برزت في العقدين الأخيرين، أسماء عديدة لمغربيات اخترن الهجرة والإقامة في أمريكا وفي الولايات المتحدة. جيل جديد من النساء نجحن في الاندماج في أمريكا، بل وأكثر من ذلك نجحن وتفوقن في مهن مختلفة ونلن إعجاب المجتمع الأمريكي وتقديره واحترامه.
في مختلف المجالات، فرضن ذواتهن، منهن الباحثة الجامعية، الطبيبة، المدرسة، سيدة أعمال وربات بيوت. ناجحات ومتألقات في المجتمع الأمريكي تختلف بهن الدروب لكن حب الوطن والتعلق به يجمعهن.
في زمن انتشار وباء كورونا، وتهديده لحياة الملايين، خاصة في الولايات المتحدة، عاشت مغربيات أمريكا حكايات وتجارب يحكين تفاصيلها اليوم لجريدة “الاتحاد الاشتراكي”، علما أن الولايات المتحدة تتصدر دول العالم من حيث عدد حالات الإصابة، فقد كان يسجل فيها أزيد من 100 ألف حالة يوميا.كما تتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث أعداد الوفيات.
هنا.. الكلمة لهن:
الدكتورة خديجة حرمي الشرقاوي:
باحثة جامعية في البيولوجيا
كانت انطلاقتها من مدينة المحمدية للدراسة بفرنسا لتنتقل للإقامة بعد ذلك بالولايات المتحدة الأمريكية حيث تواصل بحوثاتها العلمية في علم الإحياء.
هي مستشارة وأستاذة عالمة البيولوجيا الجزيئية بجامعة ريتشرلاند بجامعة تكساس، دالاس باحثة في الميدان العلمي، وأستاذة علوم الأحياء ، لها مجموعة من المنشورات.
حصلت الدكتورة خديجة حرمي الشرقاوي على العديد من الجوائز والأوسمة خلال مسارها المهني:
– توجت بأحسن جائزة في علوم البيولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد حصولها على جائزة المحاضرات الممتازة سنة 2016 و2018.
– تم تكريمها أيضا بحصولها على ميدالية:
«John & Suanne Roueche» سنة 2016 من جامعة الابتكار من شيكاغو، وفي سنة 2019 بنيويورك.
– حاصلة على تقدير من المعهد الوطني للموظفين والتنظيمية تطوير (NISOD) للحصول على جائزة التميز NISOD من أوستن ، تكساس.
توجت موخرا كسفيرة لمهرجان الحكيات الدولية من طرف منظمة UNESCO ومكتب اللغات ووزاة التربية والثقافة ونظم تحت شعار تحت شعار “الكلمة للعالم في مواجهة جائحة كورونا”.
عن أزمة كورونا وما عايشته هناك في أمريكا، تقول الدكتورة خديجة حرمي الشرقاوي:
«شهدت الولايات المتحدة الأمريكية تصاعدا مقلقا في عدد الإصابات والوفيات بسبب انتشار وباء كورونا فيروس. وأعتقد أن السبب يعود بنسبة كبيرة لطغيان القرار السياسي على التوجه العلمي.فالحكومة الأمريكية لم تنتبه لتحذيرات العلماء والباحثين الذين أحاطوها علما أن ما حدث في الصين من انتشار فظيع لداء كورونا لن يتوقف عند حدود ذلك البلد وأكيد سيتعداها ليحل بباقي دول العالم،وعلى الحكومة اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للحد من تقدم الوباء إلى تراب وهواء أمريكا، للأسف اختارت الحكومة الأمريكية التوجه القاضي بالمحافظة على سيرورة الاقتصاد وما يترتب عنه من استمرار الحركية وعدم إغلاق الحدود، وحتى عندما شعرت بخطورة الأمر، فإنها لم تغلق الحدود ولم توقف حركة الطيران بشكل تام.
