منافسات البطولة الاحترافية ولعنة «سيدنا الفار !»

 

يبدو أننا السباقون إقليميا وإفريقيا في تبني واعتماد تقنية الفيديو المساعد (الفار)، مما يعطي لبطولتنا الوطنية، في قسمها الاحترافي الأول على الأقل، مصداقية أكيدة على المستوى التحكيمي. لكن الاحتكام إلى «الفار» وبالشكل المتزايد، الذي أصبحت تعرفه بطولتنا يطرح بعض علامات الاستفهام، بل ويضعنا أمام العديد من الإكراهات التي غدت، بشكل متزايد، مثبطة لإيقاع المباريات. فالتوقفات التي تستلزمها العودة إلى تقنية «الفار»، شئنا أم أبينا، تستلزم بل وتؤدي مباشرة إلى تكسير إيقاع المنافسات، التي تفقد البعض من جاذبيتها بفعل تدخل «سيدنا» الفار.
وهذا التدخل المتزايد للفار يؤدي إلى توقفات متكررة للمباريات، مما يؤدي إلى قتل جانب الفرجة في العديد من المباريات، ويتجاوز هذا التأثير السلبي للفار الفاعلين المباشرين في المباريات، أي اللاعبين، ليمتد إلى المدرجات، حيث يخفض من حرارة الفرجة، التي من أجلها تتنقل الجماهير إلى الملاعب، ويؤثر سلبيا حتى على متتبعي المباريات على الشاشة.
أكثر من هذا نتمنى خالصا أن لا يتم ترويض الفار لجعل أحكامه، أو بالأحرى لقطاته، تخدم مصالح فرق دون أخرى. فقد شهدنا مؤخرا وفي بعض مباريات بطولتنا الاحترافية، كيف تم، بعد أخذ ورد، رفض هدف لفريق بفعل تسلل سجل اعتمادا على تقدم لاعب للفريق إياه بسنتيمتر ولن نقول سنتيمترات، متسائلين ما إذا كان الأمر أو الموقف في الحالة المضادة، أي عندما يتعلق الأمر بالفريق الآخر، سيتم تبني نفس القرار، ونفس الحكم بإلغاء الهدف!
إن الفار خطوة متقدمة تتبناها كرتنا الوطنية شريطة أن يتم الخضوع لمقتضياتها وأحكامها من كل الأطراف، دون تمييز بين فرق المركز وفرق الهامش. فبدون تجاوز هذا التمييز سيصبح اللجوء إلى الفار ليس أولوية وشرفا أصبحنا سباقين إليه، بل سيتحول إلى لعنة تعيق وتؤخر مسارنا الكروي أكثر مما تخدم وتزيد دينامية حركيته وتطوره.


الكاتب : ع. البعمراني

  

بتاريخ : 06/11/2023