مكونات صحية، نقابية وجمعوية، تعلن عن مبادرات تضامنية متعددة مع ضحايا ومصابي الزلزال

مصحات، صيادلة، أطباء إنعاش، بياطرة، ممرضون وغيرهم

 

ساعات قليلة بعد تسجيل الهزة الأرضية بإقليم الحوز ليلة الجمعة – السبت والتي وصلت تردداتها إلى مناطق مختلفة من تراب المملكة، وبعد تقاسم العديد من الصور الموثقة للمخلّفات الأوّلية للزلزال ومعها أعداد الضحايا، خرجت عدد من التنظيمات النقابية والجمعوية العاملة في المجال الصحي لتعلن عن مجموعة من المبادرات المتميزة، من أجل المساهمة في إنقاذ الضحايا والمصابين والتخفيف عنهم بصيغ ووسائل مختلفة.
أولى هاته المبادرات ما أعلنت عنه الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، التي قررت وضع مواردها التقنية والبشرية والمؤسسات الصحية التابعة للقطاع الخاص رهن إشارة السلطات الحكومية. وأكد البروفيسور رضوان السملالي في هذا الصدد أنه تم استقبال حالات كانت في حاجة لتدخلات، توزعت ما بين الإسعاف من الإصابات وما بين الحاجة للدعم النفسي، مشيرا كذلك إلى أن عددا من الأطقم الصحية والتمريضية عملت على تعزيز ودعم مراكز تحاقن الدم للمساهمة في إنجاح عمليات التبرع بالدم. وأبرز المتحدث أن تنسيقا تم القيام به مع مسؤولي مراكش في مرحلة أولى، لأجل دعم كل المبادرات المتخذة، مشيرا إلى أن أشكال المساندة التي يحتاجها المتضررون هي متعددة وبأن السلطات المختصة تشتغل على قدم وساق من أجل إنقاذ الضحايا ومساعدة كل من طالتهم تبعات الهزة الأرضية.
من جهته دعا المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة العمومية، العضو المؤسس للفيدرالية الديمقراطية للشغل كافة الأطر الصحية وأسرهم للالتحاق بمراكز تحاقن الدم للتبرع نظرا للحاجة الماسة لهذه المادة الحيوية بالنسبة للمصابين والجرحى، مؤكدا على ضرورة الانخراط الفعلي لمناضلي النقابة بمختلف فئاتهم في المجهود الوطني للتكفل بالمصابين وتحييد آثار الزلزال، حيث حثهم في هذا الإطار على التطوع في المستشفيات بالمناطق المتضررة، ودعاهم للتنسيق مع المكاتب الجهوية بجهتي مراكش آسفي وسوس ماسة وبين ملال خنيفرة من أجل التواجد، كما هو معتاد، في الصفوف الأمامية لمواجهة هاته المحنة. وفي السياق ذاته دعا المكتب الجهوي بمراكش أسفي لنفس النقابة « ف د ش» كافة مناضلاته ومناضليه للالتحاق بالمستشفيات لتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة، مشيرا إلى أن المستعجلات بالجهة تواصل استقبال ضحايا الزلزال الذي خلف خسائر بشرية ومادية متعددة، وذلك دعما لكل الجهود المبذولة لإنقاذ المصابين.
بدوره، ومباشرة بعد وقوع الهزة الأرضية بإقليم الحوز، أعلن المكتب الجهوي بجهة فاس مكناس للنقابة المستقلة للممرضين عن تعليق كل الأشكال الاحتجاجية التي كانت قد قررت النقابة خوضها يوم الأربعاء 13 شتنبر المقبل، داعيا مناضليه إلى الإسراع بالتبرع بالدم وإلى تقديم يد العون والمساهمة في علاج المصابين في مختلف الأقاليم والمدن التي تضررت من الزلزال.
وعلاقة بالأشكال التضامنية المختلفة التي تم الإعلان عنها، فتحت الفدرالية الوطنية لأطباء الإنعاش والتخدير بالمغرب باب التطوع في وجه المختصين في هذا المجال الطبي الحيوي، وناشدت الأطباء الذين لهم خبرة في المستعجلات لدعم كل الجهود المبذولة لإنقاذ ضحايا الهزة الأرضية، مشيرة إلى أن الراغبين في التفاعل مع ندائها يمكنهم الالتحاق مباشرة بالفرق الطبية المتواجدة في الأماكن المتضررة، مؤكدة في نفس الوقت على أن كل الخبرات والكفاءات الطبية في مختلف التخصصات يمكن أن تقوم بدور أساسي ومحوري في عمليات الإنقاذ التي تقوم بها السلطات الحكومية، حيث عيّنت منسقين لتنظيم هذه العملية بكل من مراكش، طنجة، أكادير، الدارالبيضاء، بني ملال خنيفرة، وجدة، الرباط، مكناس وفاس.
