ملاحظات أولية حول : مهرجان تيميتار والندوة الدولية لجمعية الجامعة الصيفية بأكادير

 

شهدت مدينة أكادير وجمهورها مهرجانين في شهر واحد وفي زمن جد متقارب.
مهرجان تيميتار من 03/07/2019 إلى 07/07/2019
لن أقول عنه إلا أنه حقق الفرجة للشباب الذي يعيش على الهامش والفراغ القاتل، دون نسيان ندوة الروايس التي استمتع بها الحضور، وبالتالي فمهرجان تيميتار بحاجة إلى إعادة النظر في الشق الثقافي الذي نادينا به منذ أواخر التسعينيات في الجهة، وذلك بعقد ندوات تاريخية اجتماعية اقتصادية سياسية، فالشباب يجهل الكثير عن تاريخ الجهة وعن محيطها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي يجهل كل شيء عن صراع سكان الجهة مع الاستعمار
فيما يتعلق بالملك الغابوي وعلاقته بالرعي الجائر والخنزير البري وما تزخر به جبال الجهة من معادن نفيسة أسالت لعاب المستفيدين منها والذين سيستفيدون حاضرا ومستقبلا وعلاقة هذا وذاك بالهجرة الكلية بعد الجزئية خاصة في العالم القروي التابع للجهة عامة ولإقليم تارودانت على وجه الخصوص.
كان على اللجنة المنظمة لمهرجان تيميتار أن تقوم ببرمجة هذه المواضيع لما تتوفر عليه من إمكانيات مادية بدل العناية فقط بالجانب الفني من النوع الرخيص…
بالنسبة للدورة الخامسة عشرة للجامعة الصيفية المنعقدة من تاريخ 11/07/2019 إلى 14/07/2019 والتي تصادف الذكرى الأربعينية لميلادها واتخذت شعارا لها : الندوة الدولية الأمازيغية والحركات الاجتماعية والسياسية.
يلاحظ بداية أن أغلبية المداخلات باللغة الفرنسية ومن الذين تلقوا دراساتهم الجامعية بفرنسا يتحدثون ويدافعون عن الأمازيغية بلغة مولير وقلة يتحدثون ويدافعون عن الأمازيغية باللغة العربية ويفتحون مداخلاتهم بكلمة ءازءولء اقترب من القلب، وينهونها بكلمة تانميرت التي تعني شكرا.
كان الواجب استحضار المكون الأمازيغي من شعر وحكايات وألغاز وأجناس أخرى منها المدون وغير المدون وكان بالإمكان طرح موضوع بين المواضيع المطروحة.
الأمازيغية والتدوين أية حصيلة ؟ والحديث عن تجربة جمعية التبادل الثقافي وروادها ومنجزاتها التي انطفأت بوفاة المرحوم أخياط ابراهيم بل وعن تجربة الجامعة الصيفية من دورتها الأولى التي استغرقت ثلاثة عشرة يوما بمحاضراتها وبمداخلاتها وبرحلاتها يشهد عليها مؤلف الدورة الأولى الغني. بل كنا ننتظر عرضا حول تجربة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ما له وما عليه، هــــــل استفـــــادت الثقافــــة الأمازيغية مــــن ميزانيتــــه الضخمـــــة بالشكــل المطلوب أم لا ؟
طبعا الأكشاك والمكتبات العامة والخاصة تجيب بالنفي بعدم الاستفادة حيث لا كتب ولا مجلات مكتوبة بالأمازيغية.
نعم بذلت اللجنة المنظمة للندوة الدولية مجهودا تشكر عليه، لكن كمتتبع لمسيرة هذه الجمعية لا تستطيع القيام بأكثر مما قامت به، هناك خلافات ومعارضة للمعارضة بين الأفراد، والمجموعات بين الرواد الأوائل وبين الجيل الجديد وبين الجيل الجديد والجيل الجديد صراعات على الرئاسة للرئاسة…
وقد سبق أن قلت في إحدى دوراتها في اجتماع مجموعة من الفاعلين المهتمين بالثقافة الأمازيغية في بداية التسعينيات ان الذي يعرقل العمل الجمعيو الأمازيغي هو :
وانائــران ءايســرغ تاشمعت نـــسئـســـنــس تـالـيـد يوفــاتـــرغــا
معناه : من أراد إيقاد شمعته يقوم بإطفاء التي وجدها مضيئة.
والواجب أن يضع كل واحد شمعته جانب المضيئة خاصة والظلام دامس.
الكثيرون يرددون هذه القولة الصادرة عن تجربة، والكثيرون يقومون بإطفاء الشموع التي وجدوها مضيئة في المجال الجمعوي والاجتماعي والسياسي في وطننا العزيز.
تصور أن لا أحد تطرق إلى دور التدوين والطبع في خدمة الثقافة الأمازيغية
ولا عن دور نقل الأمازيغية من الشفوي إلى المكتوب ودور العزوف عن القراءة في تراجع التدوين مما سيعيد للشفوي سلطته. شيء آخر أعطيت الأوامر لحامل الكاميرا الموثقة للقاء توثيقا تاريخيا طبعا بأن لا تلتقط ولو صورة واحدة لفلان لانتمائه إلى الماضي.
حدث هذا في قاعة باحنيني التابعة لوزارة الثقافة في الذكرى الأربعينية لوفاة الشاعر الأمازيغي بوقداير احيا لما استفسرنا حامل الكاميرا أخبرنا بأنها أوامر..
وفي قاعة إبراهيم الراضي تم استعراض شريط التوثيق ولاحظنا نفس المنع من جهة ما محاربة لمن يخدم الامازيغية بكتاباته وبإصدارته المستمرة.
هذا كله لا يساعد على إنعاش اللغة والثقافة الأمازيغيتين المحتضرتين.
هي ملاحظات للتأمل قصد الاستفادة من أخطائنا وعدم عرقلة مسيرة من يخدمون الأمازيغية ولا يتحدثون عنها فهي تتحدث عن نفسها بما تم جمعه وتدوينه وطبعه في مؤلفات ولا يمكن خدمة الأمازيغية إلا بالأمازيغية وليس بلغة أخرى غير لغتها.


الكاتب : ذ/ محمد مستاوي

  

بتاريخ : 27/07/2019