بعكس ذلك، وهذا أسعدنا جدا كمغاربة أمريكا، اتخذ المغرب تحت توجيهات ملكية سامية إجراءات صارمة وفي وقت جد مناسب وهذا ما يفسر أن نسبة الإصابات أو الوفيات في المغرب بسبب كورونا ليست بالمقلقة مقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية أو مع اسبانيا وإيطاليا. ومع ذلك، ننادي كباحثين وكعلماء من هنا من أرض أمريكا إخوتنا في المغرب بمزيد من الالتزام بتوجيهات الدولة المغربية ومصالح وزارة الصحة وعدم مغادرة المنازل لأنه لحدود اليوم السبيل الوحيد لمقاومة هذا الداء هو تجنبه عبر المكوث في البيت.
كرونا فيروس أو كوفيد 19 المستجد،هو مستجد لأن هناك فيروس من نفس العائلة سبقه في الظهور وهو SARS severe Acute Respiratory Syndrome، وكان قد انتشر ومس قرابة 26 بلد في العالم سنتي 2002 و2004، وأدى حينها إلى وفاة ثمانية آلاف شخص. وكوفيد 19 هو كائن مكروسكوبيك لا يشاهد بالعين المجردة ولا حتى بالمجهر العادي الموجودة في مختبراتنا العلمية بالجامعات.يتكون من جينيات ولايعيش على انفراد إذ يلزمه ولوج خلية أخرى تكون مثلا على شكل بكتيريا…
هنا في أمريكا خصوصا في واشنطن،منحت الحكومة اهتماما خاصا بالبحث العلمي وعلى هذا الأساس قام علماء الجامعات والباحثين بالتعرف على هذا الفيروس وأجروا أبحاثا مختبرية حول كوفيد 19. وهنا لابد من الإشارة إلى أن كل الدراسات العلمية لم تجد بعد وبشكل تام ما يمكن به وقف زحف هذا الداء ومواجهته بشكل نهائي.ليبقى وكما قلت من قبل أفضل وسيلة لتجنب هذا الداء هو المكوث بالبيت. هناك وسائل أخرى فعالة لمقاومة انتشار هذا المرض تم اكتشافها هنا في أمريكا أو في دول أخرى وبمجرد اكتشافها قمنا ككفاءات مغربية مقيمة في أمريكا بإبلاغ رئيس الحكومة المغربية وأشرنا عليه اتخاذ اللازم في الموضوع واعتماد الوسائل الجديدة مثلا المستعملة في الفحص السريع وهي مستلزمات فعالة وتعطي نتائج سريعة ودقيقة.
في زمن كورونا، أخذنا مجموعة من المبادرات هنا في الولايات المتحدة منها تقديم مساعدات للأسر المغربية والعربية والافريقية، والتواصل مع ممثلي هذه الجاليات لإرشادهم لسبل الوقاية من الداء ولمواجهته.
وكباحثين، أنجزنا هنا في أمريكا عدة دراسات وأبحاث و ساهمنا في تقديم إرشادات علمية للحكومة الأمريكية وقبلها للحكومة المغربية ولبلدنا الأم.
أدركنا وجعلنا الجميع يدرك أنه لا يجب الاستهانة بهذا الداء، ففي أمريكا لوحدها هناك خمسمائة ألف مصاب و ثمانية آلاف وفاة وعالميا هناك مليون وسبعمائة ألف مصاب و100 ألف وفاة تقريبا.
يوميا أفتح صفحتي على الفيسبوك وأتلقى استفسارات من إخوتي المغاربة وأعمل على الرد عليها خدمة لبلدي ولوطني
جبري فاطمة الزهراء
شرطية حصلت على المرتبة الأولى
في فوج التخرج من أكاديمية الشرطة
جبري فاطمة الزهراء، من مواليد 1974. ولدت بمدينة الرباط، وترعرعت فيها لغاية سن السادسة. ثم انتقلت عائلتي لمدينة مكناس وفيها ترعرعت ودرست وحصلت على شهادة الإجازة شعبة قانون خاص لغة فرنسية.
