تطرح مداخيل كراء ملاعب القرب بمدينة سلا مجموعة من الأسئلة حول الجهات التي تستفيد منها، في ظل الغموض الحاصل. ذلك أن المسؤول عن إحدى القاعات في حي النهضة بحي أشماعو لا يسلم أي وصل للمستفيدين من خدمات هذا الفضاء، مع العلم أن المبلغ محدد في 200 درهم مقابل ساعة واحدة من اللعب، وهو ثمن كراء سيارة خفيفة ليوم كامل.
وحسب بعض المستفيدين، فإن المسؤول عن القاعة لا يقدم أي وصل ويكتفي بتسجيل ذلك على ورقة، وهنا يكمن العجب. ورغم كل هذا، فإنه يعتبر محظوظًا من يحصل على موعد، وهناك من يشبه ذلك بالحصول على موعد تأشيرة «شنغن».
وتدر هذه الملاعب مداخيل يومية مهمة، نظرًا للإقبال المتزايد عليها في غياب ملاعب عمومية في مدينة سلا، إضافة إلى غياب تنصيص صارم يفرض على المنعشين العقاريين ترك مساحة مخصصة لملاعب القرب ضمن مشاريعهم العقارية، والتي تنبثق كالفطر.
وكانت إدارة ملاعب القرب بمدينة سلا تثير نقاشًا حادًا داخل النسيج الجمعوي، بعد أن كانت تُسلم لجمعيات بعينها للإشراف عليها، اعتمادًا على الولاءات المصلحية لبعض المنتخبين الذين يبحثون عن تقوية لوبياتهم الانتخابية.
وكان المتحكمون في هذه القرارات يتحججون بأن مداخيل ملاعب القرب تُستغل في الإصلاحات والعناية بها، لكن تدهور بعض هذه الملاعب وتلاشيها، كذب كل هذه الدفوعات والمبررات، خاصة فرض أداء مبلغ مالي مقابل الاستفادة من ممارسة الرياضة، وخاصة كرة القدم.
وكانت وزارة الشباب والرياضة قد أكدت سابقًا في أكثر من نقاش أن الاستفادة من ملاعب القرب التي تديرها المصالح التابعة لها تبقى مجانية.
والآن يطرح بحدة أيضًا موضوع استغلال القاعات المغطاة في بعض الأحياء بالمقابل، مع عدم تحديد الجهة التي شيدتها: هل هي الوزارة الوصية على قطاع الرياضة أم مجالس الجماعات المنتخبة؟
وتشتكي دائمًا جمعيات المجتمع المدني والجمعيات الرياضية بمدينة سلا من عدم الشفافية في تعامل المجالس المنتخبة معها، خاصة في مجال الدعم والمنح.
وتشهد العلاقة بين بعض هذه الجمعيات وجماعة سلا توتراً قوياً بسبب ما اعتبرته هذه الجمعيات تجاوزات في تقديم الدعم العمومي لها.
وقد وجدت بعض الجمعيات الثقافية نفسها قد تقلصت من منحها أو حُرمت منها بشكل كلي، وهو ما يهدد أنشطتها بالتوقف. ولم تسلم كذلك بعض الجمعيات الرياضية، خاصة تلك المنتمية إلى العصبة الجهوية لكرة القدم، من هذا الوضع.
واحتجت هذه الجمعيات المتضررة بشدة على جماعة سلا، ضد التمييز القوي بين الجمعيات، خاصة وأن هناك جمعيات تستفيد من دعم سخي جدًا لأنها مقربة من بعض الأحزاب السياسية بمدينة سلا.
ملاعب القرب والمنح تثير غضب بعض الجمعيات بمدينة سلا
الكاتب : عبد المجيد النبسي
بتاريخ : 13/12/2025

