منتدى إفريقي يدعو إلى إنشاء سوق رقمية موحدة في إفريقيا بحلول عام 2030

 

« المدن والحكومات المحلية الإفريقية، مدعوة اليوم إلى الانخراط في التحول الرقمي الذي سيساهم في تطوير أدائها»: ذلك ما أكد عليه المشاركون في النسخة الخامسة للمنتدى الإفريقي للمسيرين الترابيين ومعاهد التكوين التي تستهدف الجماعات المحلية، الذي انطلقت أشغاله بمراكش يوم الاثنين 6دجنبر الجاري تحت شعار “التحول الرقمي والذكي لإفريقيا المحلية : حان وقت العمل الآن».
واعتبر المشاركون أن التحول الرقمي والذكي لإفريقيا المحلية، أضحى يفرض نفسه بقوة على كل المدبرين والمشرفين على الشأن العام، مشددين على ضرورة أن يقود قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هذه العملية. و في هذا الصدد أبرزت الكلمة الافتتاحية التي ألقيت باسم مجلس جهة مراكش آسفي أن حجر أساس المدن والحكومات المحلية الذكية يرتكز على توسيع العمل بالتقنية الرقمية في كافة الميادين، وبالخصوص المجالات والأبعاد التالية: الصحة الذكية«Smart health» ؛ العيش الذكي «Smart living»؛ الطاقة الذكية والبيئية «Smart energies»؛ التعلم الذكي «Smart learning»؛ التنقل الذكي «Smart mobility»؛ الاقتصاد الذكي «Smart economy»؛ المباني الذكية «Smart buildings»، والمواطنين الأذكياء«Smart People» ..
و أكدت كلمة مجلس الجهة أنه بالنسبة للمدن والحكومات المحلية، يمكن للمنصات الرقمية زيادة كفاءة وفعالية الوظائف والخدمات الأساسية، وتقليل الازدواجية غير الضرورية للأنظمة، ومكافحة الاحتيال و الفساد عن طريق زيادة الأمن، وإمكانية تتبع المعاملات، وتحسين المشاركة والمساءلة المدنية، موضحة أن المنصات الرقمية تعد عنصرا أساسيا في البنية التحتية الرقمية، حيث يمكنها خدمة الأفراد والشركات والهيئات الحكومية في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والتجارة والنقل وغيرها من الخدمات العامة، كما تعمل المنصات الرقمية على خدمة منتجات أو خدمات أخرى أو تمكينها. أو لتسجيل الدخول بشكل آمن إلى بوابة الخدمات الإلكترونية الحكومية، أو دفع فواتير الخدمات الخاصة بهم، أو تقديم الشكايات والوصول إلى المعلومات العامة، كما يمكن لهذه المنصات توفير تجربة سلسة لتقديم خدمات تزيد من راحة المستخدم.
و دعت كلمة مجلس جهة مراكش آسفي إلى استغلال انعقاد هذا المنتدى الإفريقي لتوطيد الجهود قاريا من أجل بناء سوق رقمية موحدة في إفريقيا بحلول 2030، و النهوض بالتحول الرقمي لدفع التصنيع في إفريقيا، والمساهمة في الاقتصاد الرقمي ودعم منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، و إنشاء وتحسين الشبكات والخدمات الرقمية بهدف تعزيز الخدمات المقدمة من طرف المجالس والحكومات المحلية الإفريقية، وتهيئة البيئة اللازمة لتأمين الاستثمار والتمويل لسد فجوة البنية التحتية الرقمية، وتحقيق النطاق العريض ليصبح في متناول الجميع، و تفعيل اتفاقية الاتحاد الإفريقي بشأن الأمن الإلكتروني، وحماية البيانات الشخصية، مع اعتماد جميع الدول الأعضاء مجموعة كاملة من التشريعات تغطي المعاملات الإلكترونية، وحماية البيانات والخصوصية والجرائم الإلكترونية وحماية المستهلك، وإنشاء «ثقافة رقمية» من شأنها أن تحفز الأفكار والابتكار والتعاون والشراكات، في أشكال وترتيبات مختلفة بين القطاع العام والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بهدف اكتساب القيمة المضافة الرقمية على الصعيد الوطني والإقليمي.
و اعتبر رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العملات و الأقاليم في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمنتدى أن تحقيق التحديث الرقمي الإداري يتطلب من المسؤولين والقائمين على تدبير الشأن العام النظر في وسائل وعمل الإدارة بما يستدعيه من تجديد وتغيير في بنيات الإدارة العمومية من خلال تطوير الآليات القانونية والمؤسساتية، بما قد يحقق أسلوب الإدارة الحديثة العصرية المعتمدة في عمل الإدارة بالأهداف، والتدبير بالنتائج، وجعل المرتفق والموظف في قلب عملية الإصلاح باعتبارهما فاعلين مؤثرين في إنجاح أي عملية للإصلاح والتطوير . داعيا إلى تثمين الرأسمال البشري من خلال تقوية الإطار المؤسساتي وتطوير منظومة الموارد البشرية ورفع قدراتها المهنية والتقنية بالتكوين وتبادل التجارب مع التحفيز لبلوغ التحدي المنشود من حيث الرقمنة.
ويهدف هذا المنتدى، الذي تنظمه، إلى غاية 11 دجنبر الجاري، منظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية المتحدة من خلال الأكاديمية الإفريقية للجماعات الترابية، بشراكة مع إدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، والمديرية العامة للجماعات الترابية التابعة لوزارة الداخلية، ومجلس جهة مراكش- آسفي، وجامعة القاضي عياض بمراكش، وجمعية جهات المغرب، والجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم، والجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، إلى إعمال الذكاء الجماعي لبحث السبل الكفيلة بجعل الانتقال الرقمي في خدمة التنمية بالجماعات المحلية الإفريقية، و إرساء الهياكل المؤسساتية و البنى التحتية لتحقيق التحول الذكي بها.


الكاتب : مكتب مراكش: عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 08/12/2021