بعدها، هاجرت لإسبانيا. قطنت بها سبع سنوات اشتغلت ودرست اللغة الاسبانية وعندما أتيحت لي الفرصة، هاجرت مرة ثانية نحو الولايات المتحدة الأمريكية حيث كنت أسعى إلى تحقيق الحلم الأمريكي .
اشتغلت في العديد من المهن لغاية ما حصلت على الجنسية الأمريكية وتقدمت لمباراة الالتحاق بسلك الشرطة بولاية نيويورك فرع شرطة المدارس.
بعد اجتياز المباراة الشفوية وبعد الاجراءات الادارية، التحقت باكاديمية الشرطة في أواخر ماي 2019. ولمدة سبعة عشر أسبوعا من المثابرة والدراسة لاجتياز كل الامتحانات، توجت بالمرتبة الأولى و تخرجت الأولى في فوجي و دفعتي .
لما ضربت الجائحة العالم، كان علي أن أعود للأكاديمية للاستعداد للتعامل مع هذه الجائحة.
وبما ان المدارس أغلقت ابوابها، كان علينا ان نحافظ على امن المدارس، تعزيز الأمن عند تقديم الأكل من طرف الطاقم العامل بمطبخ المدرسة.
كان من بين مهامنا كذلك الخروج لمجموعة من الناطق كمحطات القطار، والحدائق لتوعية الناس وتقديم الكمامات الطبية للناس.
الحمد لله، قمنا بواجبنا وشرفنا المرأة المغربية أحسن تشريف، ونلنا تقدير الأمريكيين وعدد ممن أعرفهم ويعرفونني من الأمريكيين يحملون اليوم نظرة احترام وتقدير لبلدي الأم المغرب.
الدكتورة فيروز فوزي
«باحثة في علم السوسيولوجيا”
الدكتورة فيروز فوزي، مغربية الأصل، من مواليد مدينة الدار البيضاء، حاصلة على دكتوراه في سوسيولوجيا الهجرة والاندماج بكندا. كان قد سبق وخاضت تجربة التدريس، كأستاذة للغة الفرنسية بالجامعة وتحليل الروايات قبل هجرتها.
وفقت بين المجالات الثلاث بين الدولتين لأن “لهم قاسم مشترك هو انعكاس الواقع المجتمعي المعيش الذي لا ينحصر في الخيال فقط».
درست اللغة الفرنسية بمدارس حرة، نظمت ندوات، أنجزت بحثا ميدانيا على “طفل الشارع وبأي صورة يرى والديه”، وصرحت في حوار لها مع « origines hebdo »، أنها اختارت إنجاز بحثها حول الطفل، لأنه “هو المستقبل وأساس المجتمع».
وبالنسبة للهجرة، تؤكد فيروز أنه لم تكن تنوي الهجرة، بل كان مشروع تكوين أسرة ومتابعة الدراسة، فكانت تجربة حية وغنية لأنها كونتني واستخرجت مني هويات متعددة، وانفتحت أيضا على ثقافات مختلفة، ومن الصعوبات التي واجهتها هي صعوبة التأقلم، الطقس البارد ليس بالهين.
