مع تسجيل أعلى حضور للأنفلونزا .. وثيقة وبائية تؤكد دخول المغرب مرحلة الوباء الموسمي هاته السنة قبل 4 أسابيع مقارنة بالموسم الفارط

كشفت وثيقة علمية تتوفر «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منها، تتعلق بمراقبة الحالة الوبائية في ارتباط بحالات الأنفلونزا الموسمية والالتهابات التنفسية الحادة، والتي تحدّد بعضا من ملامح هذه الوضعية إلى غاية 15 دجنبر، أنه خلال الفترة ما بين فاتح ومتمّ شهر أكتوبر تم تسجيل نسبة 3.5 في المئة من الإصابة بفيروس كوفيد 19 في صفوف الأشخاص الذين تم تشخيص وضعيتهم وإجراء الاختبارات المتعلقة بالكشف عن طبيعة المرض عليهم في عدد من المؤسسات الصحية.
وأبرزت الوثيقة التي هي عبارة عن تجميع للمعطيات الوبائية في الشقّ المتعلق بالمراقبة ما بين الأسبوع 45 و 48 أن نسبة المصابين بهذا الفيروس انتقلت إلى 4.6 في المئة خلال الفترة ما بين 3 و 29 من شهر نونبر الفارط، وهو ما يعني ارتفاع الرقم من مجموع الحالات من 20 إلى 27 في المئة.
وبخصوص فيروس «رينوفيريس» فقد تراجعت نسبة الإصابة به خلال شهر نونبر مقارنة بشهر أكتوبر وذلك من 10 إلى 8 في المئة، في حين أن حالات الإصابة بالأنفلونزا الموسمية وتحديدا بالنوعين ألف وباء فقد تم تسجيل 12 في المئة من مجموع الإصابات، علما بأنه خلال شهر أكتوبر كانت الوضعية الوبائية مستقرة، إلى جانب تسجيل تراجع في نسبة الإصابة بفيروسات أخرى وذلك من 6 على 2 في المئة خلال الشهر الفارط.
وأوضحت الوثيقة العلمية التي تتضمن عددا من المعطيات والمحاور في خلاصتها بأن تجاوز العتبة الوبائية ابتداء من الأسبوع 45 يؤكد الدخول المبكر في مرحلة الوباء الموسمي لالتهابات الجهاز التنفسي الحادة، الذي حدث قبل حوالي أربعة أسابيع مقارنة بالمواسم السابقة، مع تسجيل أعلى حضور لنشاط الأنفلونزا خلال هذا الموسم. وخلص التقرير كذلك إلى أن النسبة مهمة من البالغين، وتحديدا المصنّفين في خانة الشباب ومتوسطي الأعمار الذين خضعوا للفحص بسبب متلازمة الأنفلونزا، تعكس وجود انتقال مجتمعي نشط يعود أساسا إلى النمط الفرعي أ «إتش3 إن2» من فيروس الأنفلونزا الذي لم يتم التعرف على وجوده إلا في العينات المأخوذة.
وكشفت المعطيات الوبائية المذكور أن الفئات الأكثر تضررا بالأشكال التي تستدعي الاستشفاء، ويتعلق الأمر بكل من الفيروس أ «إتش3 إن2» و أ «إتش 1 إن 1» هي فئة الأطفال ما دون سنّ الخامسة والأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاما، الذين يبقون من الفئات الهشة صحيا، الذين يحتاجون للوقاية لتفادي كل مضاعفات وخيمة، مبرزة بان هذه الخلاصات هي تتوافق مع معطيات النظام العالمي لرصد الأنفلونزا التابع لمنظمة الصحة العالمية التي تشير إلى ارتفاع مستمر في نشاط الأنفلونزا مع حضور أكبر لفيروس أ «إتش3 إن2»، إذ تجاوزت نسبة الإيجابية 15% خلال الأسبوع 48، في حين أن فيروس «سارس كوف 2» فقد ظل انتشاره في مستويات منخفضة خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة، دون تسجيل زيادة في حالات الاستشفاء المرتبطة به، أخذا بعين الاعتبار أن منظمة الصحة العالمية قد أبزرت في نشرتها المؤرخة في 10 دجنبر 2025، بأن نسبة الإيجابية هي أقل من 5%، رغم تسجيل ارتفاعات موضعية أبلغت عنها بعض الدول.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 19/12/2025