مكابدات من سفر الخروج

 

وصلوا إلى اليابسة يهرعون
ومن كل سفينة ينسلون
بعد أن تجاسرت عليهم المحن
وانكسرت شوكتهم بالخذلان،
كان الطريق إلى النجاة
أشبه بعودة عوليس من مكائد
البحار أو العبور في قوارب الموت
إلى بر الأمان.
تقودهم امرأة بقامة فارعة
وشعر طويل أشقر
تعزف بمهارة أكثر من نغم
على آلة غريبة أحادية الوتر،
والحشد يسير على إيقاع الزغاريد
والأهازيج الأندلسية
في إثر رجل نحيل بلحية كثة
ووجه طفولي لفحته شمس
الجنوب،
وقد حمل صليبا شائكا
أثقل خطاه السائرة على
غير هدى،
ثم ما لبث  أن سقط وسط الساحة
غير بعيد من الشاطئ،
بعد أن ترهلت عزائمه
وخارت قواه.
لم يكترث أحد بسقوط الرجل
تابعوا السير إلى أسفل الجبل
يجرون مكابدات الخروج
من غرناطة الوصال
إلى مآسي الترحال وغبار التيهان.
فقط استدارت إليه إحدى العجائز
المتشحة بالسواد
قائلة بنبرة مؤنبة:
إبك الآن كالنساء.


الكاتب : رضوان بن شيكار 

  

بتاريخ : 27/04/2022