حظرت السلطات في مقاطعة صينية ذات غالبية مسلمة في شمال غرب الصين، على التلاميذ ارتياد المساجد خلال عطلة الشتاء، بحسب ما ذكرته صحيفة حكومية الجمعة، وذلك في اجراءات جديدة تقيد الحريات الدينية.
وذكرت صحيفة غلوبال تايمز ان القرار ورد في مذكرة ارسلت الى جميع الثانويات والمدارس الابتدائية وروضات الاطفال في مقاطعة غوانغهي بإقليم غانسو.
وجاء في المذكرة انه “يتعين على المدارس ان تطلب من الطلاب عدم الدخول الى مراكز دينية للقيام بنشاطات او ارتياد مدارس تعليم الدين، او مراكز دينية لتلاوة النصوص الدينية خلال عطلة الشتاء” بحسب غلوبال تايمز.
وتابعت “على المدارس من كافة المستويات والتصنيفات ان تعمل أكثر على تقوية الأنشطة الايديولوجية والسياسية وتعزيز العمل الدعائي من اجل ابلاغ كل تلميذ وولي أمر”.
وأكدت هيئة الدعاية في المقاطعة للصحيفة مسألة المذكرة. ولم يتضح سبب تطبيق اجراءات المنع خلال العطلة.
وبحسب الموقع الحكومي للمقاطعة، فإن نحو 98 بالمئة من سكان غوانغهي البالغ عددهم 257 الف نسمة هم من الاقليات الاتنية، والعديد منهم من اتنيتي هوي ودونغشيانغ المسلمتين.
وانتشرت صورة تبدو انها للمذكرة على الانترنت، ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التأكد من صحتها.
تقع غوانغهي في منطقة لينشيا هوي التي تتمتع بحكم ذاتي.
وقالت هيئة التربية في لينشيا لوكالة فرانس برس ان ليس لديها علما بذلك، فيما أغلقت هيئة الدعاية في مقاطعة غوانغهي الهاتف عند الاتصال بها.
وتخشى السلطات الرسمية الصينية الشيوعية من اي حركات منظمة خارج سيطرتها، بما يشمل الدينية منها.
وشددت بكين اجراءاتها القمعية ضد المجتمع المدني منذ تولي الرئيس شي جينبينغ الحكم في 2012 وعززت القيود على حرية التعبير وسجنت مئات النشطاء والمحامين.
ويضمن الدستور الصيني حرية المعتقد الديني، وهو مبدأ تقول بكين انها تتمسك به.
لكن تقريرا سنويا لوزارة الخارجية الاميركية نشر العام الماضي قال انه في 2016، ارتكبت الصين “اساءات جسدية وتوقيفات واعتقالات وتعذيب وأحكام بالسجن او مضايقات بحق منتمين لمجموعات دينية مسجلة او غير مسجلة”.
وتقول الصين انها تواجه تزايدا في التهديدات الارهابية من طوائف محلية والاسلام المتطرف لكن المنتقدين يتهمون بكين بممارسة نمط أوسع من المضايقات والاعتقالات والاساءات.
ويأتي حظر الدخول الى المساجد فيما تستعد السلطات لبدء تطبيق قوانين جديدة اعتبارا من الاول فبراير تشدد العقوبات على الانشطة الدينية غير المرخصة وتعزز مراقبة الدولة لمجموعات معينة بهدف “منع التطرف” والتصدي لما تعتبره تهديدات داخلية.
في منطقة شينجيانغ بأقصى الغرب الصيني، تواجه الغالبية المسلمة من الاويغور قيودا مشددة على ممارسة شعائرها بينها منع أفرادها من اطلاق اللحى واداء الصلاة في الاماكن العامة.