«مغاربة» عبد الكريم جويطي بلا أقنعة

 

نص روائي، هو أقرب إلى شهادة مثقف، مدرج بالمعاناة ، ومسنود بكتابات المؤرخين وشهاداتهم التي تريد أن تقول، وبلا أقنعة ، هؤلاء هم المغاربة الذين تكرهون استرجاعهم ، وترفضون مواجهتهم كما هم، وكما أوردتهم تدوينات المؤرخين وكنانيشهم. من هم المغاربة ؟ ، هذا هو السؤال البسيط والمركب في آن الذي يدعونا الكاتب عبد الكريم جويطي لإعادة طرحه هنا (1)، ولا يتردد في إمدادنا بأجوبة عنه، متوسلا بالتاريخ وبما يكره الكثيرون منا الاطلاع عليه ن مآسينا الضاجة والمدونة، لأننا ببساطة ، نكره الظهور في العراء بلا واقيات ولا أقنعة.
إن المغاربة ،لا يعرفون المغاربة. ببساطة، لأن التاريخ الذي جرى لا يقرأ، وما يروج منه ويتداول، حكمته الأهواء، ورسمته العائلات الكبيرة أو التي تسمى كذلك، يقول الراوي محمد (الأعمى) في رده على الباشا هامسا : (لم لايقرأ حضرته التاريخ على هواه ؟ وقد صار الخونة في البلد الغريب يوزعون بطائق المقاومة … وطلب الجلادون أن تعوضهم هيئة الإنصاف والمصالحة …)(ص280) ؛ حين نقرأ التاريخ مقلوبا ونصر على ذلك، لا تأتي النتيجة في النهاية إلا مقلوبة أيضا.أزعم أن هذه، هي إحدى الخلاصات النظرية التي نستفيدها بعد الانتهاء من قراءة هذا المتن الروائي الذي اختار روائيا، على الأقل، أن يحكي عن فترة تاريخية معينة ودقيقة من تاريخ المغرب، الفترة التي سيبدو، مع التقدم في الحكي أنها لا تريد أن تنتهي؛ الأمر يتعلق بزمن الاستعمار الفرنسي من بداية الحماية وما تلاها من صراعات على السلطة ؛ بين المولى عبد العزيز والمولى عبد الحفيظ ، وبين الباشوات والقواد (ص81) إلى نهاية الخمسينيات وما تلاها من أحداث (ص103،104) . يتجه الراوي إلى تقديم صورته عن المغاربة أو صورة المغاربة كما هم في الكثير مراجعهم التاريخية ، من خلال جملة من الحكايات والأمثلة ، التي يمكن عرضها مدرسيا كما يلي :
_ حكايات عاطفة أو عبر نصية:
1- حكاية موت الجد ،ليس بسبب سقوطه عن الحمارة، بل لأن الدولة أخذت منه أرضه عنوة : (لم يمت جدي لأنه سقط على رأسه من فوق الحمارة … بل مات لأنه عجز هو البستاني العتيق عن ابتكار مهمة لنفسه ، منذ أن لم تجد الدولة في الخلاء الفسيح المحيط بالمدينة غير حقله لتقيم مكانه تجزئة سكنية . رمته بتعويض تافه أكل معظمه المحامي .. ) (ص28) .
2- حكاية العسكري الذي عاد من حرب الصحراء بعاهة في رجله ، ما جعله يرفض هذه الحرب ويصفها بالتافهة التي لم تنتج شيئا :(ماذا أنتجت هذه الحرب الطويلة من أفكار جديدة في البلد ؟ لا شيء ..) (ص56) ، حرب يخوضها الصغار ويغنمها الكبار(ص60) ، (حرب متثائبة بلا أفكار ولا أحلام، حرب خلقتها أحقاد الجوار وجراح التاريخ والرغبة في تصفية حسابات متراكمة .. ) (ص61) ؛ ويبقى المثال الذي آلم العسكري كثيرا، ولم يستطع نسيانه هو مصابه في صديقه (البوكمازي)، الجندي الذي أراد مقاومة الصحراء بإقامة حديقة، فإذا به يموت فجأة، إثر غارة غادرة. يقول عنه العسكري: (.. قال لي ذات ليلة بأن هذا الخلاء المحيط بنا يذهله ويعذبه، هو القادم من جنة آيت بوكماز … بدأ من ذلك اليوم محنة تدبير الماء لحديقته.. )(ص42)، (.. وفي مطلع النهار رأيناه هناك قرب الستار الترابي بلا ملامح تقريبا. كان غارقا في بركة من دم ويحدق في المدى بعينين رماديتين فارغتين . لم تحزن كتيبتنا على أحد مثلما حزنت عليه ..) (ص43) ؛ سيبدو لاحقا أن هذا الجندي (البوكمازي) القتيل، هو الأب المفترض ل (صفية) . حبيبة الراوي محمد ، وزوجته التي ستضيع منه لاحقا، بطريقة بدت مأساوية (ص323، 324).

