مقتل عشرات الفلسطينيين في غارات جوية إسرائيلية

دعوات لوقف الأعمال العدائية فورا واستئناف المفاوضات

 

عبرت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني عن إدانتها القوية للجرائم الوحشية للحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة في غزة المحاصرة، بعد القصف الجوي  لـ100 طائرة حربية، صباح يوم الثلاثاء في شهر رمضان، وهو القصف الذي أسفر عن أزيد من 450 شهيدا وأزيد من 500 جريح نصفهم من الأطفال والنساء العزل.
ودعت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، الدول العربية والإسلامية، إلى اتخاذ موقف موحد ومبادرات سياسية دبلوماسية للضغط على نتنياهو لكي يلتزم بتنفيذ الاتفاق المشترك مع المقاومة الفلسطينية لوقف إطلاق النار، وأن تعمل على تفعيل إعلان القمة العربية المنعقدة أخيرا في القاهرة، الداعي إلى وقف العدوان الإجرامي المستمر على غزة المحاصرة والى رفض جميع الدول العربية فكرة الرئيس الأمريكي لترحيل الفلسطينيين من أرضهم بالقوة.
وأمام هذا الصمت الرهيب للمنتظم الدولي والإنساني وعجز الأمم المتحدة على فرض مقرراتها المتعلقة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي منذ تقسيم أرض فلسطين سنة 1947، عبرت الجمعية عن انتظارها الرد القوي من مجلس الأمن لإدانة إسرائيل والعمل على وقف العدوان الإجرامي الإسرائيلي ورفع الحصار عن سكان غزة ومحاكمة المعتدين، وفي مقدمتهم نتنياهو الرافض لتطبيق الاتفاق وإنهاء الحرب بعد إطلاق الأسرى والرهائن.
ودعت الجمعية، في بيانها، كل القوى الحية الوطنية إلى مواصلة الدعم الشعبي، سياسيا وإعلاميا وماديا، والتعبير مجددا عن التضامن المغربي الفعلي مع الشعب الفلسطيني الصامد.
ووجه الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، إنذارات للسكان بإخلاء “مناطق قتال خطيرة” في شمال قطاع غزة وجنوبه غداة استئنافه شن غارات أسفرت عن مقتل المئات.
وأفادت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة بوفاة أجنبي يعمل مع الأمم المتحدة متأثرا بجروح أصيب بها، إلى جانب خمسة أجانب آخرين، إثر غارة جوية إسرائيلية في دير البلح وسط القطاع.
وقالت الوزارة في بيان “حالة وفاة و5 إصابات بليغة من الطواقم الأجنبية العاملة في المؤسسات الأممية هي حصيلة ما وصل لمستشفى شهداء الأقصى (في دير البلح) نتيجة قصف مقرهم من قبل الاحتلال في المحافظة الوسطى”.
وأكد مسؤول في حماس الأربعاء أن الحركة لم تغلق باب التفاوض رغم الغارات العنيفة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ الثلاثاء، مطالبا الوسطاء بإلزام الدولة العبرية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
ونفذ سلاح الجو الإسرائيلي بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء غارات طالت مناطق عدة في غزة أسفرت عن مقتل 13 فلسطينيا بينهم أطفال، وفق ما أفاد الدفاع المدني في القطاع المحاصر.
وشنت إسرائيل الثلاثاء ضربات على قطاع غزة هي الأعنف منذ بدء سريان الهدنة مع حماس في 19 يناير، ما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص، بحسب وزارة الصحة التابعة للحركة.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أن الضربات هي “مجرد بداية”، مشددا على أن الضغط العسكري “لا غنى عنه” لضمان عودة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة الفلسطينية طاهر النونو لوكالة فرانس برس الأربعاء إن “حماس لم تغلق باب التفاوض ولا حاجة إلى اتفاقات جديدة في ظل وجود اتفاق موقع من كل الأطراف”.
وأضاف “لا شروط لدينا ولكننا نطالب بإلزام الاحتلال وقف العدوان وحرب الإبادة فورا، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية وهذا جزء من الاتفاق الموقع”.
ويثير هذا التصعيد مخاوف من استئناف الحرب على نطاق واسع في القطاع الفلسطيني المحاصر حيث شنت إسرائيل عملية عسكرية مدمرة ردا على هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
ورأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الأربعاء بأن الغارات الإسرائيلية “تبدد الآمال الملموسة للعديد من الإسرائيليين والفلسطينيين بوضع حد لمعاناة جميع الأطراف”.
بدورها، قالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاياكالاس إن التكتل أبلغ إسرائيل بأن الضربات الأخيرة على غزة “غير مقبولة”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي الثلاثاء إن المفاوضات حول الإفراج عن الرهائن الذين لا يزالون في غزة “لن تجرى من الآن فصاعدا إلا تحت النار”، معتبرا أن الضغط العسكري “لا غنى عنه” لعودتهم.
وقال نتانياهو في مداخلة متلفزة مساء الثلاثاء ردا على بيان لمنتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين خصوصا، إن حماس “شعرت بقوتنا في الساعات ال24 الأخيرة. وأريد أن أؤكد لكم ولهم: إنها مجرد بداية”.
واتهم منتدى عائلات الرهائن نتانياهو بـ”التضحية” بالمحتجزين.
وفي تل أبيب قال أفيفيائير هورن وهو رهينة تم الإفراج عنه بعدما دخلت الهدنة حيز التنفيذ “الضغط العسكري لن يعيدهم، نعرف ذلك عن تجربة”.
ويواجه نتانياهو ضغوطا من حلفائه المتطرفين المعارضين لوقف إطلاق النار. وليل الثلاثاء الأربعاء، وافقت الحكومة الإسرائيلية على عودة اليميني المتطرف إيتمار بن غفير وزيرا للأمن القومي، الذي انسحب من الائتلاف الحكومي في يناير احتجاجا على اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس في غزة، وأعلن حزبه العودة الثلاثاء مع شن الدولة العبرية ضربات واسعة النطاق على القطاع بحسب ما أفاد مكتب رئيس الوزراء.
وقالت الحكومة الإسرائيلية الثلاثاء إن الضربات شنت بـ”تنسيق كامل” مع الولايات المتحدة حليفتها الرئيسية التي اعتبرت أن حماس “اختارت الحرب” برفضها الإفراج عن الرهائن..
من جهته اعتبر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن استئناف الضربات الإسرائيلية في قطاع غزة “خطوة بالغة الخطورة” تضيف إلى “وضع إنساني كارثي أساسا”، وذلك على هامش لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الإليزيه الأربعاء.
وحض الملك المجتمع الدولي على التحرك “فورا… للعودة إلى وقف إطلاق النار” واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، منددا بوقف إسرائيل دخول المساعدات وقطع الماء والكهرباء “ما يهدد حياة شعب ضعيف للغاية”.
من جهته أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء أن استئناف الضربات الإسرائيلية في غزة يشكل “نكسة كبيرة”، وحذر من أنه لن يكون هناك “حل عسكري” ممكن في القطاع الفلسطيني.
وقال ماكرون إلى جانب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في الإليزيه “يجب أن تتوقف الأعمال العدائية فورا ويجب استئناف المفاوضات بحسن نية تحت رعاية أمريكية”. وأضاف “ندعو إلى وقف دائم للأعمال القتالية وإطلاق سراح جميع الرهائن” الذين تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة.


بتاريخ : 20/03/2025