مقاولات إعلامية صينية تعبر عن استعدادها لنقل خبرتها إلى لمغرب

عبرت عدد من المقاولات الإعلامية الصينية عن استعدادها للتعاون ونقل وتقاسم خبرتها مع المغرب في مجال استثمار الثورة التكنولوجية للمعلومات من أجل إرساء نموذج اقتصادي للمقاولة الصحفية في القرن الواحد والعشرين.
جاء ذلك خلال لقاءات جمعت، أول أمس الاثنين، وفدا إعلاميا مغربيا يقوم حاليا بزيارة لمدينة شنغهاي، بدعوة من جمعية الصحفيين لعموم الصين، مع رؤساء ومسؤولي عدد من المقاولات الإعلامية الصينية في المدينة.
وقال مصطفى الخلفي، رئيس الوفد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن الوفد المغربي اطلع عن قرب عن المقاربة الاقتصادية والتكنولوجية للاعلام الجديد في الصين، وكيف ساهم التحول الرقمي في تجاوز المعضلات التي تعاني منها الصحافة الورقية بما مكن من حل مشكل عائداتها المالية.
وأضاف رئيس الوفد الإعلامي المغربي أن الزيارة مكنت من الوقوف على أوجه الاستثمار في الإعلام الجديد في الصين، وذلك في ثلاثة محاور، أولها رقمي ولاسيما مع تقنيات الجيل الخامس من الانترنيت وفي التقنيات التي مصدرها الذكاء الاصطناعي وجمع البيانات وتحليلها، واستثمار الشبكات الاجتماعية، والتفاعل مع القراء، وتقنيات التحويل السمعي البصري إلى المكتوب وبالعكس، مبرزا أن المؤسسات التي تمت زيارتها اتخذت قرارات صعبة في هذا المجال وخاصة منذ 2014 بإيقاف الصدور الورقي لبعض الجرائد وتحويله إلى صدور رقمي وإطلاق المنصات متعددة الخدمات والموجهة لشرائح مختلفة وإرساء خدمات رقمية اقتصادية مؤدى عنها، وتنويع الموارد تبعا لذلك.
وأشار إلى أن المحور الثاني اقتصادي حيث تمت مرافقة مسار التحول الرقمي بعمليات تحول اقتصادي مالي بإحداث مؤسسات كبرى للدمج الاقتصادي واللجوء إلى البورصة وإطلاق صناديق استثمار مفتوحة لتمويل عمليات التحول الرقمي، فضلا عن تحول ثالث مرتبط بالمحتوى وإنتاجه تبعا لخصوصية العالم الرقمي، والاستثمار في المحتوى السمعي البصري للشباب بمضمون ثقافي.
أما يوسف شميرو، مدير نشر مجلة «زمان» بالفرنسية والعربية، فأكد في تصريح مماثل أن استثمار الصين في تكنولوجيا المعلومات أدى إلى إنجاح التحول الرقمي للإعلام بهذا البلد ومعالجة الإشكاليات المرتبطة بالتوازن الاقتصادي للمقاولات الصحفية. وأضاف أنه ينبغي التفكير في هذا النموذج الإعلامي للمؤسسات الصينية وتكثيف الزيارات بين الجانبين، مبرزا أن من شأن ذلك أن يفتح آفاقا في مجال التعاون التكنولوجي والإعلامي بين البلدين في الإطار المؤسساتي لها.
وأشار مدير نشر مجلة «زمان» في هذا الصدد، إلى أنه تم الاتفاق مع جمعية عموم الصحفيين الصينيين بشنغهاي على القيام بزيارات للمغرب في أفق إبرام شراكات مع الإعلام المغربي، وهو ما رحب به الجانب الصيني، مؤكدا أن الجانب الصيني عبر للوفد الإعلامي المغربي عن الاستعداد لنقل الخبرة الصينية في مجال تكنولوجيا الإعلام للمغرب وتمكين المؤسسات الإعلامية الوطنية من الاستفادة من هذه الخبرة بما يواكب تطور العلاقات المغربية الصينية.
وقام الوفد الإعلامي المغربي، الذي حل الاحد بشنغهاي، بزيارة للمجموعة الإعلامية لشنغهاي، وهي المؤسسة الأولى على مستوى الإعلام الجديد في الصين، وكانت بداياتها سنة 1949 بإذاعة واحدة، لتضم اليوم 15 قناة تلفزيونية و13 إذاعة وستة صحف وبنسبة استماع ومشاهدة تقدر بحوالي 400 مليون، علما أن سكان هذه العاصمة المالية لا يفوق 24 مليونا.