الحكايات الرئيسة
أو الحكايات البؤرة:

1- الأعمى حين يخذله الحب: يبدو سارد هذا النص الروائي، منشغلا بتتبع التداعيات النفسية لتيمة الحب، حين تتحول إلى انشغال يحكيه إنسان أعمى ، يقول محمد (الأعمى): (أنا مثل كل الرجال في حاجة إلى امرأة في حياتي..ولم أكن ألتذ بالصوت فقط ، بل بخيالات جسد صاحبته أيضا… )(ص201)، ولكن، ماذا بعد ما سمع صوتها، صوتها فقط ، هل يمكنه أن يطلب لقاءها، هل يتجاسر وهو الأعمى. يقول عنها : (كيف ستتصرف حين تعرف أن من قصده شريف أعمى متجاسر وغبي؟ ستصرخ حتما ) (ص223) ..أسئلة بطابع وجودي يطرحها الراوي حول ما يعنيه العمى بالنسبة للعميان، الشيء الذي لا يدرك معناه إلا هم، (العمى هو أن يتنكر لك العالم فجأة، وتصير كل خطوة مغامرة ، وكل يد ممدودة منك سباحة في المجهول..)(ص155) ، فحياة العميان لا يمكن التعبير عنها باللغة. يقول : (فكرة العمى ليست هي العمى تماما، مثلما أن ماعشته ليس إطلاقا ما أحكيه هنا ، وكل نصيبي من اللغة يقف مبهوتا إزاء لحظة واحدة بكثافة أبدية عشتها حين أفقت ووجتني أعمى..) (ص160) ، فكيف إذا تجاسرهذا الأعمى ، بهذا المعنى، وانخرط في تجربة هي الحب وخفق قلبه وهو يستمع لمن تغني في السطوح، وتبث العالم شجونها و(تاماوايتها)، يقول : (سمعت وأنا ألاحق الحروف، حرفا حرفا، والكلمات، كلمة كلمة ، (تاماوايت) حزينا، ذلك الإنشاد الأمازيغي الذي يتنازل فيه الجبل الغامض المهيب عن كبريائه ويسكن كلمات حزينة تفتت الحصى والمرارات والغصص وتذروها في الريح ..) (ص198) ، ثم كيف إذا تجاسر أكثر، وتقدم لخطبة فتاته، وحظي طلبه بالقبول (ص314) ؛ ثم فجأة، وهو يستعد لإتمام الفرحة، وفي مشهد سريالي، تسرق منه فتاته، ومن طرف أعمى آخر، صحبه في رحلته الطويلة لطلب يدها، ووثق به ، (ص322،323،324) ، ما عساه يفعل الآن ؟ لم يجد من حيلة عدا المرابطة بباب دار من غدر به حتى النهاية ، نهايته هو، أو نهايتهما معا : (.. وسيعرف هو بأنني قررت أن أرابط أمام داره حتى ينهار أحدنا ..)(ص353) ، ثم يتساءل في نهاية الرواية، بمعنى الفجيعة ، والعتاب المرير لمن منحها كل حبه، وبطريقته التي تحتفل بالصراخ طريقا للاحتجاج : (لماذا تبقى صامتة هكذا، لماذا لا تصرخ محتجة… لماذا لا تصدح بتماوايتها الحزين فتنير لي، أنا الأعمى، لأرى النار التي تضطرم في قلبها ؟ …) (ص399) .
