مغرب الشعوب وكرة القدم…

 

أثناء مقابلة المغرب مع بلجيكا ظهرت إلى جانب الحشود المتميزة للمشجعين المغاربة فيالق من الإخوة الجزائريين حاملين علم الجزائر الشقيقة يهتفون لنصرة فريق دولة جارة لهم ومؤسسة لإتحاد المغرب العربي، وكم زادت فرحتهم وحماسهم بعد النتيجة السارة للفوز، إذ اصطفوا مع إخوانهم المغاربة وامتزجت الأعلام وتعالت الهتافات بمزيد من النصر.
موقف مؤثر أحس به المغاربة وهم من كانوا في السابق قد قاموا بمثله لما نالت الجارة الشقيقة كأس أفريقيا لكرة القدم سنة 2019، حيث تعالت هتافات وفرحة تلقائية في كثير من المدن المغربية.
العبرة من هذا الموقف النبيل لجزائريين كثر هم، هو أن فكرة مغرب الشعوب لا زالت قائمة في الأذهان بل ومترسخة، خصوصا في زمن تكتلات الدول بعضها بعض، فالتحديات زادت تنوعا، نمطاً و حجما.
في 1958 بطنجة لما تأسس اتحاد المغرب العربي، أشهر قبل ذلك تأسست المجموعة الاقتصادية الأوروبية، وكم من المفيد إذا تمعنا في الأشواط العائدة بالنفع على شعوبها، التي قطعته هذه المجموعة التي عرفت، فيما قبل حوالي خمسين سنة، حربين عالمتين ضروستين دمرت الإنسان الأوروبي إلى أن أصبح يصول و يجول في محيط جغرافي واسع يتوحد حتما، على كل الأصعدة، يوم بعد يوم.
إن المواطن المغاربي يا سادة شنقريحة، تبون ولعمامرة يشتاق لتنمية مستدامة، شاملة تعود بالنفع على أبناء المغرب العربي لا لميزانية عسكرية ستعرف الضعف في سنة واحدة لتصل إلى المبلغ الخيالي لـ 22 مليار دولار كلها آتية لا من مكونات اقتصاد منعش، لكن من واردات الغاز التي هي ثروة الشعب الجزائري للأجيال القادمة.
الشعوب وخاصة الجارة منها تحب بعضها وهي تواقة لغد أفضل. فاتركوا يا سادة البندقية وها هو الفأس والمحراث و.. الحاسوب .


الكاتب : علدل غلاب

  

بتاريخ : 29/11/2022