كانت فوزي تدرس بجامعة “وينيبيغ”، وبعد نهاية الموسم الجامعي قررت الانتقال إلى مونتريال، لأنها مدينة قريبة من المغرب، “فهذا حب لوطني و لمدينتي الدار البيضاء ومونترال لهما نقط متشابهة منها : استقطاب عدة ثقافات، تعدد اللغات…”وأتممت دراستي فيها ثم بعد ذلك اشتغلت كأستاذة جامعية هناك. وبالموازاة مع ذلك، أعددت بحوثا ميدانية ومنها : اندماج المرأة المغربية والمغاربية، العزلة النفسية…
أنشأت المركز الكندي المغربي للأبحاث والتفاعل الثقافي، فهذه الفكرة كانت تراودني منذ أن كنت طالبة، المركز مفتوح لتناول الأبحاث الميدانية والمقالات والكتابات، ثم الشق الثقافي؛ بالانفتاح على مختلف الثقافي. فالمركز متنقل بأبحاثه : ينظم ندوات بجامعة” أوتاوا” مونتريال وبالمغرب كذلك، لتوجيه رسائل متعددة كالتحلي بروح المواطنة الإيجابية بالنسبة للجالية المقيمة بكندا والإعلام يحفز ذلك. على الرغم من مواجهة العديد من العراقيل، ومن بينها اللغة التي تشكل عائقا في الاندماج، مواكبة الأبناء في مجتمع حداثي والوالدين متشبثين بتقاليد البلد الأصلي…
ومن الناحية الإيجابية للجالية، فهي تتمتع بحضور إيجابي وقوي، بتوظيف حمولات إيجابية في مختلف التخصصات، كما للإعلام دور آخر في تصحيح بعض الصور النمطية للمهاجر، فالناس ينعتون المهاجر بـ “الجسد الشاق أو العمل الشاق”، وهذا غير مقبول.
عشنا زمن كورونا وسط الاجراءات والتدابير التي اتخذتها الحكومة الكندية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، كوفيد 19:
الحكومة الكندية رصدت ملياري دولار لشراء لوازم طبية، في إطار جهودها لمواجهة تفشي فيروس «كورونا» المستجد “كوفيد-19”.
تم أيضا توقيع اتفاقيات مع ثلاث شركات لشراء أجهزة التنفس الصناعية والكمامات الطبية وأدوات فحص الكشف عن الفيروس وغيرها من المستلزمات الطبية.
كما قامت الحكومة الكندية بوضع تمويل إضافي بقيمة 20 مليون دولار لدعم إجراء أبحاث حول فيروس كورونا المستجد.
وأعلنت وزيرة الصحة الفدرالية باتريشا هايدو في مونتريال أن هذا المبلغ يضاف إلى مبلغ 7 ملايين دولار كانت الحكومة قد أعلنت تخصيصه لهذه الأبحاث ووجدت فيما بعد أنه غير كاف.
من الإجراءات التي اتخدتها الحكومة الكندية ما أشار له وزير المالية الكندي، بيل مورنو، عن أن الحكومة الفيدرالية تستعد لاتخاذ تدابير تهدف إلى حماية الكنديين واقتصاد البلاد من ظهور نوع جديد من فيروس كورونا المستجد.
وقال وزير المالية بيل مورنو، فى كلمة أمام النادى الكندى فى تورونتو إن الحكومة الفيدرالية ستعلن قريبا دعمها للكنديين الذين يخضعون للحجر الصحى لمنع انتشار الفيروس المعروف باسم كوفيد – 19
كما كشف مكتب التأمين الكندي ممثلاً عن شركات التأمين بالسوق الكندية، عن عزم أعضائه تقديم تخفيضات وخصومات لعملائها الذين يعانون من تداعيات وتأثيرات تفشي فيروس كورونا المستجد، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تصل إجمالي هذه التخفيضات والخصومات إلى 600 مليون دولار.وأضاف أن الشركات تدرك أن تطبيق حظر التجوال بكندا أسهم في تقليل استخدام السيارات مما سيقلص حجم التعويضات وتحقيق نتائج إيجابية في فرع السيارات، مما أسهم في توجه الشركات لبحث مبادرات لتخفيف الأعباء عن العملاء.ومن جانبها أعلنت شركة Allstate Canada عن عزمها رد 30 مليون دولار لعملائها بفرع تأمين السيارات على فواتير شهر ماي دفعة واحدة، بما يعادل نسبة 25٪ تقريبًا من حجم التحصيل.
