مكناس .. الدورة الخامسة لمهرجان “عيساوة: مقامات وإيقاعات عالمية” على إيقاع الروح، الثقافة والوطن

بعد عشر سنوات من التوقف تنطلق يومه الأربعاء وإلى غاية السبت 26 يوليوز فعاليات مهرجان “عيساوة: مقامات وإيقاعات عالمية”، تزامنا مع احتفالات عيد العرش المجيد.
ويعد هذا الحدث الثقافي والفني محطة أساسية في ترسيخ الهوية المغربية، من خلال تسليط الضوء على تراث “الطريقة العيساوية”، أحد الروافد الصوفية التي ساهمت في تشكيل الوجدان المغربي عبر القرون.
ويحرص المنظمون على أن يكون المهرجان في نسخته الحالية أكثر من مجرد عروض فنية أو طقوس شعبية، بل منصة لتوريث القيم الروحية والمعارف بين الأجيال، وأداة فعالة لتثمين التراث اللامادي وصونه من الاندثار،و تعزيز الإشعاع الثقافي للمدينة، وربطها بشبكة من التبادلات الدولية، عبر استضافة فرق ومشاركين من أزيد من ثماني دول، مما يكرس مفهوم “الدبلوماسية الثقافية” في أبهى تجلياتها.
وتتميز دورة هذه السنة بإطلاق النسخة الأولى من ملتقى مكناس الدولي للتصوف، الذي سيجمع فاعلين من المنظومة القضائية والعلمية المغربية في نقاشات عميقة حول علاقة التصوف بالقضاء المغربي، من زمن المولى إسماعيل إلى عهد الملك محمد السادس ، إلى جانب مواضيع تتعلق بالهجرة ووحدة المملكة.
و تتضمن البرمجة عدة محاور ثقافية وفنية منها ،بيوت الذاكرة العيساوية تتضمن لقاءات صوفية وجلسات فنية في أجواء تقليدية، تسعى لإحياء البيوتات والطقوس العيساوية بمنظور معاصر، وليالي الحال العيساوي وتتضمن سهرات روحية تقام في مواقع تراثية مثل صهريج السواني وقباب مكناس، كما تم تنصيب منصات كبرى للعروض، أبرزها منصة باب المنصور، التي يتوقع أن تستقبل أكثر من 120 ألف متفرج، وتستضيف أسماء فنية بارزة مثل رامي عياش، بلقيس، حاتم عمور، نعمان لحلو، ومنال بنشليخة، إلى جانب فرق عيساوية من مختلف ربوع المملكة ودول عربية.
أما في الشق الأكاديمي، فيسعى المهرجان إلى إرساء “أكاديمية المهرجان” التي ستعنى بتكوين الخلف العيساوي وتأهيل الفاعلين المحليين في مجالات معرفية وتنموية.
كما ترافق المهرجان إصدارات علمية، من بينها مجلة متخصصة، وثلاثة كتب حول التصوف والقضاء، وأخلاق الصوفية في الثقافة الشعبية المغربية، إضافة إلى معارض متنوعة تشمل عرض وثائق نادرة مرتبطة بالقضاء والتصوف، وأزياء وآلات موسيقية عيساوية، كما سينظم معرض للسينما الروحية يحتفي بالفاعل السينمائي المكناسي، وقراءات صوفية ضمن فقرة “مدارج الكلام”، تسلط الضوء على رمزية الكلمة الصوفية وأبعادها الوطنية والتربوية. وأعرب المنظمون في بلاغ صحفي،عن أملهم في أن تشكل هذه الدورة خطوة إضافية نحو جعل المهرجان في أفق 2030 أحد أبرز وجوه الإشعاع الثقافي المغربي، تزامنا مع احتضان المملكة لكأس العالم.
وجدير بالذكر أن مهرجان “عيساوة ” كان قد توقف عقب دورته الرابعة، التي انعقدت في النصف الثاني من شهر دجنبر سنة 2014، بتنظيم من جهة مكناس تافيلالت وبشراكة مع جمعية مكناس للثقافة والتنمية. وقد تميزت تلك الدورة بتكريم الفنان الراحل الحسين التولالي، أحد أعمدة فن الملحون، تقديرا لإسهاماته الغنية في الذاكرة العيساوية المغربية. كما عرفت لحظة الافتتاح تنظيم كرنفال شعبي شاركت فيه طوائف عيساوية متعددة، في استعراض فني يعكس التنوع والتجذر الذي يميز هذا التراث داخل المشهد الثقافي المكناسي.


الكاتب : يوسف بلحوجي

  

بتاريخ : 23/07/2025