تعيش مخيمات تندوف في حالة فوضى، مع انتشار فيروس كورونا وما رافقه من انعدام المواد الغذائية جراء الحصار الذي تمارسه الجزائر على المحتجزين الصحراويين.
وفي هذا الإطار ذكر منتدى فورساتين لدعم الحكم الذاتي، استنادا إلى أنباء من الداخل، أن مخيمات تندوف تشهد منذ يوم السبت احتشاد المئات من الساكنة في محاولات فاشلة لاقتناء مواد غذائية وطبية حيوية.
وأضافت ذات المصادر أن عددا من الشبان حاولوا أن ينوبوا عن العائلات باختراق الجدار الرملي المحيط بتندوف بحثا عن وسيلة لتأمين الحاجيات، مما أدى إلى حدوث مواجهات بين قوات الجيش الجزائري والصحراويين، أسفرت أيضا عن انقلاب سيارة بمنطقة الربط بعد مطاردتها من طرف قوات عسكرية.
وألقت القوات الجزائرية القبض على بعض الصحراويين واقتادتهم بعد تعريضهم للضرب دون تسليمهم لجبهة البوليساريو الانفصالية.
وحسب فورساتين فإن حالة هستيرية أصابت الساكنة بالمخيمات بسبب الذعر والخوف الناتج عن غلق الممرات المؤدية من وإلى المخيمات، وغلاء السلع وندرتها بسبب المضاربات، وهوما أثر سلبا على الحياة المعيشية للساكنة.
ومما زاد الطين بلة، إغلاق مدينة تندوف في وجه الصحراويين المحتجزين بالمخيمات، وهي التي كانت المزود الأبرز للساكنة من المؤونة ووقود السيارات، ليجد السكان أنفسهم محاصرين من جميع الجهات، دون أن تكلف الجزائر نفسها عناء الاهتمام بهم أو الالتفات إلى حاجياتهم، تاركة إياهم للمجهول، مما خلق أجواء من التوتر في المخيمات.
نقطة الحدود الجزائرية الموريتانية لم تسلم هي الأخرى من الضغط، تضيف نفس المصادر، حيث تتواجد أزيد من 100 عائلة إضافة الى عشرات الوافدين من البلدان الأوروبية منعتهم الاجراءات من الدخول للمخيمات في ظروف صعبة، منذ أيام، بدون أكل ولا شرب ولامأوى، فيما قام البعض بمحاولات يائسة لإيصال الأطعمة إليهم.
ورغم النداءات والوضع الحرج بالمخيمات، تواصل الجزائر سياسة الآذان الصماء، حيث أنه منذ انتشار الفيروس لم تقم بأية محاولة لتحصين سكان المخيمات عبر الإجراءات المتعارف عليها من قبيل الحجر الصحي وتأمين حاجيات السكان من أكل وشرب وأدوية وغيرها من الحاجيات الضرورية، بل إنها في البداية تركت الحبل على الغارب وسمحت بدخول المخيمات ومغادرتها دون إجراءات احترازية قبل أن تفرض حصارا مؤلما على الساكنة.