كشفت أشغال الدورة العادية لشهر يونيو لمقاطعة مرس السلطان المنعقدة أول أمس الثلاثاء عن استمرار العديد من الأعطاب التي تؤثر على مردودية الفعل الجماعي وتدبير الشأن المحلي في المنطقة، التي تعاني من معضلات إنسانية واجتماعية واقتصادية، لم يتمكن المجلس في نسخته الحالية التي تم تعديلها أثناء زمن الولاية الحالية من تقديم أي حلول لها، سواء تعلق الأمر بإشكالات التعمير والدور المتداعية للسقوط أو تأهيل البنية الثقافية والرياضية، أو ارتبط الأمر باختلالات الصحة التي تساهم عدد من المحددات في تعميق أزمتها أو غيرها من المشاكل التي لا حصر لها.
تخبّط تتضح معالمه كذلك على المستوى الداخلي لتدبير المقاطعة من خلال الحضور الشكلي لرئيس المقاطعة، مما جعل البعض يتحول إلى المسير الفعلي لكل صغيرة وكبيرة، خارج قيود التفويض، بل أن تدبير شؤون الموظفين بات هو أيضا مثار غضب عارم بسبب ما يصفه البعض بـ «الإرهاب النفسي» المسلطّ على موظفين بعينهم بهدف إزاحتهم من مواقعهم واستقدام «شلّة» قديمة، تربط ببعضها البعض مصالح متعددة، وهو الأمر الذي تسبب في «انهيار» موظفين نفسيا، في حين أن آخرين يواصلون الصمود والعمل في غياب الشروط الصحية لذلك، بينما فئة ثالثة من «المقرّبين» فلا تربطها بهذه «المؤسسة» سوى الأجر الشهري الذي تتوصل به؟
ويؤكد عدد من المتتبعين للشأن الترابي بالمنطقة على أن وضعية التيه التي تعيشها المقاطعة انعكست حتى على عروض الرئيس، الذي بات يقحم لقاءات رسمية تمت في مقر العمالة مع فاعلين مختلفين، ضمن أنشطة المجلس بالنظر لحضور مقربين منه فيها، مما يجعل عددا من الفاعلين ينبهون إلى هذا الأمر ويدعون إلى أن تكون هناك مسافة واحدة بين الإدارة الترابية وكل الفعاليات السياسية في المنطقة، تفعيلا للتوجيهات الرسمية في هذا الإطار، من أجل ضمان حياد إيجابي وتخليقا للفعل السياسي وتشجيعا على الإقبال على المشاركة في الحياة السياسية والانتخابية، خاصة في ظل ما يتردد في الأيام الأخيرة والذي يتطلب توضيحات تعيد الثقة والهدوء معا.
من جهة أخرى يواصل تدبير المرافق الرياضية في المنطقة جرّ الكثير من السخط، خاصة وأن شعار المجانية الذي يتم رفعه هو مقيّد زمنيا بمواقيت كانت إلى وقت قريب تتزامن والجدول الدراسي لتلاميذ هذا التراب من يافعين وشباب، في حين أن الأوقات الفعلية التي يمكن أن تكون مناسبة لممارسة الرياضية هي «محجوزة» سلفا. وينضاف إلى هذا الأمر مشكل شحّ وضعف البنية الثقافية، فالمنطقة لم تعرف أي خطوة نحو إحداث فضاءات تشجع على الفعل الثقافي والفني والإبداعي، ليبقى الفضاء المتواجد قرب طريق أولاد زيان محدودا، وخزانة لامارتين مقزّمة، أما فضاء الطفل المحاذي لمقر المقاطعة فهو بعيد عن متناول فئة عريضة من الساكنة؟