وفي سياق مماثل، أعلنت الفيدرالية الوطنية للصحة، عن تعبئة كافة مكوناتها للمساهمة في التخفيف من آثار الهزة الأرضية التي عرفتها بلادنا، مشيرة إلى أن نداءات تم توجيهها للمنتسبين لكل مكوّن وقطاع من قطاعاتها من أجل التبرع بالدم، ولتدبير عمليات الحراسة وفقا لهذا المستجد لتوفير الأدوية لكل من هم في حاجة إليها، ونفس الأمر بالنسبة لقطاع المستلزمات الطبية، إضافة إلى تجند الأطباء للعمل جنبا إلى جنب مع مصالح وزارة الصحة والحماية الاجتماعية متى طُلب منهم المساهمة في المجهودات التي تقوم بها الدولة بمختلف مكوناتها لتجاوز هذه المحنة. وعلاقة بمجال الأدوية والمستلزمات الطبية فقد وجّه الدكتور حمزة اكديرة، رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة نداء إلى الجسم الصيدلاني للمشاركة بشكل واسع في حملة التضامن عبر التبرع بمبالغ مالية في الحسابات المفتوحة لهذا الغرض بالخزينة العامة وبنك المغرب، وذلك لدعم الأسر المتضررة من الزلزال وتداعياته، إلى جانب اتخاذ كل الخطوات والقيام بجميع المبادرات التضامنية التي تعبر عن دعم ومساندة كل المكونات الصيدلانية لضحايا الهزة الأرضية.
وتفاعلا مع الوضع، أعلنت كونفدرالية نقابة صيادلة المغرب عن إعادة جدولة الحراسة بالنسبة للمناطق المتضررة حرصا على تسهيل ولوج المواطنين للدواء وعن تشكيل لجان ميدانية تطوعية لرصد حجم الضرر وبلورة مختلف آليات التدخل لفائدة المواطنين، في حين أعلن العاملون في مجال المستلزمات الطبية عن فتحهم لأبواب محلاتهم في وجه كل من قد يكونون في حاجة إليها من أجل تدخلات جراحية أو غيرها خلال نهاية الأسبوع.
واستحضارا للوقع النفسي الذي قد يتسبب فيه هذا النوع من الأزمات والكوارث، شكّلت رابطة متخصصي الصحة النفسية والعقلية في المغرب خلية استماع لفائدة كل من يعانون من حالات الخوف والهلع والصدمات جراء الزلزال الذي وقع، بهدف تقديم الدعم النفسي المجاني للمعنيين، ولأجل هذه الغاية عمّمت لائحة بأسماء المختصين وأرقام هواتفهم، التي وضعتها رهن إشارة كل المتضررين الذين في حاجة لدعم نفسي حتى يتسنّى تجاوز تبعات هذه المرحلة العصيبة.
من جهته، دعا رئيس المجلس الوطني للهيئة الوطنية للأطباء البياطرة عموم المنتسبين لهذا الإطار إلى التوجه إلى مختلف مراكز ووحدات ونقط التبرع بالدم، القارة منها والمتنقلة، من أجل التبرع بهذه المادة الحيوية للمساهمة في إنقاذ أراوح وحياة المصابين الذين هم في حاجة إليها، والذين يتلقون التدخلات الطبية الضرورية من طرف المصالح الصحية المختصة. وشدد الدكتور بدر طنشري الوزاني في بلاغ للهيئة على أن هذه الدعوة تأتي تفاعلا مع الوضع وفي سياق المبادرات الوطنية الفردية والجماعية الهادفة إلى المساهمة في التخفيف من محنة المصابين.
كما أعلن عدد من أطباء القطاع الخاص ، وفي إطار مبادرات فردية، عن فتح عياداتهم ومراكز العلاج التي يشتغلون فيها، خاصة بالنسبة للمختصين في جراحة العظام، لاستقبال كل الحالات المصابة التي في حاجة للعلاج وذلك بشكل مجاني. وهو ما يعكس وحدة وطنية متميزة وتضامنا جماعيا للجسم الصحي بمختلف مكوناته في هاته الأزمة، من أجل تقديم يد العون والمساعدة لكل ضحايا الزلزال الذي كان مفاجئا وصادما للكثيرين، خاصة وأن العديد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض ينتظرون المساعدة، رغم كل الجهود الكبيرة التي تبذل من طرف مختلف المصالح والجهات المختصة، العسكرية والأمنية والمدنية، وهو ما وثقته العديد من الشهادات والتسجيلات التي تم تقاسمها في هذا الإطار.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 12/09/2023