مكنت تحقيقات مكثفة من تحديد هوياتهم

اعتقال وسيطة في الدعارة وخليلها وسائق طاكسي بعد فك لغز جريمة مقتل طالب جامعي بالجديدة

 

بعد أشهر من التحقيقات المكثفة، وفي غياب أي أثر لمقتل طالب جامعي كان يتابع دراسته في السنة الأخيرة من سلك اللغة الانجليزية وآدابها بالجديدة، أعلن مؤخرا عن فك لغز هذه الجريمة، وذلك بتقديم ثلاثة أشخاص أمام النيابة العامة لدى استئنافية الجديدة.
فقد أفلحت الفرقة الجنائية الجهوية للدرك الملكي في فك لغز وفاة شاب تم العثور على جثته ملقاة يوم السبت 11 يونيو من السنة الماضية، على مستوى الشاطئ الصخري المتواجد بالشطر الخامس بمنتجع سيدي بوزيد بتراب جماعة مولاي عبد لله.
وكانت مفاجأة الدرك الملكي بعد إجراء الخبرة التقنية على هاتف الضحية، أن رقما هاتفيا كان دائم التواصل معه وذلك حتى يوم واحد قبل العثور عليه جثة هامدة، وبعد تحديد هوية صاحب الرقم الذي لم تكن سوى امرأة خمسينية تنحدر من دوار المنادلة بجماعة مولاي عبد الله و تمارس «الوساطة»، حيث وضعت مصالح الدرك الملكي كمينا للمشتبه فيها التي ظلت مختفية منذ ارتكابها هذا الجرم ، ليتم استدراجها عن طريق توظيف سيدة تشتغل بالدرك الملكي على أساس توسط المشتبه فيها للسيدة في العمل بمجال الدعارة، مما جعل المشتبه فيها تحل بمدينة الجديدة لملاقاة الشابة ، لكنها وجدت المكان مطوقا بعناصر الدرك الملكي حيث تم إلقاء القبض عليها واقتيدت إلى مقر المركز القضائي .
ورغم مراوغات المشتبه فيها، فقد اعترفت بجرمها أمام أسئلة المحققين، الذين قادتهم التحقيقات إلى إحدى العمارت بالجديدة التي كانت مسرحاً للواقعة ، حيث تم العثور على بقع الدم التي تحولت إلى بقع سوداء داخل الشقة،، ما يشير إلى أن المشتبه فيها ، التي تعتبر وسيطة في الدعارة، استقطبت الضحية الى الشقة من أجل ممارسة البغاء مع إحدى النساء اللواتي تستغلهن الوسيطة مقابل مبالغ مالية ، و أن الهالك لم ترقه فتاة الليل التي اختيرت له ليلة مصرعه ودخل في شنآن مع الوسيطة التي قامت رفقة خليلها بقتله عن طريق الاعتداء عليه بالضرب بواسطة قطعة حديدية، ثم طلبا سيارة اجرة صغيرة نقلته عبرها الى مركز سيدي بوزيد وتم رميه هناك بجانب البحر.
عناصر الدرك الملكي انتقلت برفقة عناصر المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجديدة التي وقعت الجريمة بنفوذها الحضري ، إلى عين المكان وقامت بتجميع مجموعة من الأدلة التي كانت لا تزال هناك بداخل الشقة، فيما تم توقيف شخصين آخرين، وهما سائق سيارة الأجرة الصغيرة الذي نقل الضحية إلى المكان الذي وجد فيه، وكذا توقيف خليل المشتبه فيها الرئيسية الذي ظل متسترا عن الجريمة بعد تهديده من طرف المشتبه فيها كونه مارس الجنس معها وهو متزوج.
هذا وقد تم العثور على الضحية ميتاً قبل أزيد من ستة أشهر من طرف سيدة، التي ظهر لها في بداية الأمر كجثة تطفو فوق مياه شاطئ سيدي بوزيد بالمنطقة المعروفة بالشطر الخامس، وربطت الاتصال بعناصر الدرك الملكي الذين حضروا من أجل تأمين مسرح الجريمة إلى حين حضور مصالح التشخيص القضائي، وقد تمت الاستعانة في بداية الأمر بمجموعة من المواطنين من أبناء المنطقة وكذلك أعوان السلطة وحراس السيارات من أجل التعرف على هوية الضحية، لكن بدون جدوى، حتى خرجت نتائج البصمات التي حددت هويته بشكل دقيق، وهو شاب عشريني «م.ب» ، طالب جامعي تخصص آداب إنجليزي بجامعة ابي شعيب الدكالي .وكان الضحية يحمل آثار ضرب على مستوى عينه اليسرى، والدم ينزف من رأسه ومن أذنه، وكذلك تمت معاينة رباط حذاء ملفوف حول عنقه بطريقة عنيفة، فيما كان يرتدي قميصا صيفيا، وبدون سروال، ما يوحي بتجريده من ملابسه.


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 31/01/2023