وتقدر العائدات المالية للمجموعة بـ100 مليار يوان (حوالي 14،28 مليار دولار)، فيما يصل عدد العاملين بها إلى 18 ألف عامل.
والتقى الوفد مع الرئيسة التنفيذية للمجموعة وان جيانغ جون وأيضا مع المسؤولين عن عدد من مصالح المؤسسة، الذين أكدوا أن المجموعة انتقلت عام 2014 إلى مرحلة جديدة وتطورت تدريجيا بفعل الثورة التكنولوجية للمعلومات، ودخلت في استثمارات ضخمة سمحت لها بولوج البورصة لتوسيع مواردها، والتوفر حاليا على منظومة خاصة بالابتكار والتكنولوجيا الحديثة.
واطلع الوفد المغربي، خلال هذه الزيارة، على النموذج الاقتصادي للمجموعة القائم على الاستثمار في منظومة البث وإنتاج المحتوى الرقمي وتوزيعه والإعلام الجديد والاستثمار الثقافي والتجارة الرقمية عبر المنصات السمعية البصرية، وذلك عبر المنظومات الرقمية التكنولوجية.
بعد ذلك، زار الوفد مجموعة شنغهاي المتحدة للإعلام، والتي تضم 20 جريدة وتسع مواقع رقمية وتشغل 6000 عامل من ضمنهم ألفا صحفي. وطورت المجموعة في 2014، بعد عملية الدمج والولوج للبورصة، نموذجا اقتصاديا جديدا يقوم على الاستثمار المكثف في الإعلام الرقمي وتكنولوجيا المعلومات.
كما التقى الوفد مع عدد من المسؤولين الإعلاميين بالمدينة ومنهم شيو كسين رئيس هذه المجموعة وكذا مدير الإعلام في الحكومة المحلية لشنغهاي، ثم مع رئاسة تحرير الصحيفة المسائية «شينمين إيفنين نيوز»، التابعة للمجموعة والتي توزع 400 ألف نسخة بعد أن كانت توزع مليون نسخة.
وأوضح مسؤولو الصحيفة أنه بفعل التحول الرقمي تراجعت المبيعات الورقية لكن القراءة الرقمية ارتفعت بواقع 10 ملايين، مضيفين أن المؤسسة أسست صندوقا للإعلام الجديد ابتداء من 2014 ثم صندوق الاستثمار الثقافي وإنتاج المحتوى، وآخر يدمج بين الصندوقين في مشاريع مشتركة باعتمادات تصل الى 15 مليار يوان.
ثم قام الوفد بزيارة لمركز الإعلام الجديد واطلع على كيفية استثمار التطبيقات المعلوماتية في قياس وتتبع التفاعل مع القراء وانتظاراتهم وقياس الانتشار الفعلي والتتبع المستمر للعلاقة بين الصحفي ومادته الصحفية ونسبة انتشارها ومقروئيتها .
وللإشارة، فإن مجموعة شنغهاي المتحدة للإعلام دخلت البورصة حيث تضم 150 شركة فرعية في مجالات خدماتية متعددة، وكانت الإعلانات قبل عملية الدمج تشكل ربع مداخيلها لكن النسبة انتقلت إلى 56 في المئة في 2014 بعد الاستثمار في الإعلام الجديد.
وكان الوفد قد زار مدينة تشيامن ومركز الإعلام الجديد للصحيفة المحلية بهذه المدينة التي تضم ساكنة تعدادها 8 ملايين . وزار الوفد الإعلامي المغربي الثلاثاء مركز الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته الحديثة.
ويضم الوفد الإعلامي كذلك المهدي علابوش، مؤسس ومدير عام موقع «أنفو»، وعبد الحميد اجماهري، مدير نشر وتحرير صحيفة «الاتحاد الاشتراكي»، ومرية مكريم، مديرة موقع «فبراير.كوم» وعبد العزيز مسعودي مدير القطب الاقتصادي لمجلة «تشالانج» وإذاعة «إم إف إم».
كما يضم الوفد حاتم قوسيمي، مدير نشر صحيفة «البلاد الأخرى»، وعبد العزيز الرماني، عن قناة «ميدي 1 تي في» ومستشار الفيدرالية المغربية للإعلام، وأوقاسم مراد، المدير العام المساعد لإذاعة «هيت راديو».


بتاريخ : 11/12/2019