وكان قد أعلن رئيس الوزراء الكندى جستن ترودو خلال مارس الماضي، تخصيص تمويل بقيمة مليار دولار كندى لمساعدة الكنديين على مواجهة انتشار
فيروس “كوفيد-19-، مشيرا إلى أن نصف هذه الأموال سيتم تخصصها إلى المقاطعات والأقاليم.
وقال رئيس الوزراء الكندى وإن التمويل يشمل 275 مليون دولار لإجراء بحوث إضافية بما فى ذلك تطوير اللقاحات و200 مليون دولار للإمدادات الطبية الفيدرالية ودعم المجتمعات الأصلية والجهود التعليمية.
وأضاف، أن الحكومة الفيدرالية الكندية تتنازل أيضا عن فترة الانتظار لمدة أسبوع للتأمين على العمل لمساعدة العمال والشركات المتضررة من فيروس كورونا الجديد، واستكشاف تدابير إضافية تعمل على وضع حلول وآليات للحد من انتشار الفيروس.
تعهد ترودو بتقديم مساعدة طارئة للعمال ويحصل المؤهّلون للمساعدة الطارئة على 2000 دولار في الشهر على مدى أربعة أشهر كما قال رئيس الحكومة.
ويستفيد من المساعدة الطارئة كلّ الموظّفين الذين فقدوا عملهم بسبب الكوفيد – 19، والذين هم في الحجر الصحّي والأشخاص المضطرّين لملازمة المنزل للعناية بأطفالهم والمسنّين، فضلا عن الأشخاص الذين لم يفقدوا عملهم ولكنّهم لا يتلقّون رواتبهم بسبب أزمة الكوفيد-19.
كما أعلنت الحكومة الكندية عن تمويل إضافي بقيمة 20 مليون دولار لدعم إجراء أبحاث حول فيروس كورونا المستجد.
هنا في كندا، نجحنا في تجاوز القلق الذي سببه انتشار الوباء، والواقع أن الحكومة لعبت دورا هاما في ذلك.
كامليا بن حايدة
مدرسة في مدرسة عمرها 147 عامًا
إسمي كامليا بن حايدة وأنا من مواليد مدينة مراكش، حيث قضيت الجزء الأول من حياتي.
في المغرب درست في مدرسة فرنسية مسيحية. وبعد المدرسة الثانوية، رحلت إلى فرنسا لمتابعة دراساتي الجامعية في الآداب والتواصل والحضارات في جامعة “ليون لميار2”. ودرست اللغة والحضارة العربية أيضاَ لأن جدولي الدراسي سمح لي بذلك.
عملت لمدة سنوات في إطار التلفزة الإقليمية ثم تابعت دراستي الجامعية، بعد ولادة بنتي، في ميدان التخطيط العمراني ، ثمّ سنتين دكتوراه في علم الاجتماع الحضري.
عملت كمخططة حضرية متخصصة في السياسة الحضرية في الأحياء الصعبة والسكن البدويّ،و أيضا كمهندسة حضريًة في مدينة “فالنسيا” في فرنسا.
انتقلنا منذ عشر سنوات بالظبط إلى دالاس في ولاية تكساس وعلى الفور عُرضت عليّ فرصة تدريس اللغات الفرنسية والعربية قبل أن أفكر في مستقبلي المهني
هنا في أمريكا، وقبلت الوظيفة متأكدة أن مدرسة «بنات» أرض خصبة لتطوير العقليات تجاه العام العربي فأنا أؤمن أن مستقيل العالم بين يديّ المرأة!
ركّزت بشكل تدريجي على اللغة العربية لأنها بالنسبة لي تمنح الطريقة المثلى لتغيير العقليات تجاه العالم العربي في أمريكا ، أردت من طالباتي بناء جسور السّلام والتعاون الثقافي والاقتصادي و الطموح لوظائف في العالم العربي ليصبحن سفراء للغة والثقافة العربية.
