احتضنت مدينة الجديدة أيام 16 و17 و18 أكتوبر ،2025 الملتقى الدولي «كتب 2025» بمشاركة نخبة من الكُتَّاب والفانين المغاربة والأوروبيين الذين جسدوا صورة المثقف الساعي إلى نشر الوعي القرائي، وترسيخ ثقافة القراءة والكتابة في عالمٍ صار في حاجة ماسة إلى العودة إلى حضن الكتاب، وحكمة الكاتب ذي النظرة العميقة التي ترى الكونَ قرية صغيرة، وتأخذ على عاتقها مَهَمَّة خرق الحدود المصطنعة، وجمع شمل الشعوب والأمم على مأدبة الثقافة، وتجسير سبل التواصل بينها.
سهرت على تنظيم هذا الملتقى جمعية «أصدقاء ابن زيدون» بالتنسيق مع «مختبر علوم اللغة والترجمة والأدب» بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، واحتضن أشغاله مقر جمعية الأعمال الاجتماعية لمستخدمي المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بدكالة. وقد تنوعت فقراته وتوزعت بين جلسات أدبية ومحاضرات حول الكتابة والقراءة وأُفُقِهِمَا في ظل التحديات الراهنة، بالإضافة إلى معرض للكتاب، ولقاءات مع أزيد من 50 كاتبا من المغرب وبلدان أوروبية، مع وصلات موسيقية عربية وغربية، ونُظمت على مدار الأيام الثلاثة ورشات قرائية، استثمرها القائمون على الملتقى من أجل التشجيع على الفعل القرائي، وغرس قيم الاحتفاء بالكتاب، واكتساب منهجية التعامل معه.
وقد اختتم الحفل بتكريم مجموعة من الوجوه الثقافية، من بينها الكاتب والإعلامي سعيد منتسب الحائز على جائزة المغرب للسرد لسنة 2024، والفنان التشكيلي عبد الكريم الأزهر، والشاعرة والأستاذة الجامعية ثريا وقاص، والأستاذ والناقد الفرنسي (جان فرانسوا كليمان Jean François Clément).
وفي هذا السياق أدلى رئيس الملتقى إدريس الطاهي بتصريح، عبر فيه عن سعادته بنجاح النسخة الأولى، مشيرا إلى أنه سعى انطلاقا من هذه المبادرة إلى جمع شمل الكُتاب والشعراء والفنانين، وإحياء ثقافة الاهتمام بالكتاب الورقي في زمن التغول الإلكتروني، ونوه إلى حرص جمعية أصدقاء ابن زيدون التي يرأسها على تنظيم ورشات للقراءة والكتابة على مدار السنة.
بدوره شكر الكاتب سعيد منتسب منظمي الملتقى على هذه المبادرة التي احتضنتها مدينة لها رمزيتها الثقافية وقيمتها الإبداعية، حسب قوله، مضيفا أن من حسنات الملتقى أنه ساهم في إحياء الثقافة المغربية وأعاد الاعتبار إلى الكاتب المغربي.
وفي السياق ذاته أكدت الدكتورة ثريا وقاص، عضو اللجنة التنظيمية للملتقى، أن المنظمين وضعوا نصب أعينهم الاشتغال على سد الفراغ العلائقي الذي يسود الوسط الثقافي، وانطلقوا من سؤال الحاجة إلى خدمة الكاتب لزميله، وخلق حوار حول الإنتاجات الأدبية والفكرية والثقافية، قبل أن تختم كلامها بالتعبير عن ارتياحها لتحقيق هذا المبتغى، وخلق حركية ثقافية على امتداد الأيام الثلاثة.