المغرب يقدم نفسه ميدانيا خلال شهر رمضان، كبلد للتسامح والتعايش والسلام والمحبة … نعم… يقدم نفسه في عقر دار إيطاليا…. والمناسبة رمضان المحبة والفضيلة… حيث دأب الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن بتنسيق مع المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف وبلدية ميلانو على تنظيم خيمة رمضانية للإفطار الجماعي مفتوحة لكل الأعراق والأديان… وحال لسانها يردد: «رمضان التعايش والتسامح» شعارنا بيد أنه أساس عقيدتنا، فلا تحسبوا علينا من يزهقوا أرواح الأبرياء ولا تحسبوا على دين المحبة والتسامح كل خطاب كراهية… فالأخوة إنسانية والعقيدة فردية، والوطن للجميع.
وكانت النسخة الثانية لهذا التقليد السنوي، يوم السبت 23 أبريل 2022 بقصر مدينة ميلينانو Castello di Melegnano، حدثا راقيا حقق أهدافه بالتحسيس بقيم الإسلام الداعي للأخوة والمحبة والتعايش انسجاما مع الأهداف المسطرة من طرف الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن والمرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف للترويج القيمي والأخلاقي والميداني بالتقاليد المغربية وتقريب المواطن الإيطالي خاصة من الموروث المغربي اللامادي والمغاربة أنفسهم من تراث بلدهم والمساهمة في ترسيخ قيم التعايش والتسامح بين الديانات وإشاعة القيم الكونية من أجل تجويد قيم السلم والإخاء بين الحضارات.
وفي السياق ذاته، عرف الاحتفال الذي حضره عدد كبير من فاعلين جمعويين وسياسيين ونقابيين خلال الفترة الصباحية أنشطة تربوية وترفيهية متنوعة للأطفال احتضنتها خيمة مغربية عصرية وجنباتها لتعريف أطفال المهاجرين المغاربة بالتراث والتقاليد المغربيين، صبيحة حققت أهدافها كما وكيفا وحققت البهجة والمعرفة واستحسان الكبار أيضا.
وتميز افتتاح هذه التظاهرة الروحية والاجتماعية في نسختها الثانية بالكلمة القيمة التي قدمها رئيس القضاء المغربي الإيطالي للتضامن، والتي بسط فيها القيم الإنسانية الكونية التي تشكل قاعدة لهذا التقليد، وقيمة الحس التضامني بين أفراد المجتمع بغض النظر عن الفروقات ودون تمييز مؤكدا أن هذه المناسبة أيضا فرصة لالتقاء المغاربة ببلد المهجر وتجديد تعلقهم بوطنيتهم ووطنهم وإنعاش التراث المغربي بأبعاده الإنسانية وتميز حفل الإفطار الجماعي بحضور كل من القنصل العام للمملكة المغربية بميلانو كعادته كلما تعلق الأمر بشأن مغربي وطني ورئيس المجلس البلدي لبلدية Melegnano والإمام المغربي وممثل الكنيسة.
وكانت المناسبة فرصة سانحة لتكريم، في أجواء بهية، كل من القنصل العام لميلانو لوطنيته وخدماته النبيلة وقربه من قضايا المهاجرين والتواجد بقوة في قلب أي حدث يهم القضايا الوطنية وتكريم رئيس بلدية ملينيانو صديق المغاربة لنبله ودفاعه عن قضايا المهاجرين وعن نضاله في مجال التسامح والتعايش، وفي السياق ذاته كرم أيضا Paolo Rausa الفاعل الجمعوي الإيطالي، وفاروق وليدي الفاعل الجمعوي والسياسي والكاتبة المتميزة المناضلة الصحفية Principia Bruna rosco.
وشهد الاحتفال، عدة فقرات صاحبت الإفطار الجماعي من بينها التعريف بشهر رمضان والمأكولات المغربية المشهورة خلاله وتقديم ملخص تعريفي بالخيمة المغربية التي نصبت في الحفل ورواق خاص بالشاي المغربي، إضافة إلى لوحات فلكلورية مغربية.
وأسدل الستار عن هذا النشاط الروحي والإنساني بتلقي صدى النجاح العارم واستحسان الجميع نظرا لرمزية الحدث الذي أقدم عليه الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن والمرصد المغربي لنبد الإرهاب والتطرف من خلال تجسيد الاحتفالات المغربية بشهر رمضان المعظم وما يرافقه من أعراف وتقاليد متأصلة.