2_ حكاية الجماجم :فجأة ، يعثر حفارون على جماجم تتكاثر كلما استمروا في الحفر (ص139)، وكعادتها تأتي السلطات بخيمة لإخفائها، يقول الراوي :(وكما تفعل السلطات دوما مع شيء مزعج لا تجد له حلا آنيا، فقد أتت بخيمة مخزنية كبيرة ، وبدأت تخفي فيها الجماجم ..) (ص141) ، حتى تأتي لجنة من الرباط للنظر في شأنها (ص142) ؛يقول العسكري لأخيه الأعمى، في لحظة تأمل بالحمام الشعبي : (الجماجم تزعج لأنها أثر، والمجرمون الكبار يكرهون ترك آثار …)(ص152) ، وحين عادا إلى البيت معا، بعد أن زارا مكان الجماجم، بدا للعسكري أن يطرح سؤالا أخلاقيا وصفه بالكبير: ( هناك سؤال أخلاقي كبير يجب أن يطرحه هذا الشعب على نفسه، الدولة ازدردت كل جرائمها بجرعة ماء الإنصاف والمصالحة …هل صارح هذا الشعب نفسه واعترف بجبنه وصغاره حين كان الناس يساقون في الليل إلى المسالخ كالدواب، وحين كانت الأبواب تكسر والناس يختفون والأسر تشرد لأنهم يقرؤون جريدة… )(ص195) ، ثم تساءل عن غياب من كانوا وراء تلك المآسي، ولماذا لم يتم إحضارهم إلى جانب الضحايا (ص196) ، في إشارة إلى أحداث (مولاي بوعزة)وما خلفته من ندوب، وآثار يصعب أن تندمل ، منها هذا الصرع الذي ينتاب هذا الخبير، الذي أوتي به للنظر في أمر هذه الجماجم (ص192إلى194) ؛والتي قد تكون جمجمة أبيه من بينها.
3- في ضيافة الباشا : في مفارقة بدت عبثية، يحكي الراوي(محمد) كيف اختير ليكون من جلساء الباشا، وما يعنيه ذلك من التواجد في دوائر السلطة لفتى أعمى لا يدرك العالم إلا همسا، ولا يتلقاه إلا أصواتا ؛يستقبله (الحاج فرح) ليخبره بما يقتضيه مقام الحضور مع الباشا من فروض وشروط : (ينبغي الإلتزام بها حرفيا وهي كالآتي : حين يدخل عليك أن تقف .. لا تبادره بالسلام ، لا تبادر للكلام في حضرته ، الباشا يخاطب بالجمع …) (ص233) ، يقول معلقا : ( كأني في مكان قصي من العالم ) (ص234)، ويصف دوره بتوصيف الكومبارس، يقول :(أنا عاشور الصغير، كومبارس عاشور به الكبير، لا يمكن أن يكون هناك صغار إلا في وجود كبار..) (ص235) ؛كومبارس في مشهد سيتبين بعد حين، أن الأمر فيه لا يعدو أن يكون مجرد مزحة ، من مزح السلطة ، إذ لا وجود لشخص اسمه الباشا، إلا في مخيلة هؤلاء الذين يتم التلاعب بهم (ص390) والذين قبلوا طبعا بهذا التلاعب، يقول الراوي محمد مخاطبا صديقه : (نحن ضحايا أنفسنا، ألم يعرض علينا وبكل وضوح الدخول في مسرحية وأداء دور معين وقبلنا بذلك .. لقد تلاعب الحاج فرح بعاشور الصغير، أما أنا محمد الغافقي فلا أهتم للأمر)(ص393).