أدرّس في مدرسة بنات مسيحية كعودة إلى طفولتي ونحسب اليوم 122 طالبة من المستويات 1 إلى 4 ومازال برنامج اللغة العربية يستمر في النمو والتطورعاما بعد عام.
تشرفنا في مدرستنا باستقبال صاحبة السموّ لالة جمادة سفيرة المغرب لدى الولايات المتحدة الأمريكية. وفي تلك المناسبة غنت طالباتنا “أعطني الناي و غني” لفيروز أمامها وكانت تلك الحظات فريدة جدا.
مدرستنا هي الثانوية الوحيدة التي تقدّم برامج اللغة والثقافة العربية الأكثر رسوخًا وتطورًا ونجاحًا.
بعد الثانوية تواصل العديد من الطالبات دراسة اللغة العربية على المستوى الجامعيّ. بعض طالباتي يشغلن الآن مناصب عالية في سفارات العالم العربيّ أو في وزارة الدّفاع الأمريكية وغيرها.
لمواجهة وباء « الكورونا” ، نظّمت مدرستي التعليم عن بعد بطريقة فعّالة وسريعة. لقد تلقّينا كل الوسائل لتسهيل الوصول الدّراسيّ لجميع الطالبات. أولا كلّ طالبة تحصل على جهاز كمبيوتر من اليوم الأول في المدرسة ، وهذا يسهّل كل شيء في هذه الأزمة. استثمرت المدرسة أحسن برامج التكنولوجيا لتسهيل التواصل بين الطالبات والأساتذة فأستطعنا مواصلة التعليم عن بعد بسهولة. في الوقت نفسه، أقامت المدرسة دورات تدريبيّة مُناسِبة لتعريفنا بأفضل تكنولوجيا الاتصالات . نقدّم تعليمًا متزامنا وغير متزامنا لحدّ عدد الطالبات في الصفوف واحترام التّباعد الإجتماعي. في الوقت نفسه ، يمكن للطالبات في البيت متابعة حصص الدّروس مباشرة عبر مركز اتصال تلفزيونيّ و تكنلوجيّ.
بالنسبة لنا كأساتذة، كان علينا مواجهة و تحديّ مشكلة التكيّف لنوع تدريس جديد. ومع ذلك، يجب أن أعترف أنني محظوظة جدّاَ لأنّي أدرّس في في مدرسة مميزة للغاية حيث تم توفير كل الوسائل لمصلحة الطلاب. نحن مدربون باستمرار على الاهتمام براحة الطالبات النفسية لتقليل التوتر والقلق في هذا الوقت الملتبس.
في الخاتمة، أعتبر أنه شرف عظيم أن أدرّس في مدرسة عمرها 147 عامًا، وهي أقدم مدرسة في ولاية تكساس وتتمتع بتراث تاريخي وتعليميّ و تربويّ قويّ وأصيل وأيضاً أنا فخورة جدًا بتمثيل بلدي وثقافتي يوميّا وهذا التغيير المهني كان فرصة للعودة إلى جذوري العربية و المغربية.
في النّهاية درست الفرنسية في المغرب والعربية في فرنسا وأدرّسها الأن في الولايات المتحدة وأعتبرها مغامرة رائعة.
الدكتورة لطيفة بوقرو:
طبيبة تخصص أمراض المخ و الأعصاب
من مواليد مدينة الدار البيضاء، حصلت على شهادة الدكتوراه في الطب العام من جامعة الحسن الثاني ،كلية الطب و الصيدلة بالدار البيضاء ثم هاجرت للولايات المتحدة الامريكية لاستكمال دراستها العليا.
