مفكرون وديبلوماسيون يوثقون ذكرياتهم مع الراحل في كتاب «محمد بنعيسى: رجل الدولة وأيقونة الثقافة»

كعادته كل دورة، يكرم منتدى أصيلة وتحت ظلال «خيمة الابداع»، علامة من علامات الخريطة الفكرية والإبداعية مغربيا وعربيا، لكن الأمر اختلف هذه السنة، حيث وهو يهيئ برنامج هذه الدورة46، تريث المؤسس وترك الاختيار للزمن، ولم يدر بخلده أن القدر سيختار نيابة عنه شخصية السنة، سيختار أيقونة العمل الثقافي محمد بنعيسى، لتستضيفه الخيمة حاضرا في الغياب، وهل يستضاف صاحب بيت؟
ووفاء لمسيرة ومسار الرجل، خصصت الخيمة كالعادة، كتابا جماعيا عن مسار الراحل موسوموما ب «محمد بن عيسى: رجل الدولة وأيقونة الثقافة.. شهادات وذكريات».
الكتاب من اعداد وتنسيق أمين المنتدى حاتم البطيوي والاعلامي والكاتب عبد الإله التهاني، يضم ثمان وسبعين شهادة، علامة وفاء ومحبة لفقيد الثقافة خطتها شخصيات رفيعة في عالم السياسة والثقافة والاعلام والديبلوماسية، من داخل المغرب وخارجه. وقد استغرق إعداده أربعة شهور من العمل اليومي المتواصل، ليضم شهادات وانطباعات وتأملات وسرديات شيقة عن حياة وأعمال الوزير والسفير، والمثقف الألمعي الأستاذ محمد بن عيسى رحمه الله.
كتب الإعلامي عبد الإله التهاني في تقديمه للكتاب، عن ظروف الاختيار أن «بن عيسى رحمه الله قد قرر سيرا على عادته الأليفة في كل دورات موسم أصيلة الثقافي الدولي، تخصيص طبعة 2025 من ندوة خيمة الإبداع، لتكريم إحدى الشخصيات الفكرية المغربية المميزة، وطلب موافاته بالاقتراحات المناسبة في هذا الشأن، وهو ماتم تجهيزه فعلا، وبقي له رحمه الله أن يحسم ويختار الشخصية التي يرى أنها أولى بالتكريم لينطلق مسلسل التحضيرات في الآجال المعتادة، تحت إشرافه وتتبعه الدقيق. لكن سيد الموسم، وخلافا لعاداته، سيؤجل الحسم في الترشيحات لم نكن وقتها نعلم أن المرض اللعين، كان قد بدأ يضعف جسده، وإن لم يضعف أبدا من توقده ولمعانه الفكري، وحين جمعنا ذات يوم، بحضور أمين سره الدائم الصديق حاتم البطيوي عرض أمامنا تصوره لصيغة الموسم أصيلة الثقافي للعام الجاري. بدا من الوهلة الأولى، أنها صيغة مرنة وخفيفة، كأنه شعر بشيء عميق يعتمل بداخله، وبأن نوعا من الوهن غير مسبوق، قد داهمه، فارتأى أن يضع خطاطة مرنة للدورة الخريفية من موسم أصيلة، مخفضا بذلك أعباء وثقل عمليات التحضير، ومتطلبات الإعداد والتنظيم، لكنه أبقى على ندوة «خيمة الإبداع» بانتظار أن يختار الشخصية التي سيسعد بتكريمها(…)لكننا لم نكن نتوقع أنه بعد أسابيع قليلة، سيرسم القدر القاسي مسارا آخر للأحداث».
لم ينتظر الأمين العام الجديد لمؤسسة منتدى أصيلة، حاتم البطيوي، وقتا طويلا، كي يجعل من «خيمة الإبداع» لهذا العام، مناسبة لتكريم روح وسيرة صانع الإشعاع الثقافي لأصيلة في العالم.
منذ تلك اللحظة يضيف التهاني:» انطلقنا في ترتيبات الندوة التكريمية والإعداد للكتاب الخاص بها. كان الأمر صعبا في الظروف الانتقالية، دعوة كل الذين عرفوا المرحوم، وتقاسموا معه مسيرته الحافلة أو جزءا منها للمشاركة فى الندوة وفى الكتاب التكريمي. وبالمقابل، تم الاكتفاء بتمثيلية رمزية لفئات واسعة من أصدقائه وزملائه ورفاق مسيرته تناوبوا على إضاءة مشاهد من سيرته المليئة بالعديد من فصول البذل والعطاء، ومن مظاهر الصبر والثبات على فعل الخير، وإشاعة قيم المعرفة والجمال والإبداع».


بتاريخ : 30/09/2025