اختيارات شكلية أو المغاربة حين نريد كتابتهم باللغة :

1-التعبير بالكتابة الشذرية: يميل سارد هذا النص أحيانا كثيرة، إلى الاإحتفال بالكتابة الشذرية والتعبير بها، بما يساعد على تكثيف معان بعينها (ص21إلى25) ؛ في جواب عن سؤال لمحمد (الأعمى) ، لماذا لا تكتب كتابا (ص143)، يجيب العسكري :(.. روحي قلقة ، متقلبة، وملولة تجد نفسها في الكتابة الشذرية لأنها احتفاء بالمتقطع والعابر…ثم بالكتابة الشذرية أحفظ لنفسي الحق في أن أكون متناقضا، وأن أحطم الأنساق التي نسجن أنفسنا بداخلها … إنها كتابة ما بعد الكارثة حين ينهار كل شيء بداخلك ويتمزق، ويفقد معناه..) (ص144)؛ واضح أن سارد هذا النص، يحتفل بالكتابة الشذرية، ويبدو راغبا في تفجير اللغة، حتى تقول ما يريد لها أن تقوله، وتحويلها إلى ما يشبه الهذيان أو لغة المجانين التي تقول ما لا يقال في العادة.
2- الكتابة بالهذيان : هذيانات مغربية ، هكذا يسميها السارد، أو سارد ما، ويعبر من خلالها، عن المغاربة، كما يحكي عنهم، وكما هم في ما اختاره من شهادات المؤرخين ، (قال من أي البلاد خرجت، وعن أيها درجت ؟ فقلت له من المغرب الأقصى والأمد الذي لا يحصى ..) ، نقلا عن منامات الوهراني (ص121) ؛وهكذا يحكي عن المغاربة ؛ ينتقد خيالهم: (شعب بلا خيال لم يحلم بمجتمع آخر إلا من خلال متنبئين فاشلين … أينما وليت وجهك ترى الشعب وزع كل آلامه على القبور.. ) (ص122) ؛ ينتقد استقلالهم المنقوص: (أخذ الإستعمار مفاتيح البلد من المخزن في مستهل الحماية، وأعادها له يدا بيد حين قرر أن يتوارى خلف ستارة شفافة سميت استقلالا ..) (ص128)؛ ينتقد الهجرات العربية التي بعثت إلى المغرب الرعاة والمحاربين (ص129) ؛ ينتقد وضع الصحافة عندهم:(ماذا تفعل صحافة نبتت كالفطر في بلد حياته السياسية ميتة، ودورته الاقتصادية مشلولة وأنشطته الثقافية والفنية متثائبة، بلد لن يهبك ما تملأ به بالكاد صفحة واحدة في الصباح..) (ص130) ؛ وينتقد علاقتهم المتشظية باللغة :(اللغة هي الريح المنذرة بالعاصفة القادمة. بلد برمته صار يخون اللغة ويحولها إلى شعارات فارغة ، إلى عته معمم، كلما لكنا كلمة قتلناها.. ) (ص130) ، (.. شعب بلا كلام مأثور، بلا جمل ملهمة ، تنير له الطريق، بلا هؤلاء الرجال العظام الذين يكثفون مخاطر مرحلة في جملة، ويدلون على أفق بكلمة … متى نقاتل من أجل كلمة …) (ص131) ؛ كما ينتقد ما آلت إليه مدنهم وبواديهم يقول : (في أغلب الأوقات، لم تكن مدننا مدنا ولا بوادينا بوادي، كانت المدن هشة ومعزولة ، ومنكفئة داخل أسوارها تنتظر الحصار والغارات … وكانت البوادي فقيرة تنتظر الغيم الماطر لتلقي على عجل شعيرا في أرض حزينة…)(ص133) ؛ ويحكي عما آلت إليه العملية الانتخابية : (ها أنت ترى