التحقت بإحدى جامعات نيويورك بسلك الدراسات العليا في علوم المخ و الأعصاب، حصلت من خلال هذا التكوين على تجربة وخبرة في علوم المخ و الأعصاب.. بعدها اجتازت امتحانات المعادلة في الطب لتبدأ رحلة التكوين السريري في تخصص أمراض المخ و الأعصاب من مدينة نيويورك إلى كلية الطب بجامعة لويزيانا لتحصل بعدها على شهادة البورد الأمريكي في نفس التخصص . طموح لا حدود له يدفعها إلى ولاية بينسيلفانيا حيث التحقت بمستشفيات بيتسبورغ وتحديداً Allegheny General Hospital وUPMC لتحصل على شهادة الزمالة في أمراض النشاط الكهربائي للمخ، الأعصاب والعضلات وبعدها البورد الامريكي في نفس التخصص.
تعمل الدكتورة لطيفة بوقرو حالياً كاستشارية مخ وأعصاب في إحدى أضخم المؤسسات الطبية بأمريكا في جنوب كاليفورنيا.
وضعت فاجعة كورونا د بوقرو كباقي زملائها و زميلاتها أمام العديد من التحديات ومن ضمنها كيفية تقديم الخدمة الطبية بدون التعرض لأخطار الوباء..
في هذا الإطار، وضعت المؤسسة التي تعمل لها الدكتورة كافة الإمكانيات للتكوين في الخدمة الطبية عن بعد عن طريق وسائل سمعية ومرئية منها الاستشارات عن طريق الهاتف أو تقنية الفيديو. ومنذ بداية انتشار الوباء، خضعت الدكتورة بوقرو للعديد من التدريبات لتمكينها من تقديم الخدمات الطبية بطريقة مختلفة عن الشكل التقليدي محترمة، كما تقول، آليات التباعد للتقليل من خطر تناقل عدوى الوباء بين الأطر الطبية من جهة وبين المرضى من جهة أخرى..
توضح الدكتورة بوقرو في هذا الصدد أنه من الصعب التنبؤ بمدى نجاعة هذه الخدمات على المدى البعيد و يبقى الحل رهيناً بإيجاد لقاح ناجع و آمن ضد فيروس كورونا..
فاطمة ابويهات
ربة بيت
«أنا سيدة مغربية أعتز أيما اعتزاز بهويتي ومغربيتي، من مواليد الدار البيضاء ،مقيمة في أمريكا من سنة 2005، وحاصلة على الجنسية الأمريكية، أم لولدين ،پنت وولد، وربة بيت.
عندما نتحدث عن كورونا أو كوفيد 19 ، يجب أن نذكر أن تأثيره شمل العالم كله ، نفسيا وماديا واقتصاديا واجتماعيا. وقد كان من الطبيعي أن يخترق هذا الوباء أمريكا، وهو ما حدث بالفعل.
في بداية انتشار الكوفيد في الولايات المتحدة،حاصرنا الخوف والقلق،تمسكنا بإيماننا واجتهدنا في التعايش والتأقلم مع الوباء.
وللحقيقة، قدمت لنا الحكومة الأمريكية، للأمريكيين جميعا، دعما كبيرا، أبنائي استفادوا من منحة مالية وذلك من أجل التغذية.أما بالنسبة للمدرسة، فالدولة عملت على أن يكون التواصل معي كأم مستمرا عبر تقنية الإنترنيت وعبر الايميل لأداء كل طفل حقه في التمدرس ومايحتاجه من كمبيوتر لكل طالب أو طالبة والكتب التي يحتاجونها للدراسة عن بعد.
أطر التدريس قامت بدورها على أحسن وجه، أعطوا للتلاميذ والطلبة حقهم في التحصيل الدراسي،وساعدوهم بكيفية جعلتهم لايشعرون أنهم بعيدا عن مدارسهم.
كأم مغربية أحب وطني، أتمنى أن يشهد بلدي المغرب نفس مستوى التمدرس عن بعد كما يحدث هنا في أمريكا، وأن يوفر للتلاميذ في المغرب إمكانيات جيدة للتعلم عن بعد