ممارسات أساءت لـ «طقوس» عيد الأضحى وتسببت في تداعيات سلبية متعددة

تطاول على ممتلكات خاصة وعامة لامتهان «حرف» موسمية

 

حرص مجموعة من الأشخاص في مختلف الأحياء البيضاوية على أن يجعلوا من لحظة عيد الأضحى مناسبة للكسب والبحث عن مدخول مادي، سواء قبل يوم النحر أو خلاله. مبادرات يعتبر عدد منها محمود يمكن للكلّ تشجيعها، لأنها تشكل خدمة أو قيمة مضافة دون أن تتسبب في أية تداعيات سلبية، كسنّ السكاكين والسواطير المستعملة في عملية ذبح رؤوس الأغنام أو الماعز أو العجول بالنسبة لبعض العائلات، أو عرض خدمة نقلها على متن عربات يدوية مجرورة، أو بيع الأكياس البلاستيكية ومستلزمات العيد، وغيرها من «المهن» الموسمية التي يتوجّه إليها عدد من الشباب، لكن بالمقابل هناك أخرى تتسبب في الكثير من المشاكل لأنها تشكّل مصدر إزعاج ويكون لها العديد من التبعات.
أنشطة بآثار سلبية، من قبيل احتلال الملك العام في العديد من الأزقة والأحياء ونصب «خيام» بدعوى إحداث «فنادق للخرفان»، التي إن كان بعضها يهدف بالفعل إلى تقديم خدمة لسكان الأحياء الشعبية وبعض الأحياء الأخرى التي تعرف ضيق المساحات، فإن البعض الآخر تحوّل إلى أوكار لنشر الضرر بكل تلاوينه، إذ تحوّلت عدد من الفضاءات التي تم إحداثها عنوة إلى أمكنة لمعاقرة الخمر والمخدرات واستعمال الموسيقى ليلا ونهارا، مع ما يرافق كل هذه الممارسات من أذى مادي ومعنوي. وجه آخر لـ «مهن» ضارة رغم الخدمة التي يمكن أن تقدّمها، ويتعلق الأمر بـ «تشواط» رؤوس الغنم، وهو «النشاط» المؤقت الذي يكون لافتا للانتباه كثيرا يوم العيد، وتسبقه تحضيرات قبلية، حيث يقدم بعض الشباب الذين يقومون بـ «امتهانها» بالتطاول على فضاءات عامة وخاصة من أجل جمع كل ما يمكنه أن يساهم في هذه العملية ويخدمها، من أخشاب وسياجات حديدية وبالوعات يتم استعمالها كـ «شوّايات».
واقتحم عدد من الأشخاص أوراش بناء ومستودعات مهجورة في مجموعة من الأحياء البيضاوية بحثا عن كل قطعة خشب أو حديد يمكنها أن تسعف في عملية «تشواط» رؤوس الأغنام، وساقوها نحو وجهات مختلفة، في اعتداء سافر على ملك الغير، ونفس الأمر بالنسبة لبالوعات وسياجات حديدية، اقتلعت من مكانها وتم تحويل وجهتها لاستغلالها يوم العيد، غير عابئين بالمخاطر التي قد تترتب عن ترك بالوعة مفتوحة قد تتسبب في حوادث مميتة، خاصة في الليل وإذا ما كانت الرؤية منعدمة بسبب الظلام وغياب أو ضعف الإنارة العمومية؟
ممارسات تتكرر كل عيد أضحى في غياب مراقبة وتتبع من المصالح المختصة لزجرها، تشجع العديد من اليافعين والمراهقين بل وحتى بعض الأشخاص الذين من المفروض أنهم راشدين على القيام بأعمال مضرّة، الذين يتطاولون على ممتلكات خاصة وعامة، ويقومون بممارسات غير سليمة لتيسير كل السبل أمامهم من أجل الحصول على مبالغ مالية مختلفة من عملية «التشواط»، فضلا عن تركهم لمخلّفات هذا الأمر في الشارع العام، ليقوم بعد ذلك عمال النظافة بتنظيف ما «أفسده» غيرهم، وإن كان ليس كل من يقوم بهذه «المهنة» يوم العيد يقوم بنفس الممارسات ويسيء للفضاءات المختلفة، لأن هناك شبابا يحرصون على اقتناء مستلزمات خاصة بالعملية ويعلمون على تنظيف مكانهم ولا يغادرونه إلا بعد أن يتحقق شرط النظافة بأيديهم.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 04/07/2023