فهم لم يعودوا في حاجة إلى اختطاف صناديق الإقتراع ، أو التأثير على الناس وتوجيههم للتصويت لجهة معينة، أو تركهم يصوتون على هواهم وبعد ذلك يخرجون النتيجة التي يريدونها. فقد عاثوا فسادا في الحياة السياسية، وبنوا أحزابا كثيرة وقيادات وزعماء يهشون عليهم ليصطفوا حيثما شاؤوا ..) (ص134،135) ؛ كما ينتقد ما سماه كذب التلفزيون (ص136) ؛ ويبدو منشغلا بانتقاد أساليب الاستيلاء على السلطة لدى المغاربة، وامتهان المرأة ، في نموذج (زينب النفزاوية )، التي كانت تنتقل من متغلب إلى آخر، (وهكذا لا يكتمل امتلاك الأرض إلا بامتلاك المرأة )(ص242) ؛ (السلطة أنانية جدا، وغيورة جدا وحقودة جدا، ولا تقتسم مع أحد . وكل عهد يريد في قرارة نفسه أن يبدأ التاريخ معه، وأن لا يرى الناس سواه … وحين تسقط أسرة ما، أسرة حاكمة، لا تطارد فقط ذكورها المؤهلين للحكم، بل وقبورها وأحجارها، وكل ما يمت بصلة ما لها ) ؛ ويعرض الراوي لشهادة من كتاب «الاستقصا» (ص243) . هي تدوينات تاريخية مثبتة ، يسميها هذيانات ، أي حقائق مكتوبة ومدونة، ولكن يصعب تقبلها .. جنود يجرون العربة بدل الجياد (ص244) ؛ قتل السجناء بإخصائهم من طرف السوقة (ص245) ، يقول السارد معلقا : (لا شيء يعلو فوق شهوة الحكم ، لا آصرة مما يجمع الناس بمقدورها أن تنتصر على هذه الشهوة التي تعمي وتأسر وتجنن…) (ص247)؛ ويعرض نماذج من كتاب (المعجب في تلخيص أخبار المغرب ) للمؤرخ عبد الواحد المراكشي (ص248) ؛السلطان إسماعيل يحذر شيخ زاوية من الإقتراب من السياسة، فالسياسة فضول (ص378) ؛ جزاء تمرد القبائل يكون هو القتل والسبي والحرق وحصاد وافر من المساجين والرؤوس التي تعلق للعبرة في أبواب وأسوار المدن (ص250) ؛ أما رد الشعب فسرعان ما يخبو، يقول السارد: (كثيرا ما خيل إلي والناس يستنكرون فعلا أو قرارا ما بأنهم سيحرصون على فرض إرادتهم …لكنهم سرعان ما يتعبون وينسون ويعودونلعدم اكتراثهم الخرافي..) (ص 251). يصعب أن نتعرف بالضبط على كاتب هذه الهذيانات، فهي في النهاية هذيانات تبثها الرواية عبر أكثر من صوت، وهذه من الاختيارات الأسلوبية الدالة التي أريد لها أن تنكتب هنا .
على سبيل الختم :
إن التردد في كتابة المغاربة، والتعرف عليهم، كما هم، قديما وحديثا، وعبر مصادرهم التاريخية والمعرفية، يعني التردد في القطيعة مع كل الأسباب والدواعي التي كانت وراء ما عايشوه وشهدوه من مآس وصور مؤسفة، على كل المستويات . خلاصة شقية ، ننتهي إليها بعد الإنتهاء من قراءة هذا المتن الروائي، الرائق والعميق .

_(1)_ المغاربة _رواية _عبد الكريم جويطي الطبعة 5_ المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء المغرب .


الكاتب : ابراهيم أقنسوس

  

بتاريخ : 18/01/2025