرف رواد الشبكة العنكبوتية. والأمر ممكن تفسيره:
فالعمل الفني أثار الإنتباه من ناحية جودة الكليب أولا وجودة الموسيقى، فضلا عن كلماته، بل هناك من ذهب ابعد، لا من طرف زوار الأنترنيت ولا بعض الصحفيين، واعتبر أن خلاصة تركيبة العمل الفني كلها، تحمل عدة إيحاءات
Clins d’oeuils
لقضايا اجتماعية وسياسية لامست مشاعر المغاربة بقوة في السنوات الأخيرة وتتضمن واقعا لايزال يعيشه المغاربة شبابا وغير شباب ، كما «كلاشات» ،( بلغة صناع هذا اللون الموسيقي)، للعديد من المسؤولين و الفنانين و المؤثرين .
و يقول مطلع الأغنية:
كابرين وسط لغابة/ الدرب أو لحجر/ سطافيت كتقتانص/ أو لوليد راجع من لفجر/ هنا ما كاينش لوف/ لقلب قاصح بحال لحجر/..
و تليها:
المغرب ديالنا أحسن بلاد / أو طلعتوه لينا في ا***/ دربنا معاكم جهنم / ربي غيغفر لينا ب الصبر/ كيفاش باغي تربي مغاربة انت ما كتعرف حتى كيفاش تهضر / انت زرق بحال كتلعب في النصر/ كتهرنط وبلا ما كتصنط/ كتهضر بحالا كتصنع في النفط/ او أنت أصلا معانا كاعما مصنف…إلى أخر الكلمات
و صحيح أن الرابور ديزي دروس لم يخرج عن إطار طريقة إلقاء هذا الصنف الموسيقي الذي هو الراب، منذ نشأته بالولايات المتحدة الأمريكية وانتشاره بين شباب العالم، كتعبير عن أحاسيسهم ، ومع ذلك لقي إقبالا كبيرا بين محبي مختلف الألوان الموسيقية.
فالأغنية خلقت بالفعل الحدث، وليس فقط بالتقنية التي استعملت في كليبها، وجودة هذا الأخير، بل أيضا بجودة التمثيل التي فاجأ بها ديزي دروس جمهوره، و تلك اللقطات من هذا «الفيلم القصير»، التي تحيل لعدة مشاهد سبق ورءاها المشاهد إما في النشرات الإخبارية أو في الدرب . علاوة على ذلك فالكلمات معبرة، ب»لغة» أهل الراب أي استيعاب الاشياء والصراخ به بتقنية إبداعية (إذا صح التعبير) ، ومحاولة تغيير ما قد بدا فات حدود الإحتمال . هو»كاريكاتور» كلامي و موسيقي، هذا هو مجمل هذا العمل الفني والذي عكسه فريق عمل مهني جيد عرف كيف يحدد معالم الأخطاء والعيوب التي ترغب رسالة الأغنية أن توصلها. هي»غمزات وهمسات» إلى من يهمهم الأمر.
و للإشارة ف»ديزي دروس فنان راب و منتج مغربي و مؤلف أغاني. و «دروس « تعني «كلام أو قوافي الشارع»، كما يعرف ايضا بإسم كازافونيا. ولد بحي بن لمدون بالدارالبيضاء في ال19 يوليو من سنة 1989.
اشتهر ديزي دروس بعد أولى إصداراته الفنية التي كانت سنة 2011 تحت عنوان.: كازافونيا»، حيث تم تداولها في عدة محطات إذاعية مغربية مثل: راديو مارس وهيت راديو وكاب راديو، مما زاد من انتشاره خاصة بين صفوف الشباب .
شارك في عدة مهرجانات محلية وغنى في المهرجان الموسيقي لبولفار سنة 2013. تشارك ديزي دروس المنصة مع مغنيي الراب الكولومبيين «سي 15» و فريق الراب النغربي «اش كاين»… يذكر أن ديزي دروس قام بافتتاح بطولة كأس العالم للأندية التي تم تنظيمها مؤخرا في مدينة طنجة، حيث قدّم لوحة فنية موسيقية تضمنت أغنية «ديرو النية» وهي النسخة المغربية لأغنية أرحبو الرسمية والخاصة بمونديال قطر، بالإضافة إلى أغنيته الخاصة «مول لبالون». تمت دعوته مع لا فوين إلى مهرجان موازين ومهرجان الدار البيضاء سنة 2018..
معروف على ديزي دروس تطرقه لمواضيع سياسية و قوية ممكن أن نقول عنها طابوهات» ، في المغرب، إذ مثلا تعتبر أغنية المتنبي إحدى أعماله الفنية التي امتازت فنيا بقوة العبارة والأداء الموسيقي وجاءت ك «كلاش على الرابور المغربي «دون بيغ» في عدة مواضيع ، منها قضية الريع السياسي الذي يستفيد منه، «على حد قوله» ، إلا أن رده كان قويا أيضا في ما يخص قضية دعمه للعفوعن مجرم مغتصب الأطفال ، التي عرفت في العرف الإعلامي ب»فضيحة دانيال مغتصب الأطفال» وكانت إحدى أغانيه سببا في اعتقاله هو أيضا..
عمل «ديزي دروس «مع العشران» عرفت اهتماما برسائله سواء منها البصرية التي تعتمد على تقنيات فن الصورة، أو الكلامية، وجعلت مشاهديها وجمهوره الذين يعرفون سوابقه، يظنونه مجرد «تيزر» (بلغة الإشهار)، وكثيرون منهم يترقب الجزء الثاني من الأغنية التي ستأتي بمعاني ورسائل أخرى ..


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 01/03/2023